[ad_1]
قضى الصحافي والكاتب الجزائري البارز، سعد بوعقبة، ليل السبت، في مركز الشرطة بالعاصمة، إثر شكوى أشخاص يتهمونه فيها بـ«الكراهية» و«العنصرية» تجاه محافظة الجلفة وسكانها، وهي منطقة داخلية كتب عنها الصحافي السبعيني مقالاً ساخراً، على أساس أنها خاضعة سياسياً للنظام الحاكم.
وأكد محامون في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن بوعقبة تعرض للتوقيف على أيدي رجال الشرطة مساء السبت، ورجحوا عرضه على النيابة، الاثنين، بناء على تهم يتضمنها «قانون مكافحة التمييز وخطاب الكراهية»، الصادر عام 2020. وسنَّت الحكومة القانون على أساس «استفحال التمييز وخطاب الكراهية والازدراء والإهانة، والعداء والبغض أو العنف في المجتمع». ويشمل الإساءة إلى «شخص أو مجموعة أشخاص، على أساس الجنس والعرق واللون، والنسب والأصل القومي، والإثني، واللغة، والانتماء الجغرافي، والإعاقة أو الحالة الصحية»، حسبما جاء في النص.
وهاجم بوعقبة، الجمعة الماضي، في عموده اليومي «نقطة نظام»، المنشور في الصحيفة الإلكترونية «المدار» التي تُسيَّر من خارج البلاد، سكان محافظة الجلفة (300 كيلومتر جنوب العاصمة) ووصفهم بأوصاف غير لائقة، كما تهكم عليهم «بأنهم يخرجون المسيرات المؤيدة للسلطة»، وأنها -»أي محافظة الجلفة- «تتبارز مع ولايات أخرى في نسبة المشاركة في الانتخابات بالتزوير».
وأثار العمود الشهير سخطاً كبيراً وسط سكان الجلفة، برز على صفحاتهم وحساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. ودعوا إلى متابعة بوعقبة قضائياً.
وقال عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني» الإسلامية، في بيان، إن مقال بوعقبة «انحدار وانفراط في حرية التعبير وتصرفات غير مسؤولة، ومس حقيقي بالسيادة، وتمزيق للنسيج المجتمعي، وتكريس لخطاب الكراهية الذي يجب الاعتذار عنه فوراً، ويجري القانون مجراه».
من جهته، كتب عبد الرزاق مقري، رئيس الحزب الإسلامي المعارض «حركة مجتمع السلم»، بحسابه في «فيسبوك»: «ما كتبه سعد بوعقبة على أهلنا في الجلفة عيب وعار، وسقطة أخلاقية غير مسبوقة، وعنصرية مقيتة مدهشة».
وإثر الزوبعة التي قامت بسبب العمود، كتب بوعقبة الذي سبق أن سجن بسبب كتاباته في ثمانينات القرن الماضي، مقالاً يقول فيه: «أثار مقالي المُعنون (بعيداً عن السّياسة)، موجة عارمة من سُوء الفهم، من قبل مُحترفي اصطياد (سُوء الفهم) والمُتاجرة بهِ، فاتّهمني هؤلاء بتعمّد الإساءة لمنطقة أولاد نايل (الجلفة) الشّهمة، بالرغم من أنّني داعبتُ بتهكّم واضح، العديد من الولايات، بما فيها الجلفة. وقد تهكمتُ على ظواهر عايشتها، ولم أتهكّم على السّكان في الولايات؟!».
وأكد أنه: «من واجبي التوضيح للذين يحتاجون التوضيح، أنّني سعيد لبقاء منطقة الجلفة حسّاسة لما أكتب، فقد كانت هذه المنطقة من بين أكثر المناطق مُتابعة لمقالاتي». وأضاف: «أنا لدي علاقات خاصة بمنطقة الجلفة، ولا يُمكن السّماح لنفسي بالإساءة لها، حتى ولو أردت ذلك. فقد زُرت الولاية مع الرّئيس الرّاحل هواري بومدين سنة 1972، أي قبل نصف قرن كامل، وبعد ذلك بعامين أنجزتُ تحقيقاً حول حياة الرّعاة في هذه المنطقة، بعد أن رعيت الأغنام واصطحبتُ رُعاة المنطقة لأسبوعين كاملين».
[ad_2]
Source link