معاييرك تبني مخاوفك

معاييرك تبني مخاوفك

[ad_1]

تختلف معايير النجاح من شخص إلى آخر، ومن مجتمع لآخر. الفارق بينهم حجم الآمال التي تُعقد حول أمر ما؛ فإذا كانت الآمال عظيمة أصبح للنجاح لذة، والعكس.

كذلك معايير التميز؛ فما يراه المرء مميزًا يراه آخرون غير ذلك. وتختلف معايير النجاح والتميز باختلاف الجنس والسياقات الثقافية والاجتماعية؛ فجميع ما يمرُّ به المرء في حياته يشكّل وجدانه وطموحه ونمط تفكيره، ويخلق منه شخصًا آخر، لم يكن إياه في وقت سابق، باختلاف درجات التغير وجودتها.

اختلاف المعايير يجعل من النجاحات البسيطة منجزات عظيمة، ومن تطبيق الأفكار البسيطة أشياء خلاقة. مَواطن الاختلاف تلك هي ما يخلق حالة الزهو بالنجاح، وكذلك الإحساس بالفشل عند الإخفاقات البسيطة. كما يمكن لتلك المعايير أن تخلق حالة من الخوف من الفشل (فوبيا الفشل)؛ وهو ما ينعكس على الصحة النفسية لصاحبها؛ فهي تشكل مصدر تهديد لصحته؛ إذ قد يصاب بالقلق، كما أن انعكاسات القلق لن تظهر بشكل توتر فقط، بل على جميع ما يتعلق به كفرد. وهنا تكون الكارثة.

يتحدث كثيرون عن وجوب الإيمان بالقدرات الفردية، وأن إيمان المرء بأنه قادر سينعكس بشكل إيجابي على ما يقدمه، وعلى سلوكه وصحته النفسية، بينما أرى العكس؛ الإيمان بذاتك وحده ليس كافيًا؛ فمراجعة المعايير التي تبني عليها إيمانك، وتتحكم في طريقة إنتاجك، والشكل النهائي له، هي ما يجب الوقوف عليه. المعايير هي التي تخلق من الضعيف قويًّا، وتجعل القوي يحس بالضعف. الآمال التي تُبنى عليها المعايير يجب أن تكون واقعية، وفي حدود قدرات المرء، ونابعة من ذاته، لا مما تفرضه عليه سياقات المجتمع والثقافة.

وبالرغم من أن الأمر ليس باليسير، خاصة أن المرء يعي ذلك بعد أن يقطع شوطًا في الحياة، وحينما يصل يكون مثقلاً بعبء السياقات، إلا أن الأمر ليس مستحيلاً.

معاييرك تبني مخاوفك


سبق

تختلف معايير النجاح من شخص إلى آخر، ومن مجتمع لآخر. الفارق بينهم حجم الآمال التي تُعقد حول أمر ما؛ فإذا كانت الآمال عظيمة أصبح للنجاح لذة، والعكس.

كذلك معايير التميز؛ فما يراه المرء مميزًا يراه آخرون غير ذلك. وتختلف معايير النجاح والتميز باختلاف الجنس والسياقات الثقافية والاجتماعية؛ فجميع ما يمرُّ به المرء في حياته يشكّل وجدانه وطموحه ونمط تفكيره، ويخلق منه شخصًا آخر، لم يكن إياه في وقت سابق، باختلاف درجات التغير وجودتها.

اختلاف المعايير يجعل من النجاحات البسيطة منجزات عظيمة، ومن تطبيق الأفكار البسيطة أشياء خلاقة. مَواطن الاختلاف تلك هي ما يخلق حالة الزهو بالنجاح، وكذلك الإحساس بالفشل عند الإخفاقات البسيطة. كما يمكن لتلك المعايير أن تخلق حالة من الخوف من الفشل (فوبيا الفشل)؛ وهو ما ينعكس على الصحة النفسية لصاحبها؛ فهي تشكل مصدر تهديد لصحته؛ إذ قد يصاب بالقلق، كما أن انعكاسات القلق لن تظهر بشكل توتر فقط، بل على جميع ما يتعلق به كفرد. وهنا تكون الكارثة.

