[ad_1]
إنزو فرنانديز… نقطة مضيئة في مرحلة صعبة لتشيلسي
اللاعب لن يتمكن بمفرده من حل المشكلات التي يعاني منها خط وسط الفريق
الجمعة – 17 شعبان 1444 هـ – 10 مارس 2023 مـ رقم العدد [
16173]
إنزو فرنانديز لعب دوراً بارزاً في فوز تشيلسي على دورتموند والتأهل لدور الثمانية بدوري أبطال أوروبا (رويترز)
لندن: بن مكالير
تأهل تشيلسي لدور الثمانية في دوري أبطال أوروبا بفوزه على ضيفه بروسيا دورتموند الألماني 2 – صفر في إياب دور الستة عشر، ومن قبلها الفوز على ليدز في المرحلة السابقة من مسابقة الدوري الإنجليزي، وهو الفوز الأول للفريق منذ 15 يناير (كانون الثاني) الماضي، لا يعني أن تشيلسي تخلّص من المشكلات الفنية التي يعاني منها وبخاصة في خط الوسط، والتي أدت إلى احتلاله المركز العاشر في ترتيب الدوري المحلي وإقصائه من مسابقتي الكأس المحليتين.
ونظراً إلى أن النجم الأرجنتيني الشاب إنزو فرنانديز انتقل إلى تشيلسي بمقابل مادي كبير، فإن النادي وجماهيره والمشككين في قدراته توقعوا أن يقدم لاعب خط الوسط مستويات استثنائية وأن يساعد في تحسين مستوى ونتائج الفريق على الفور.
لقد تحول فرنانديز إلى نجم عالمي بعد كأس العالم 2022 التي حصدها المنتخب الأرجنتيني. صحيح أن اللاعب الشاب كان يحظى بتقدير كبير في الأرجنتين بعد تألقه في صفوف ريفر بليت وتطور مستواه بشكل كبير خلال الفترة القصيرة التي قضاها مع بنفيكا البرتغالي، لكنه لم يصبح نجماً لامعاً على الساحة العالمية إلا في مونديال قطر.
لقد استعان المدير الفني للأرجنتين، ليونيل سكالوني، بفرنانديز من على مقاعد البدلاء في أول مباراتين لراقصي التانغو في كأس العالم، لكن الهدف الذي سجله في مرمى المكسيك أقنع المدير الفني بالدفع به في التشكيلة الأساسية فيما تبقّى من مباريات البطولة.
واصلت الأرجنتين مشوارها بنجاح حتى حصدت اللقب في نهاية المطاف، وعزز فرنانديز مكانته كأحد أفضل اللاعبين في مركزه في عالم كرة القدم في الوقت الحالي، حيث فاز بجائزة أفضل لاعب شاب في البطولة –وهي الجائزة التي حصل عليها من قَبل لاعبون عظماء مثل بيليه وفرانز بيكنباور وتوماس مولر وكيليان مبابي. وبالتالي، فقد أعلن مونديال قطر عن مولد نجم جديد اسمه إنزو فرنانديز.
وجذب النجم الأرجنتيني الشاب أنظار أغنى الأندية في أوروبا، لكنّ تشيلسي هو الذي لبّى مطالب بنفيكا المالية ودفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب بالكامل، لينتقل النجم الأرجنتيني الشاب إلى ملعب «ستامفورد بريدج» في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية مقابل 106.8 مليون جنيه إسترليني.
لم يكن هذا رقماً قياسياً في سوق انتقالات اللاعبين في بريطانيا فحسب، لكنه كان أيضاً مبلغاً باهظاً بالنسبة إلى لاعب يبلغ من العمر 22 عاماً لم يلعب من قَبل في أي من الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، والذي كان قد انتقل إلى بنفيكا قبل سبعة أشهر فقط مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني!
فتح تشيلسي خزائنه ودعم صفوفه بقوة في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، حيث أنفق ما يقرب من 300 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع فرنانديز، وميخايلو مودريك، وبينوا بادياشيل، ونوني مادويكي، ومالو غوستو، وأندري سانتوس، وديفيد داترو فوفانا، بالإضافة إلى التعاقد مع جواو فيليكس على سبيل الإعارة من أتلتيكو مدريد حتى نهاية الموسم. ويكفي أن نعرف أن المبالغ المالية التي أنفقها تشيلسي في يناير الماضي تتجاوز إجمالي ما أنفقته جميع أندية الدوري الألماني الممتاز، والدوري الإسباني الممتاز، والدوري الإيطالي الممتاز، والدوري الفرنسي الممتاز، مجتمعةً! ونظراً إلى أن فرنانديز هو النجم الأبرز والأغلى في الصفقات التي أبرمها تشيلسي مؤخراً، فإنه يواجه ضغوطاً هائلة لتقديم مستويات تتناسب مع قيمة انتقاله للبلوز. وعلى الرغم من المبالغ المالية الطائلة التي أنفقها تشيلسي، فإنه لا يزال يفتقر إلى المهاجم القادر على تسجيل الأهداف واستغلال أنصاف الفرص أمام المرمى. لم يسجل تشيلسي سوى 24 هدفاً فقط في 25 مباراة لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن هذا الموسم، كما أن عدد الأهداف التي استقبلها الفريق يتجاوز عدد الأهداف التي سجلها.
