[ad_1]
«لم يذكر لنا التاريخ حتى من قبل البعثة النبوية أن شعب الجزيرة العربية تعامل بنقود خاصة به». بهذه العبارة بدأ الخبير في العملات السعودية محمد الحربي حديثه حول تاريخ العملات في السعودية، مؤكداً أن شبه الجزيرة العربية منذ ثلاثة قرون في الفترة التي بدأ فيها حكم آل سعود شهدت في عهدي الإمام سعود والإمام عبد الله بن سعود سك عملات نحاسية، كان لها عدة أسماء منها المحمودي، فيما بلغت إصدارات الملك عبد العزيز المؤسس 34 إصداراً لعملات في الفترة ما بين العام 1343 هـ إلى العام 1370 هـ.
– استقلال العملة
منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى تعامل السكان بعملات نقدية متعددة، منها العثمانية والفرنسية والهندية والبريطانية والإيطالية وأخرى غربية، كان أكثرها شيوعاً بحسب محمد الحربي «دولار ماريا تريزا النمساوي» الذي اشتهر بين سكان الجزيرة العربية بالريال الفرانسي أو الفرانسة، إلى أن جاء عهد الملك عبد العزيز، الذي يعتبر أول من أوجد عملات مستقلة للجزيرة العربية.
وبلغت إصدارات الملك عبد العزيز المؤسس للعملات السعودية 34 إصداراً ما بين نحاس وفضة وذهب، وخلال ما يقارب العقدين من الزمن في فترة حكمه، تخلصت الدولة السعودية من جميع ما كان يستخدم من العملات الأجنبية، وكانت المسيرة كما يلي: قبل العام 1343 هـ عمدت الحكومة إلى دمغ بعض من العملات الأجنبية الشائع استخدامها بكلمة (الحجاز) أو كلمة (نجد) أو كلمة (الحجاز ونجد) معاً، ومنها على سبيل المثال المائة فرنك فرنسي 1856 م، والرُّبِية الفضة 1840 م التي سُكت في مرحلة الاستعمار البريطاني لمناطق الهند، إضافة لدولار ماريا تريزا الشهير بالريال الفرانسي، والذي دُمِغ بالحجاز أو نجد والحجاز.
– عملات الفئات الصغيرة
يقول الحربي: «قديماً كان المقيمون يبتاعون احتياجاتهم لفترات طويلة ربما شهريا أو أكثر، ولكن الزائر أو الحاج كان يبتاع احتياجاته بشكل يومي، وهذه الحالة خلقت حاجة لوجود عملات ذات فئات صغيرة، وهو ما دعا الملك عبد العزيز سنة 1343 هـ، لأن يأمر بسك عملات نحاسية من فئة ربع قرش ونصف قرش عليها (طغراء الملك عبد العزيز)، وفي الوجه الآخر ضرب أم القرى، ومما يميز هذا الإصدار لدى المهتمين بعلم المسكوكات أو علم النُّمِيَات أنها أول عملات يذكرها لنا التاريخ يكتب عليها أم القرى».
وفي عام 1344 هـ تم سك عملات من معدن النيكل من فئات ربع قرش ونصف قرش وقرش واحد، ورد اسم الملك عبد العزيز عليها على النحو (ملك الحجاز وسلطان نجد)، أما في عام 1346 هـ تم سك عملات من معدن النيكل من فئات ربع قرش ونصف قرش وقرش واحد، ومن معدن الفضة من فئات ربع ريال ونصف ريال وريال واحد، وورد اسم الملك عبد العزيز عليها على النحو (ملك الحجاز ونجد وملحقاتها)، وفي عام 1348 هـ تم سك عملات من معدن النيكل وأخرى من الفضة مماثلة تماما لما سك في عام 1346 هـ بفارق وحيد أنها مرقومة بسنة السك 1348 هـ.
وصدرت أول عملات من معدن الفضة باسم المملكة العربية السعودية في 1354 هـ، من الفئات: ربع ريال ونصف ريال وريال واحد، وكانت بأحجام أصغر من سابقتها لتغير أسعار الفضة العالمية في ذلك الزمن، وفي عام 1356 هـ صدرت أول عملات من معدن النيكل باسم المملكة العربية السعودية، وهي من الفئات التالية: ربع قرش ونصف قرش وقرش واحد.
– أبو خيّال وأبو سيفين
وبحسب الحربي، عندما صدر الجنيه السعودي اشتهر بين العامة بجنيه أبو سيفين لوجود صورة سيفين منقوشة على الجنيه، وهنا يجدر أن نذكر أن الجنيه الذهبي الإنجليزي كان بمثابة عملة التعامل الرئيسية في البلاد حتى بعد توحيد المملكة، ومن أسمائه جنيه جورج أو جنيه إنجليزي، واشتهر بين العامة باسم جنيه أبو خيال، وبهذا الاسم اكتسب شهرته في الشعر الشعبي المغنى المعروف بالخبيتي من خلال هذا البيت:
لاَ – لاَ – وزْمَامْ سِيدِي طَاحْ في جَمَّةَ الْبيرْ
لاَ – لاَ وِجْنيه أبو خيّال للي يِجِيبهْ
وبعد أن صدر الجنيه السعودي أصبح الناس يرددون البيت المغني:
لاَ – لاَ – وزْمَامْ سِيدِي طَاحْ في جَمَّة الْبيرْ
لاَ – لاَ وِجْنيه أبو سيفين للي يِجِيبهْ
وبعد أن صدر الجنيه السعودي أصبح الناس يرددون البيت المغنى:
لاَ – لاَ – وزْمَامْ سِيدِي طَاحْ في جَمَّةَ الْبيرْ
لاَ – لاَ وِجْنيه أبو سيفين للي يِجِيبهْ.
كان هذا الوضع في المملكة العربية السعودية قبل إصدار العملات الورقية التي بدأت بكوبونات أرامكو، ثم إيصالات الحج، ومنها توالى إصدار العملة الورقية بفئاتها المتعددة بدءاً من عهد الملك سعود سنة 1381.
[ad_2]
Source link