يتحدث كثيرون عن وجوب الإيمان بالقدرات الفردية، وأن إيمان المرء بأنه قادر سينعكس بشكل إيجابي على ما يقدمه، وعلى سلوكه وصحته النفسية، بينما أرى العكس؛ الإيمان بذاتك وحده ليس كافيًا؛ فمراجعة المعايير التي تبني عليها إيمانك، وتتحكم في طريقة إنتاجك، والشكل النهائي له، هي ما يجب الوقوف عليه. المعايير هي التي تخلق من الضعيف قويًّا، وتجعل القوي يحس بالضعف. الآمال التي تُبنى عليها المعايير يجب أن تكون واقعية، وفي حدود قدرات المرء، ونابعة من ذاته، لا مما تفرضه عليه سياقات المجتمع والثقافة.

وبالرغم من أن الأمر ليس باليسير، خاصة أن المرء يعي ذلك بعد أن يقطع شوطًا في الحياة، وحينما يصل يكون مثقلاً بعبء السياقات، إلا أن الأمر ليس مستحيلاً.

30 ديسمبر 2020 – 15 جمادى الأول 1442

01:00 AM


معاييرك تبني مخاوفك

مها الجبرالرياض

تختلف معايير النجاح من شخص إلى آخر، ومن مجتمع لآخر. الفارق بينهم حجم الآمال التي تُعقد حول أمر ما؛ فإذا كانت الآمال عظيمة أصبح للنجاح لذة، والعكس.

كذلك معايير التميز؛ فما يراه المرء مميزًا يراه آخرون غير ذلك. وتختلف معايير النجاح والتميز باختلاف الجنس والسياقات الثقافية والاجتماعية؛ فجميع ما يمرُّ به المرء في حياته يشكّل وجدانه وطموحه ونمط تفكيره، ويخلق منه شخصًا آخر، لم يكن إياه في وقت سابق، باختلاف درجات التغير وجودتها.

اختلاف المعايير يجعل من النجاحات البسيطة منجزات عظيمة، ومن تطبيق الأفكار البسيطة أشياء خلاقة. مَواطن الاختلاف تلك هي ما يخلق حالة الزهو بالنجاح، وكذلك الإحساس بالفشل عند الإخفاقات البسيطة. كما يمكن لتلك المعايير أن تخلق حالة من الخوف من الفشل (فوبيا الفشل)؛ وهو ما ينعكس على الصحة النفسية لصاحبها؛ فهي تشكل مصدر تهديد لصحته؛ إذ قد يصاب بالقلق، كما أن انعكاسات القلق لن تظهر بشكل توتر فقط، بل على جميع ما يتعلق به كفرد. وهنا تكون الكارثة.

يتحدث كثيرون عن وجوب الإيمان بالقدرات الفردية، وأن إيمان المرء بأنه قادر سينعكس بشكل إيجابي على ما يقدمه، وعلى سلوكه وصحته النفسية، بينما أرى العكس؛ الإيمان بذاتك وحده ليس كافيًا؛ فمراجعة المعايير التي تبني عليها إيمانك، وتتحكم في طريقة إنتاجك، والشكل النهائي له، هي ما يجب الوقوف عليه. المعايير هي التي تخلق من الضعيف قويًّا، وتجعل القوي يحس بالضعف. الآمال التي تُبنى عليها المعايير يجب أن تكون واقعية، وفي حدود قدرات المرء، ونابعة من ذاته، لا مما تفرضه عليه سياقات المجتمع والثقافة.

وبالرغم من أن الأمر ليس باليسير، خاصة أن المرء يعي ذلك بعد أن يقطع شوطًا في الحياة، وحينما يصل يكون مثقلاً بعبء السياقات، إلا أن الأمر ليس مستحيلاً.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply