[ad_1]
اليوم، تقف سورية على أعتاب مرحلة مهمة وشعبها اليوم في الرمق الأخير بعد أن قضى الزلزال على كل أمل له بالبقاء آمنا مستقرا، فالأوضاع الاقتصادية في الحضيض، وثمة هجرة وهروب من سورية إلى الخارج بسبب تعقيد الأوضاع الأمنية والمعيشية.
وفي هذا التوقيت الحرج من تاريخ الشعب السوري يتقدم البرلمان العربي بوفد مشكل من لبنان والعراق والإمارات والبحرين وليبيا ومصر، للتعبير عن الوقوف إلى جانب الشعب السوري، ولعل هذا من صلب مهمة البرلمانات العربية وهو التعبير عن مواقف الشعوب، حسنا، لكن كيف سيتم فهم هذه الرسالة في المفهوم السوري العام؟
في 18 فبراير الجاري، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في منتدى ميونيخ للأمن: «إن الحوار مع سورية مطلوب، وإنه لا جدوى من عزلها، وإن إجماعا بدأ يتشكل على المستوى العربي على أن الحوار مع دمشق مطلوب حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين». هذه التصريحات شكلت محطة جديدة في العلاقات العربية مع دمشق لكنها ليست كرتا أخضر للحوار مع دمشق، إذ إن الحوارات مرتبطة بالجانب الإنساني بالدرجة الأولى وملف اللاجئين، وليس بعيدا أن يتحول الحوار في وقت لاحق إلى حوار موسع على الكثير من القضايا السياسية، وبكل تأكيد فإن التصريحات السعودية لا يمكن تحميلها أكثر من ذلك، حتى المساعدات السعودية التي حطت في مطار حلب كانت ضمن إطار الهلال الأحمر السعودي، وبالتالي من المبكر الحديث عن مسار طويل مع دمشق ما لم تتم خطوات عملية على الأرض من قبلها، إن كانت فهمت الرسالة العربية بشكل صحيح أم أن الرسالة وصلت خطأ! وهذا أهم ما في الرسائل العربية مجتمعة، إذ إنه لا غنى عن دمشق، لكن دمشق التي لا تعادي نصف الشعب السوري، ودمشق في إطارها العربي والإقليمي، ضمن قواعد السلام والجوار.
الخوف أن يكون الزلزال أوصل رسائل مغلوطة إلى دمشق، وأن تعتقد أنها تجاوزت كل الاختبارات السياسية والأمنية والإنسانية، في هذه الحالة «كأنك يا بو زيد ما غزيت»، فدرس 12 عاما يجب أن يكون مليئا بالعبر وكفيلا بتغيير السلوكيات السياسية والأمنية، ما لم يتحقق ذلك ستكون سورية في موقف أصعب، إذ لا مكافآت بعد الحروب بل مراجعات، وإحصاء أخطاء.
[ad_2]
Source link