جنين… عاصمة المسلحين منذ القسّام وحتى «الجيل الثالث»

جنين… عاصمة المسلحين منذ القسّام وحتى «الجيل الثالث»

[ad_1]

جنين… عاصمة المسلحين منذ القسّام وحتى «الجيل الثالث»

شبان سئموا غياب الأفق ودخلوا إلى الفراغ الناشئ


الجمعة – 17 شعبان 1444 هـ – 10 مارس 2023 مـ رقم العدد [
16173]


مسلحون فلسطينيون خلال جنازة قتلى هجوم الجيش الإسرائيلي على مخيم جنين الثلاثاء (أ.ف.ب)

رام الله: كفاح زبون

(تحليل إخباري)
إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، تصدرت مدينة جنين، التي تعد أبرز مدن المثلث الشمالي في الضفة الغربية، مقاومة يمكن القول إنها بدأت عام 1935 بقيادة عز الدين القسَّام، الشيخ الذي وصل من سوريا وتزعم أول مقاومة مسلحة ضد الاحتلال البريطاني آنذاك، وفجّر استشهادُه بعد ذلك الثورةَ الفلسطينية الكبرى عام 1936.
وخلال سنوات طويلة، سطرت المدينة أمثلة في مقاومة البريطانيين، ثم الإسرائيليين، راح يتغنى بها الفلسطينيون في أغانيهم الوطنية، وهي أمثلة صار المخيم الذي أُنشئ في بداية الخمسينات (مخيم جنين) يتصدرها مع كل انتفاضة أو هبة أو مواجهة.
واليوم، لا يمكن فصل المقاومة المسلحة في المخيم والمدينة عن تاريخ قديم وطويل من المواجهات، ربما أبرزها معركة المخيم التي أطلق عليها الفلسطينيون اسم «جنين غراد» في عام 2002، عندما هاجم الجيش الإسرائيلي المخيم وفوجئ بمقاومة لم يتوقعها، بعد تشكيل المقاتلين أول غرفة عمليات مشتركة من الفصائل كافة، قاتلت بضراوة، مما دفع إسرائيل إلى تسوية جزء من المخيم بالأرض.
أرادت إسرائيل آنذاك، أن تنتهي من «عش الدبابير»، فوجدت نفسها اليوم بعد 21 عاماً أمام مواجهة أخرى مع جيل جديد تطلق عليه اسم «الجيل الثالث» أو «جيل التيك توك»، راح يشغلها أكثر بكثير من انشغالها بالوضع في قطاع غزة أو مع «حزب الله» اللبناني.
بدأت الحكاية الجديدة خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2021 ، عندما أعلن مسلحون هناك تشكيل «كتيبة جنين»، التي أخذت على عاتقها مواجهة القوات الإسرائيلية بالسلاح والنار، بينما كانت المدن الفلسطينية الأخرى تتصدى بالحجارة، وهي ظاهرة سرعان ما توسعت وانتشرت في جنين ومخيمها، ثم إلى نابلس القريبة، المدينة الثانية في مدن المثلث.
لكن لماذا اتسعت الظاهرة هناك بهذه القوة وفشلت إسرائيل في ردعها؟
يمكن رصد أكثر من سبب غير البعد التاريخي، وهي أسباب وضعها الإسرائيليون على الطاولة، ثم ناقشوها مع السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، في محاولة جلب دعم لعمليتهم الدموية في تلك المنطقة.
يكمن السبب الأهم في أن هذا «الجيل الثالث»، يعمل أغلب الوقت دون غطاء تنظيمي معروف، في ظل تمويل واضح بالمال والسلاح من قبل حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، حتى تحوّل مطلقو النار إلى أبطال ورموز شعبية على الشبكات الاجتماعية، ما ألهم آخرين للانضمام، مسلحون يشيعون مسلحين وهكذا.
الأسباب الأخرى من وجهة نظر أجهزة الأمن الإسرائيلية، هي شعور الشباب الفلسطينيين بالإحباط من الأوضاع في الضفة، وأنهم سئموا الوضع القائم الذي لا أمل فيه، إضافة إلى أن الصراع على خلافة الرئيس محمود عباس، أضعف قدرة السلطة الفلسطينية على فرض سيطرتها في الضفة الغربية؛ مما أدى إلى وضع لا يوجد فيه قانون ولا منفذ للقانون، وخلق حالة فراغ شمال الضفة الغربية تسللت إليها الفصائل والمسلحون.
يتحدث الإسرائيليون عن جيل لا يخشى انكشاف هويته على صفحات التواصل الاجتماعي، ما يحوّلهم إلى رموز ملهمة، ويرفع أسهمهم في الشارع، ويعزز خطهم المتمرد.
وبغض النظر عما إذا كانت السلطة ضعفت فعلاً في شمال الضفة، أو أنها تمتنع عن العمل هناك بسبب الهجمات الإسرائيلية الدامية، ورفضها الدخول في مواجهة مباشرة مع المسلحين، لكن هؤلاء المسلحين أصبحوا هم العنوان هناك. مسلحون من «فتح» و«حماس» و«الجهاد» وآخرون بلا انتماء واضح، يوحدهم فقط أنهم قرروا مواجهة إسرائيل، وراحوا يكتسبون شرعية أكبر.
ويرى القيادي في «فتح» بمخيم جنين، جمال حويل، أن الهوية الجمعية لأبناء المخيم، القائمة على اللجوء وليس التنظيم والفصائل، ساعدت في فرضها على الأرض.
في العملية الأخيرة، عندما هاجم مسلح من مخيم عسكر في نابلس مستوطنين وقتل اثنين منهم قرب بلدة حوارة، فرّ إلى مخيم جنين، وليس إلى مخيمه، وهناك تولى مسلحون من «فتح» و«الجهاد» تأمين القائد الحمساوي، وهو مشهد تتفرد به جنين، وقد يكون «كلمة السر» التي تعطي المخيم هذا الاستثناء كله، وتقود إسرائيل إلى تفعيل أسلوب «طنجرة الضغط» ضد المقاتلين هناك. أكثر ما يؤرق إسرائيل ويجعلها تذهب إلى اجتماعات مع الفلسطينيين في العقبة وفي شرم الشيخ، هو ألا تتسع هذه الظاهرة وتضطر إلى مواجهة عواصم مسلحين أخرى في الضفة، والعاصمة الأخرى في نابلس، وربما أبعد من ذلك، مواجهة أوسع مع قطاع غزة.
إنه تاريخ يعيد نفسه، ولا يبدو أنه سيتغير عبر قوة النار الإسرائيلية.



فلسطين


النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي



[ad_2]

Source link

Leave a Reply