[ad_1]
فثمة أحداث تتوالى مع مرور الزمن، ونجزم أن ما مر بنا حقائق عشناها في مجالات شتى، ولأننا راغبون في تذكر ما مر معنا فنقوم باستعادة ما حدث كما هو، هذا الاطمئنان الآني والماضوي -في آن- لأننا نسير على قضبان الأحداث كما نتصور حدوثها، ومن غير شك بأن مسيرتنا قد حدثت ولا يخطر ببالنا لطرفة عين أن ما حدث لم يكن حقيقة، وأن ظرفاً ما جعلنا نتخيل أن ما حدث قد حدث، ويذهب هذا اليقين إلى الماضي كما تخيلناه، حتى عند الاستعادة لا يطرأ في بالنا شك أن ما حدث لم يكن حادثاً أصلاً!
هذا القول لا يتناسب مع مقالة في جريدة سيارة لا ترتهن كثيراً بما يتعلق بالجانب الفلسفي أو المتخيل الذي يبحث صاحبه عن إمكانية دخول أفكاره إلى المختبر؛ لكي يزن الرؤى الفلسفية بميزان مختبري تكون نسبة الخطأ طفيفة.
لندع المتخيل، ولنتجه يمنة أو يسرة إلى نقطة يمكن أن يشارك البعض في تأسيس فرضية ما نشعر به بدرجة أقل من المتخيل ولا ترتفع الفكرة إلى مقام النفي.
إذاً، لنقل إن حياتنا تسير بمغالطات عديدة على أنها حقيقة.
هذه الفرضية (التي يسلم بها البعض في جوانب حياتية معينة) وعندما نكتشف كذبها ربما يصيبنا الجزع أو نكتشف أن للحياة صوراً زائفة نثبتها ونرسخها في وجداننا إلى أن يقال لنا إن ما تم تعليقه في أذهاننا لوحات زائفة وليست أصلية، وربما يكون الفزع من أننا عشنا كذبة صغيرة أو كبيرة، والحياة تمضي بكل العجينة التي خمرناها بين اليقين والشك، ولا يعود من متعة إلا بهذا الاتفاق الذي تواطأنا جميعاً على صياغته على ما هو عليه أنه حقيقة.
ويكون التكذيب لما اتفقنا عليه أشبه بتفخيخ حياتنا ونسفها؛ لذلك لن نقبل بأي حالة تهز وجداننا وتنفي وجود ما عشناه.. مؤكد لن نقبل، ومع عدم الرضا هذا، كيف لو فكرنا للحظات أن ما نعيشه ليس حقيقياً؟
ربما ننفجر، كيف لنا ونحن تعبنا لكي ننجح في حياة زائفة.
إذاً، لنعود إلى سراديب ما نتخيله أنه حياة؛ لكي نواظب على السير في عجلة مصنع ينتج علب ساردين!
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com
[ad_2]
Source link