[ad_1]
كم قمرا يدور حول كوكب الأرض؟ عالم يجيب
الاثنين – 28 شعبان 1444 هـ – 20 مارس 2023 مـ
لندن: «الشرق الأوسط»
كم عدد الأقمار التي يمتلكها كوكب الأرض؟ يبدو الجواب واضحًا: للأرض قمر واحد فقط. حتى من خلال الاسم (القمر).
في البداية، لم يكن قمر الأرض بحاجة إلى اسم آخر، لأنه منذ آلاف السنين، لم نكن نعرف أي قمر طبيعي آخر موجودا. لكن على مدى قرون من علم الفلك واستكشاف الفضاء، اكتشفنا مئات الأقمار في النظام الشمسي، وقد يكون هناك أكثر مما نعتقد حول كوكبنا.
وفي هذا يقول غابور هورفاث عالم الفلك بجامعة «Eötvös Loránd» المجرية «إن القمر يحمل عنوان القمر الوحيد الثابت والدائم للأرض. لكنه ليس الجسم الوحيد الذي يتم سحبه إلى مدار الأرض؛ فهناك مجموعة من الأجسام القريبة من الأرض وسحب الغبار عالقة أيضًا في جاذبية الأرض. هذه الأقمار الصناعية غالبًا ما تكون مؤقتة ومؤهلة تقنيًا على أنها أقمار صغيرة أو شبه أقمار صناعية أو أقمار أشباح. لذا فإن السؤال عن عدد الأقمار التي يمتلكها كوكب الأرض أكثر تعقيدًا مما نعتقد. لقد تغير الرقم بمرور الوقت من صفر إلى واحد إلى عدة أقمار في بعض الأحيان»، وذلك وفق «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وبالعودة إلى الأيام الأولى للأرض، فمنذ حوالى 4.5 مليار سنة كان كوكبنا بلا قمر. وبعد ذلك منذ حوالى 4.4 مليار سنة ضرب كوكب أولي بحجم المريخ يُدعى «ثيا» الأرض. تم قذف بقطع كبيرة من قشرة الأرض في الفضاء. فاجتمع الحطام الصخري معًا (ربما في غضون ساعات قليلة) لتكوين القمر، وفقًا لبحث نشر العام الماضي بمجلة «الفيزياء الفلكية ليترز». أما «الأقمار» الأخرى؛ التي يبلغ عرضها بضعة أقدام فقد كانت مؤقتة بشكل كبير؛ حيث تم التقاطها بواسطة جاذبية الأرض لفترات قصيرة قبل أن تهرب مرة أخرى إلى الفضاء.
وفي عام 2006، كان هناك كويكب يصل عرضه إلى 20 قدمًا (6 أمتار) 2006 RH120 عبارة عن صخرة فضائية بقيت لمدة 18 شهرًا وكان أول قمر طويل المدى لوحظ لكويكب في مدار الأرض. وكذلك 2020 CD3 صخرة فضائية يصل عرضها إلى 11.5 قدمًا (3.5 م) التي غادرت مدار الأرض بمارس (آذار) 2020 بعد أن أمضت ثلاث سنوات كقمر ثانٍ صغير. وفي عام 2020 أيضا اكتشف العلماء أيضًا SO 2020، وهو قمر صغير انجرف مرة أخرى إلى الفضاء أوائل عام 2021. ومع ذلك، تبين أن SO 2020 لم يكن قمرًا طبيعيًا؛ حيث كان بقايا صاروخ معزّز من ستينيات القرن الماضي.
ولمدة 13 ساعة عام 2015، اعتقد العلماء أنهم وجدوا قمرًا مؤقتًا جديدًا يدور حول الأرض. لكنهم أدركوا خطأهم بسرعة عندما تم الكشف عن أن «القمر» المنشود كان مجرد تلسكوب «غايا» الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ما دفع مركز الكواكب الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي إلى إصدار تراجع.
وبالإضافة إلى الأقمار التي تأتي وتذهب من مدار الأرض، هناك أجسام فضائية تسميها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أشباه الأقمار الصناعية؛ مثل الكويكب 3753 Cruithne. حيث تدور هذه الصخور الفضائية حول الشمس بشكل مشابه جدًا للأرض لدرجة أنها تلتصق بكوكبنا طول مداره البالغ 365 يومًا. إذ ان شبه القمر Kamo’oalewa (المشتبه في كونه قطعة أثرية للقمر الفعلي) مدفوع بشكل أساسي بجاذبية الشمس ولكن يبدو أنه يدور حول الأرض في مسار يشبه المفتاح.
وفي هذا الاطار، تكتسب بعض الأجسام الفضائية، مثل الكويكب 2010 TK7، لقب «القمر» لأنها تعلق في الجاذبية الفريدة لأنظمة الشمس والأرض أو الأرض والقمر. وتخلق جاذبية الجسمين الكبيرين مناطق من قوة الجاذبية تسمى «نقاط لاغرانج» والتي تحافظ على الأجسام الأصغر في مكانها بنقاط جاذبية ثابتة في الفضاء، وفقًا لوكالة ناسا. فيما تشكل نقطتا لاغرانج ، L4 و L5، مثلثًا متساوي الأضلاع مع الأرض. وبشكل فعال، ان الأجسام الملتقطة في نقاط لاغرانج هذه والتي تسمى «أحصنة طروادة» تتماشى مع الأرض وتنضم إلى مدارها حول الشمس.
«وبالتوازي مع تكوين القمر الصلب واستقرار مداره حول الأرض، نشأت أيضًا نقطتا لاغرانج L4 و L5 ، وبدأت في جمع أو حبس جزيئات الغبار بين الكواكب»، وفق هورفاث.
ويطلق بعض علماء الفلك على هذه الغيوم الجسيمية اسم أقمار الأشباح. وتسمى أيضًا غيوم Kordylewski، على اسم عالم الفلك البولندي الذي أبلغ عنها لأول مرة في الستينيات؛ في البداية كان العديد من العلماء غير مقتنعين، ولكن منذ ذلك الحين، أكدت الأبحاث التي أجراها علماء الفلك مثل هورفاث أن سحب الغبار تتراكم في نقاط لاغرانج هذه. ومع ذلك، فإن أقمار الأشباح هذه لن تشكل أبدًا قمرًا أكثر صلابة؛ لأن الغبار لا يمكن أن يترابط أو يلتصق ببعضه البعض، حسب هورفاث؛ الذي يبيّن «بينما تظل نقاط لاغرانج ثابتة، فإن المادة فيها ديناميكية تدخل وتخرج باستمرار من سحابة الغبار».
المملكة المتحدة
علوم الفضاء
[ad_2]
Source link