[ad_1]
هذا ما أفاد به مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ (أوتشا) في الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن يوم الخميس بشأن الحالة في اليمن حيث قال إن بعضا من التقدم أحرِز على أصعدة حماية المدنييّن والمساعدات الإنسانية والتمويل ودعم الاقتصاد والعملية السلمية.
وقال لوكوك إن أيلول/سبتمبر كان أكثر الشهور دموية وصعوبة ومشقة على المدنيين حتى الآن. إذ سقط 388 بين قتيل وجريح نتيجة النزاع في جميع أنحاء البلاد، أي ما معدله 13 شخصا كل يوم. وأضاف المسؤول الأممي أن الأمثلة المروّعة لا حصر لها. “ففي الأسبوع الماضي قُتل أربعة أطفال في الحُديدة بسبب أحد أجهزة مخلفات الحرب غير المنفجرة التي انفجرت بالقرب منهم. جميعهم من أسرة واحدة.”
وفي 23 و24 أيلول/سبتمبر، قتلت أعمال القصف الجوي 22 من المدنيين واستهدف القصف أحد المساجد في عمران وأحد المنازل في الضالع. وفي صعدة دمّر القصف الجوي الأسبوع الماضي منظومة المياه التي تدعمها الأمم المتحدة وتخدم 12 ألف شخصا. “هذه هي المرة الرابعة التي يتم فيها استهداف هذه المنظومة منذ عام 2016.”
وقال لوكوك إن مستوى العنف في شهر تشرين أول/أكتوبر انخفض، لكنّه أعرب عن أمله في اتخاذ خطوات إضافية لتخفيض العنف أكثر، وبموازاة ذلك دعا “جميع الأطراف إلى التمسك بالتزاماتهم إزاء القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية.”
وفيما يتعلق بتقديم الخدمات الإنسانية، أشار لوكوك أنه في شهر أيلول/سبتمر طردت جماعة أنصار الله طواقم تابعة للأمم المتحدة ومنعت دخول بعضهم من بينهم مسؤول كبير. “إن تقييد الحركة يبقى الأسوأ على الإطلاق، فعلى سبيل المثال منعت السلطات المحلية في حجّة والحديدة دخول الطواقم لتقييم الوضع في المناطق التي تأثرت بسبب الفيضانات حيث يقطن 12 ألف شخص.”
المساعدات المالية سمحت باستئناف المشاريع
ورحب لوكوك بالمساعدات المالية التي قدمتها السعودية وبلغت 708 مليون دولار لهذا العام، في حين وضعت دولة الإمارات 200 مليون دولار من المساعدات لليمن، وقدمت الكويت 88 مليون دولار إضافية. ومع ضخ مئات الملايين من التمويل الجديد خلال الأسابيع الستة الماضية، فإن خطة الاستجابة قفزت من 45% في بداية أيلول/سبتمبر إلى 65% اليوم. وبفضل ذلك، أعادت منظمات الأمم المتحدة فتح العديد من مشاريعها من بينها دعم المرافق الطبية ومراكز علاج سوء التغذية وحملات التطعيم. “وستلحق بها مشاريع أخرى.”
وأوضح لوكوك أن معظم الطواقم بدأت تستأنف عملها الآن، ولكن يبقى العمل صعبا عند خطوط المواجهة. على أمل أن تُستأنف المشاريع مع التوصل إلى حل سياسي.
غريفيثس: أمل في التوصل إلى اتفاق
بدوره أكد مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيثس، أنه “ثمّة إشارات تمنح أملا لشعب اليمن.”
وقال غريفيثس خلال إحاطته، التي قدمها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إن تلك الإشارات تنبعث من الجنوب على وجه الخصوص، ولكنّها أيضا تأتي من الشمال الذي يشهد انخفاضا في مستوى العنف، إضافة إلى إظهار الأطراف النوايا الحسنة مثل إطلاق سراح أنصار الله 290 من الأسرى وقيام حكومة اليمن بإيجاد الطرق للسماح للسفن المحمّلة بالوقود من دخول الحُديدة. وأوضح غريفيثس أن “هذه العلامات هشّة وتتطلب رعاية خاصّة وتقديم المزيد من المبادرات.”
