[ad_1]
أخبار الأمم المتحدة: ما هو تعريف الاتجار بالبشر، ما الأشكال التي تتخذها هذه الجريمة في مجتمعاتنا العربية؟
نعمت شرف الدين: أولا تعريف الاتجار بالبشر وفقاً لبروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر هو تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها والاختطاف والاحتيال والخداع واستغلال السلطة واستغلال حالة الاستضعاف أو بإعطاء وتلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال.
الأشكال التي تتم بها هذه الجريمة هي أشكال الاستغلال الجنسي، العمل الجبري، الاتجار بالبشر بغرض نزع الأعضاء أو التسول القسري، أية صورة للعمل الجبري وأية صورة للعمل تحت التهديد أو العمل الذي يتم فيه استغلال ضعف الشخص عن علم، كلها صور للاتجار بالبشر.
أخبار الأمم المتحدة: لماذا تراجع عدد الضحايا، الذين تم تحديدهم، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهذا الشكل كما ورد في التقرير؟
نعمت شرف الدين: في الحقيقة، هذا التراجع حصل في العالم أجمع، ومن ضمنه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حصل هذا التراجع بسبب جائحة كورونا بشكل أساسي. طبعاً ظروف الإغلاق العالمي وإغلاق الحدود بين الدول والقيود التي فرضت داخل الدول نفسها، أولاً زادت من سهولة ارتكاب هذه الجرائم وصعبت من اكتشافها. كما أن قلة التمويل لدى دول كثيرة ساهم في ذلك. لذا نستطيع أن نقول إن السبب الأساسي هو القيود التي فرضت من الدول وإغلاق الحدود وقلة التمويل.
أخبار الأمم المتحدة: من هم الأشخاص الأكثر عرضة للاتجار في المنطقة وما هي أبرز دول المقصد؟ وكيف يمكن التصدي للإفلات من العقاب؟
نعمت شرف الدين: نتيجة البحث الذي قمنا به، أطهر أن الأطفال هم الأكثر عرضة للاتجار في دول شمال أفريقيا، في حين أن البالغين كانوا الأكثر عرضة لهذه الجريمة في دول الخليج.
بصفة عامة، دول المقصد دائما ما تكون الدول الأغنى والتي تكون فيها فرص أكبر وعادة ما تكون الحركة من الدول الأكثر احتياجا إلى الدول الأغنى.
كيف يمكن القضاء على الإفلات من العقاب؟ عن طريق تطبيق بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر، عن طريق زيادة التعاون بين الدول، عن طريق إصدار تشريعات تواجه وتكافح جريمة الاتجار بالبشر.
أخبار الأمم المتحدة: هل يُفعـّل هذا التعاون فعلا بين دول المنطقة وما دور مكتب مكافحة المخدرات والجريمة في هذا الصدد؟
نعمت شرف الدين: هناك حاليا مبادرات إقليمية كثيرة من ضمنها المبادرة العربية التي تهدف إلى تعزيز التعاون في المنطقة العربية. وتقوم مكاتبنا الإقليمية في القاهرة وأبو ظبي حاليا على تجديد العمل التعاوني في المنطقة.
أخبار الأمم المتحدة: يغطي التقرير 141 دولة مما يشكل تراجعا عن التقارير السابقة، ما هي الأسباب التي تحول دون الوصول إلى المعلومات من الدول المتبقية؟
نعمت شرف الدين: بصفة عامة، نحاول في كل إصدار من التقرير أن نغطي أكبر قدر ممكن من الدول، ولكن أحيانا هناك صعوبة في الوصول إلى المعلومات من بعض الدول الأفريقية وبعض الدول الآسيوية. ولكن الإصدار التالي سيركز على منطقة أفريقيا لجمع أكبر قدر من المعلومات عن المنطقة.
أخبار الأمم المتحدة: يذكر التقرير أن بعض الضحايا قد لا يكونون على علم بأنه بالفعل ضحايا يتم الاتجار بهم، ما هي الظروف التي تخلق مثل هذه الحالات؟
نعمت شرف الدين: الظروف التي تخلق مثل هذه الحالات هي ما تسمى آليات التعافي النفسي، مثل الإنكار، أو ألا يكون الشخص على وعي كامل بتعريف الاتجار بالبشر أو بصوره وقد لا يكون مدركا أن ما يحصل معه هو نوع من أنواع الاتجار بالبشر، أو الإحساس بالذنب لكون الشخص مهاجرا غير نظامي وقد لا يدرك أن ما يحصل له يعتبر جريمة أيضا.
أخبار الأمم المتحدة: في ظل غياب المقاضاة في بعض الأماكن، كيف يمكن لأي شخص مساعدة الضحايا ومواجهة هذه الجريمة؟
نعمت شرف الدين: يمكن للأشخاص العاديين أن يساعدوا أولا من خلال تثقيف أنفسهم والسعي لرفع درجة وعيهم بالجريمة نفسها بحيث يكونون على علم بأشكالها لأن هناك أشكالا كثيرة منها تحصل أمامنا، مثل الأطفال الذين يتسولون، مثل الأشخاص الذين نعلم أنهم يعملون رغما عنهم أو يعملون في ظروف عمل قسرية. من خلال علم الشخص ووعيه بأشكال الجريمة نفسها، يستطيع إبلاغ السلطات إذا ما كان لديه شك بأن هناك شخصا يتعرض للاتجار. تدل أبحاثنا على عدم تعرف المجتمع إلا على نسبة صغيرة جدا من الضحايا. لذا فإن إحدى الوسائل هي أن يكون المجتمع واعياً وأن يبلغ في حال وجود أي شكوك.
[ad_2]
Source link