[ad_1]
إذا ما عدنا إلى باخموت ربما يتوضح الخلاف بينهما حيث منطلقات كل طرف وفهمه لطبيعة الصراع. أولاً ليس صحيحاً أن باخموت غير مهمة من الناحية الاستراتيجية كما زعم عدد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين باعتبار أنها تتحكم بعدد من خطوط الإمداد وهي تجعل منطقة خاركيف بين فكي كماشة روسية، كما أنها الممر الطبيعي إلى كراماتورسك، وإذا وصلت القوات الروسية إلى هذه المدينة فهي تقطع شوطاً كبيراً في السيطرة على المقاطعات الأربع التي ضمتها موسكو، وهنا مربط الفرس، فهذه السيطرة الروسية تكرس الواقع الذي تريده موسكو، وهذا ما ترفضه كييف جملة وتفصيلاً وتريد مساعدة لاستعادة هذه المقاطعات. وبالتالي فإن باخموت ليست استراتيجية وحسب، بل هي تشكل جوهر الصراع ولبه بالنسبة لأوكرانيا. بالنسبة لواشنطن تريد أن تبقى متحكمة بخطوط التماس وحدود الصراع، لذلك فإن الأهداف الأوكرانية لا تشغل بالها، ويبدو أن واشنطن لا تؤمن كثيراً بوحدة وسلامة الأراضي الأوكرانية وترى أي حل على طاولة المفاوضات مع موسكو بالتأكيد لن يلتزم بهذا المبدأ الذي تشدد عليه كييف. الولايات المتحدة الأمريكية بحسب صحيفة بوليتيكو تشكك بقدرة الجانب الأوكراني على دفع القوات الروسية إلى خارج حدود أوكرانيا، وهذا يتم الحديث عنه سرّاً وعلانية، وهنا لا نتحدث عن تحليلات عسكرية أو سياسية ولكن عن توجهات لإدارة بايدن تعني بأنها لن تذهب بعيداً في دعم أوكرانيا لتحقيق هذا الهدف، فضلاً عن دعم كييف لاستعادة شبه جزيرة القرم، وهذا ما يصيب الجانب الأوكراني بالصدمة وخيبة الأمل الشديدة.
يبدو أن واشنطن ميّالة أكثر للموافقة على ضم المقاطعات الأربع وربما التوصل لوقف إطلاق النار على حدود هذه الأقاليم، وربما يكون نهر دنيبرو هو الحدود الطبيعية بين روسيا وما تبقى من أوكرانيا، صحيح أن هذا لا يتم الحديث عنه علناً ولكن الإجراءات على الأرض تذهب بهذا الاتجاه. بالنسبة لأوكرانيا هذا يعني أن التضحيات التي قدمتها حتى الآن كانت دون جدوى سوى بالإبقاء على النظام السياسي مع فقدان ما يقارب ربع أراضي الدولة. الملتحف بغطاء العم سام عريان، لذلك فإن أوكرانيا سوف تدفع ثمناً باهظاً لصراع استراتيجي يتجاوزها بكثير.
[ad_2]
Source link