ولفت غريفيثس إلى أنه حذر خلال الشهور الماضية من المشقات التي تواجه اليمن من بينها انعدام الاستقرار في الجنوب، ومخاطر انزلاق الدولة إلى صراع إقليمي، ولكن رغم تلك الصورة القاتمة فإن الأمل موجود.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن إنه كان يأمل في إعلان اتفاقٍ اليوم، لاسيّما أن بعض التقدّم قد أحرز في جدّة برعاية المملكة العربية السعودية التي بذلت جهودا دبلوماسية لحل المشاكل والتوصل إلى اتفاق بين حكومة اليمن والمجلس الانتقالي في الجنوب.
وشدد غريفيثس على أهمية عودة الحكومة إلى عدن وإعادة تشغيل مؤسساتها بهدف استعادة سيادة القانون واستئناف تقديم الخدمات للشعب في الجنوب. “لقد أظهر جميع الأطراف التزامهم القوي وتفهموا الحاجة إلى اتخاذ إجراءات من شأنها أن تخفف من معاناة اليمنيين.”
غريفيثس، ثمّة إشارات تمنح أملا لشعب اليمن
ورحب غريفيثس “بمبادرة” أنصار الله لوقف جميع الهجمات الصاروخية على السعودية، وتخفيض مستوى العنف. ودعا جميع الأطراف إلى الاجتماع معه ومع الشركاء في الصليب الأحمر الدولي في أقرب فرصة ممكنة لاستئناف المباحثات حول إطلاق سراح المزيد من السجناء وتأكيد التزامهم باتفاق ستوكهولم.
وبشأن الوضع في تعز، أشار مارتن غريفيثس إلى وجود تقارير تتحدث عن فتح ممرات إنسانية، وقال “آمل في أن تُترجم هذه التقارير على أرض الواقع لأن تعز تستحق بعض الأنباء الجيّدة وآمل في أن يتم التوصل إلى اتفاق قريبا.”
ودعا غريفيثس إلى اقتناص الفرصة لأنها مواتية الآن، كما رحب بتعيين الجنرال الهندي أبهيجيت جحا رئيساً للجنة إعادة الانتشار وفريق المراقبين الدوليين في اليمن.
ترحيب دولي بالتقدم الذي أحرز في اليمن
أعربت مندوبة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، عن دعم بلادها لعملية سياسية في اليمن، ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام بأي اتفاق مقبل، وأن تكون العملية السياسية شاملة خاصة في الجنوب “لأن ذلك سيكون عنصرا مهمّا في تحقيق الاستقرار.”
في حين أكدت الولايات المتحدة أن وجود 17 مليون شخص في اليمن بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة أمر مقلق، لكنّ واشنطن تتمسك بالتزاماتها تجاه الشعب اليمني، وتدعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وعدم تفويت الفرصة للتوصل إلى حل سياسي.
وحثّ مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، اليمنيين على المشاركة في الحوار خاصّة وأن السعودية استعدت لاستضافة المفاوضات، ودعا إلى وقف الاعتداءات والشروع في الحوار دون شروط مسبقة.
وفي ختام الاجتماع، ألقى مندوب اليمن، السفير عبد الله السعدي، كلمة أمام مجلس الأمن، دعاه فيها إلى الضغط على الحوثيين لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن، وأعرب عن التزام الحكومة في بنود اتفاق ستوكهولم وفعل كل ما يجب لتثبيت التهدئة. وقال “إن الحكومة أبدت درجات المرونة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم والمقترحات التي وضعها السيّد غريفيثس للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن مبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.”
يُذكر أن أسوأ كارثة إنسانية في العالم توجد في اليمن، وتعمل داخله 250 وكالة إنسانية، معظمها يمنية، من خلال خطة الاستجابة التابعة للأمم المتحدة، وبذلك فاليمن يتصدر دول العالم من حيث عدد العمليات الإنسانية للوصول إلى 12 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد كل شهر.
[ad_2]
Source link