في ظل استمرار موجة الغلاء بمصر، شهدت الأسواق المصرية رواجاً لسلع بديلة، بدأت من قبل عبر الترويج لتناول «أرجل الدجاج» ووصلت أخيراً إلى طرح ما يسمى «البيض البودرة» الذي أثار جدلاً، في ظل إجراءات وتحركات حكومية عديدة لتخفيف أعباء ارتفاع الأسعار عن المواطنين. يأتي هذا في وقت سجل التضخم «أعلى مستوى له منذ 5 سنوات».
وانشغلت قطاعات واسعة من المصريين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بالحديث عن طرح «البيض البودرة» في الأسواق بأسعار أقل من سعر البيض العادي؛ وهو ما دفع وزارة الزراعة المصرية بالدخول على خط الحديث عن «البيض البودرة». وذكرت، أنه «بعد الرجوع إلى المختصين في معهد الإنتاج الحيواني، تبين أن (البيض البودرة) لا يؤكل ولا يغني عن البيض الطبيعي، ولا يتم سلقه أو عمله (أومليت)». وقالت «الزراعة» في بيان لها: إن «(البيض البودرة) يُستخدم في الحلويات ومصانع الحلويات فقط، ويتم استيراده من الخارج لهذا الغرض فقط».
وأوضح الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، أن «(البيض البودرة) ليس جديداً، وهو متواجد في السوق المصرية منذ سنوات». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إنه «عبارة عن (بودرة) مجففة، وهناك شركات متخصصة في إنتاجه، حيث يتم فصل صفار البيض العادي عن بياضه بطريقة البسترة والتجفيف، ويوجد منه شكلان (بيض البودرة الصفار) و(بيض البودرة البياض)»، لافتاً إلى أنه «يُستخدم في صناعة الحلويات والمُعجنات والمخبوزات، حيث تصل صلاحية تخزينه إلى نحو 24 شهراً».
في غضون ذلك، سجل معدل التضخم السنوي في مصر نسبة 32.9 في المائة خلال فبراير (شباط) الماضي، بزيادة نحو 10 في المائة عن الشهر السابق، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وقال الجهاز في بيان (الخميس): إن «البيانات أظهرت ارتفاع معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في مدن مصر من 25.8 في المائة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي إلى 31.9 في المائة خلال فبراير الماضي».
وسجلت أسعار كرتونة البيض للمستهلك (الخميس) ما بين 90 و110 جنيهات حسب النوع وفقاً لبورصة البيض (الدولار يعادل 30.90 جنيه حتى مساء الخميس).
وتشهد مصر من آن إلى آخر تباينات حول البحث عن «بدائل غذائية اقتصادية» لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الغذائية، أبرزها ما أثير حول تناول «أرجل الدجاج»، وأيضاً «البيض المُخصب» الذي قوبل بحملات رفض من المصريين.
واعتبرت الدكتورة زينب بكري، العميد الأسبق للمعهد القومي للتغذية التابع لوزارة الصحة في مصر، أن «البحث عن بدائل غذائية اقتصادية أصبح ضرورة (ملحة)». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحديث عن بدائل غذائية (لم يعد رفاهية)، ويجب إطلاق حملات توعية غذائية للمواطنين كي يعرفوا كيفية الاتجاه إلى اختيار البدائل الأرخص، وفي الوقت نفسه لها قيمة غذائية (عالية)».