وبالتالي، كان يتعين على تشيلسي أن يتعاقد مع مهاجم يمنحه الفاعلية الهجومية في الثلث الأخير من الملعب، لكنّ الفريق كان يعاني من مشكلة واضحة في خط الوسط أيضاً. لقد عاد نجم خط الوسط الفرنسي نغولو كانتي إلى المشاركة في التدريبات للتوّ بعد ابتعاده عن الملاعب منذ أغسطس (آب) الماضي بسبب مشكلة في الفخذ؛ كما تعرض ماتيو كوفاسيتش للكثير من الإصابات، في حين باع النادي جورجينيو لآرسنال. لن يتمكن فرنانديز بمفرده من حل جميع المشكلات التي يعاني منها خط وسط الفريق، لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح، كما أنه لاعب صغير في السن، وهو ما يجعله إضافة قوية للفريق، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل.
وتكيّف فرنانديز مع الأجواء الجديدة في تشيلسي بشكل أسرع مما توحي به نتائج تشيلسي السيئة، لكنَّ هناك إحصائية واحدة ستجعل جمهور تشيلسي يشعر بالقلق، وهي أن اللاعب الأرجنتيني قد تعرض للمراوغة 12 مرة في المباريات الأربعة التي لعبها في الدوري حتى الآن، أي أكثر من أي لاعب آخر في الدوري منذ انضمامه إلى تشيلسي! ومع ذلك، هناك عوامل قد تخفف من هذا الأمر، حيث يمكن لفرنانديز أن يلعب دورَ مُفسِد الهجمات ومستخلِص الكرات لحماية خط دفاع فريقه -كما أظهر في كأس العالم، وفي تجربته في البرتغال– لكنه قدم أفضل مستوياته على الإطلاق مع بنفيكا عندما كان يلعب إلى جانب فلورنتينو، لاعب خط الوسط الذي كانت وظيفته الأساسية تتمثل في استخلاص الكرات من الفريق المنافس.
ويمكن القول إن فرنانديز كان ضحية للظروف الحالية في تشيلسي، حيث يطلب منه المدير الفني للبلوز، غراهام بوتر، القيام بدور لا يناسب قدراته الحقيقية. وعندما يعود كانتي للمشاركة في المباريات، ستقل الواجبات الدفاعية لفرنانديز وسيتفرغ للقيام بأدواره الهجومية ونقل الكرة بسرعة إلى الأمام. وعلاوة على ذلك، فإن اللعب في خط وسط مستقر، بدلاً من التغيير المستمر الذي يُحدثه بوتر، سيساعد فرنانديز على الظهور بشكل أفضل. لقد لعب فرنانديز إلى جانب كونور غالاغر وماسون ماونت أمام فولهام في أول ظهور له مع تشيلسي، ثم لعب في خط وسط مكوّن من لاعبين اثنين إلى جانب كوفاسيتش، قبل أن يجد نفسه يلعب مع روبن لوفتوس تشيك.
وعندما يستعيد لاعبو خط وسط الفريق لياقتهم البدنية والذهنية، فمن غير المرجح أن يشارك لوفتوس تشيك في التشكيلة الأساسية، وبالتالي سيجد فرنانديز نفسه يلعب إلى جانب لاعب آخر في خط الوسط! وفي ظل عدم ثبات التشكيل، فمن الصعب على فرنانديز تشكيل شراكة قوية في خط الوسط وإظهار قدراته الحقيقية.
وعلاوة على ذلك، يشهد خط هجوم تشيلسي الكثير من التغييرات أيضاً. لقد ضخّ النادي أموالاً طائلة لتدعيم صفوفه الصيف الماضي وفي فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، لكنّ بوتر وجد نفسه في حيرة وغير قادر على اختيار التشكيلة الأساسية المناسبة. وحتى عندما يستقر بوتر على التشكيلة الأساسية، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يتماسك الفريق ويتعود اللاعبون على اللعب معاً.
لقد نجح فرنانديز في التكيف مع قوة وشراسة كرة القدم الإنجليزية كما كان متوقعاً، لكنّ حظه السيئ أن النادي يقدم مستويات مخيّبة للآمال هذا الموسم –العقم الهجومي هو أكبر مشكلة تواجه الفريق- لكن فرنانديز كان بمثابة نقطة مضيئة وسط كل هذا الظلام، ومن المؤكد أنه سيتألق بشدة بمجرد اللعب في فريق متوازن ومستقر. ولعلّ الفوزين الأخيرين على ليدز في الدوري المحلي ودورتموند في دوري الأبطال يقودان إلى المزيد من الانتصارات.
بريطانيا
تشيلسي
[ad_2]
Source link