[ad_1]
دراسة: قمة إيفرست تحتفظ بميكروبات المتسلقين عبر السعال والعطاس
الأربعاء – 23 شعبان 1444 هـ – 15 مارس 2023 مـ
لندن: «الشرق الأوسط»
في حين أن الباحثين عن المغامرة قد يأخذون إلى المنزل بعض حقوق المفاخرة التي يستحقونها، تظهر دراسة جديدة أنهم قد يتركون وراءهم أيضًا بعض الميكروبات العنيدة التي تبدو قادرة على التحصّن للبقاء على قيد الحياة في النتوءات الجليدية المقفرة. فعلى الرغم من الظروف القاسية في إيفرست، تمكن الباحثون من زراعة البكتيريا والفطريات المعزولة من رواسب الجبل. قد تكون هذه الكائنات الحية، التي تكون نائمة في معظمها، قد تم نقلها من التضاريس الأقل تطرفًا إلى الجزء الأسفل من الجليد في الجنوب عن طريق الرياح أو بواسطة البشر. حيث تكشف الدراسة تأثير السياح على أعلى قمة في العالم، وقد تسلط الضوء على حدود الحياة على الأرض.
يقع جبل إيفرست بسلسلة جبال الهيمالايا، وهو أعلى من أي سطح أرضي آخر على الأرض؛ إذ تبلغ ذروته عند 29.031 قدمًا (8.849 مترًا) فوق مستوى سطح البحر.
وتعد البيئات الشاهقة في إيفرست من بين أكثر البيئات تطرفًا على وجه الأرض.
وفي هذا الاطار، قام فريق البحث بقيادة عالم البيئة الميكروبية نيكولاس دراغون من جامعة كولورادو بولدر (CU Boulder) بجمع عينات من التربة، على ارتفاع حوالى 7900 قدم فوق مستوى سطح البحر. وقد فوجئ الباحثون باكتشاف أنه حتى الميكروبات التي تكيفت مع دفء ورطوبة أنوفنا وأفواهنا مثل Staphylococcus و Streptococcus ، كانت قادرة على البقاء نائمة على قيد الحياة في الظروف القاسية والباردة والجافة، وذلك وفق «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
وفي تعليق على هذا الاكتشاف، قال ستيفن شميدت عالم البيئة الميكروبية بجامعة كولورادو بولدر «هناك بصمة بشرية مجمدة في ميكروبيوم إيفرست، حتى عند هذا الارتفاع. فإذا قام شخص ما بالسعال فقد يظهر».
وبالإضافة إلى تقنيات الاستزراع التقليدية التي تنطوي على نمو البكتيريا على ألواح الآجار الغنية بالمغذيات، قام الفريق بترتيب قصاصات من المواد الوراثية في التربة لتحديد ميكروبات معينة. (يقال إنه أعلى ارتفاع تم فحص مثل هذه العينات على الإطلاق بهذه الطريقة).
ودرس أعضاء الفريق عينات تربة من أماكن مثل جبال الأنديز وجبال الهيمالايا والقارة القطبية الجنوبية سابقًا، لكنهم يقولون إن هذه هي المرة الأولى التي تُظهر فيها العينات المأخوذة على هذا الارتفاع دليلاً قاطعًا على الكائنات الحية الدقيقة المرتبطة بالبشر.
وتساهم التركيزات العالية من الأشعة فوق البنفسجية ودرجات الحرارة المنخفضة ونقص المياه في موت الميكروبات على ارتفاعات عالية.
جدير بالذكر، غالبًا ما توجد بكتيريا Staphylococcus و Streptococcus في التربة، لكن التسلسلات الجينية المحددة في هذه الدراسة كانت مطابقة لتلك الموجودة في الأنواع الشائعة التي عادة ما تستعمر جلودنا وأفواهنا. لكن ما هو أكثر من ذلك، تم أخذ العينات على بعد حوالى 558 قدمًا (170 مترًا) من المكان الذي أقام فيه البشر الذين قاموا بالعطس وتنظيف أنوفهم عادة قبل مواجهة تحدي القمة.
وكتب الفريق في ورقته البحثية «نتوقع أنه إذا أخذنا عينات في المناطق الأكثر استخدامًا من قبل الإنسان في الجبل، فقد نجد المزيد من الأدلة الميكروبية على تأثير الإنسان على البيئة».
ووفقًا لبحث سابق، فإن معظم الميكروبات، مثل تلك التي يحملها البشر إلى ارتفاعات عالية، تهدأ أو تموت عندما تتعرض لظروف قاسية. لكن بعض الكائنات الحية يمكن أن تنمو خلال فترات وجيزة من توافر المياه على ارتفاعات عالية.
ونظرًا لأن درجات حرارة الهواء في ساوث كول نادرًا ما ترتفع فوق -10 درجة مئوية (14 درجة فهرنهايت)، فمن غير المعروف ما إذا كانت المياه النادرة الناتجة عن ذوبان الجليد يمكن أن تدعم النمو الميكروبي أم لا؟ وليس من السهل اختبار نمو الميكروبات في مثل هذه المواقع المتطرفة. لذلك، فإن التربة في ساوث كول وغيرها من الأماكن المرتفعة قد تجمع وتجمد فقط الكائنات الحية التي تم وضعها هناك عن طريق الهواء أو من قبل الناس. وقد تكون الظروف الأفضل في المختبر هي التي ساعدتها على النمو.
ومع ذلك، ترتفع درجات حرارة الهواء في منطقة جبل إيفرست عند 0.33 درجة مئوية تقريبًا لكل عقد، وفي يوليو(تموز) 2022، سجل القسم الجنوبي ارتفاعًا قياسيًا بلغ -1.4 درجة مئوية. إذ يمكن أن يؤدي اتجاه الاحترار هذا إلى أن تصبح الكائنات الحية غير النشطة حاليًا نشطة في المستقبل.
من جانبهم، يقول المؤلفون إن محطة الطقس التي تم تركيبها أخيرًا في ساوث كول قد تقدم مزيدًا من المعلومات مع مرور الوقت ويتم إجراء المزيد من الملاحظات. أما في الوقت الحالي فلا يعتقد الباحثون أن هذه الإضافة الصغيرة للجراثيم البشرية إلى إيفرست سيكون لها تأثير كبير على البيئة.
المملكة المتحدة
تغير المناخ
[ad_2]
Source link