[ad_1]
مصريون يوثقون تراث حديقة حيوانات الجيزة قبل تطويرها
اجتذبت عدداً كبيراً من الزائرين بعد الإعلان عن المشروع
الخميس – 4 رجب 1444 هـ – 26 يناير 2023 مـ
أحد المباني الأثرية بالحديقة (الشرق الأوسط)
القاهرة: حازم بدر
«هنا كنت أقضي فترة الراحة بين المحاضرات»… بصورة على صفحته بموقع فيسبوك، وثّق المحامي محمد حمدي موقع جلسته المفضَّلة في جزيرة الشاي بحديقة حيوان الجيزة أثناء دراسته بجامعة القاهرة، وذلك قبل بدء مشروع تطوير الحديقة الذي أثار تفاعلاً كبيراً في مصر خلال الآونة الأخيرة.
واجتذبت الحديقة أعداداً كبيرة من الزائرين أخيراً، حيث حرص الكثير من الزوار على توثيق تراث الحديقة وهويتها قبل بدء مشروع التطوير، عبر التقاط الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو ونشرها على مواقع السوشيال ميديا.
يقول حمدي، لـ«الشرق الأوسط»: «سأحزن على إغلاق الحديقة المؤقت؛ لأن لي ذكريات عمرها 20 عاماً فيها، عندما كنت طالباً في كلية الحقوق، وأتمنى أن يحافظ التطوير على أصالة المكان».
وقبل حمدي، ارتبطت أجيال من المصريين بالحديقة التي يصل عمرها إلى 132 عاماً، ووصلت قصص الأجداد إلى الأحفاد، والتي تعكس كيف كانت تلك الحديقة رائدة؛ ليس فقط في المنطقة العربية، ولكن في العالم.
والتقط خالد صابر؛ وهو مدرس لغة عربية بأحد المدارس الخاصة، صورة لكوبري إيفل المعلق بالحديقة، وقال: «منذ كنت طالباً بجامعة القاهرة وحتى الآن، وأنا أحرص على الوقوف فوق هذا الكوبري، الذي حكى لي والدي، نقلاً عن أبيه، قصة إنشائه على يد المعماري الفرنسي جوستاف إيفل».
وبدأ تصميم هذا الكوبري في عام 1875، حينما كلَّف الخديوي إسماعيل، المهندس جوستاف إيفل بإنشائه ونفّذته شركته «إيفل إي سيو» بين عامي 1875 و1879م؛ أي قبل إنشائه برج إيفل بباريس بعشرة أعوام.
ولا تقتصر ذكريات المصريين على مَن درس منهم بجامعة القاهرة، حيث ارتبطوا بالحديقة بحُكم قربها المكاني من الجامعة، بل يوجد لدى سكان الأقاليم ذكريات لا تُنسى مع هذه الحديقة، التي كانت المزار الرئيسي لأي رحلة مدرسية.
وتقول أماني أبو ذكري؛ من محافظة المنوفية (دلتا مصر)، على صفحتها بموقع فيسبوك: «أحرص تقريباً، كل شهر، على اصطحاب أبنائي في رحلة إلى الحديقة؛ لاستعادة ذكريات محفورة في أماكنها المختلفة، وسعدت كثيراً بخبر التطوير؛ لأن حال الحديقة تدهور كثيراً خلال السنوات الأخيرة».
وما بين السعادة بالتطوير، والحزن من الحرمان من زيارتها لمدة عام على الأقل بسبب التطوير، تباينت المشاعر، التي تراها منى خليل، رئيس الاتحاد العام لجمعيات الرفق بالحيوان، «منطقية وطبيعية».
وقالت خليل، لـ«الشرق الأوسط»: «أنا سعيدة من أجل التطوير، لكنني في الوقت نفسه خائفة من تبِعاته، وتأثيره على أصالتها».
وتابعت: «لقد بُحّ صوتنا منذ سنوات، ونحن نطالب بالتطوير، ولكننا نريد التطوير الذي يحافظ على مباني الحديقة التراثية وأشجارها النادرة، ويوفر، في الوقت نفسه، البيئة المناسبة لمعيشة الحيوانات».
وتطلب رئيس الاتحاد العام لجمعيات الرفق بالحيوان بأن تكون أماكن معيشة الحيوانات متلائمة مع بيئتها الأصلية، فمثلاً حيوانات البيئة الباردة مثل الدببة، يجب أن تكون أماكن معيشتها متلائمة مع طبيعتها، عن طريق تكييفها بالهواء البارد، كما يجب أن تكون أماكن الزرافات أيضاً، وهي من حيوانات البيئة الاستوائية، متلائمة مع طبيعة تلك البيئة؛ حتى لا نفقد 6 زرافات كما حدث مؤخراً.
وتقول: «كنا كمجتمع مدني قد ساعدنا الحديقة في تعديل أماكن إقامة الدببة القطبية عن طريق أنظمة تبريد لأماكن الإقامة، ولكن هذه الأنظمة طالتها يد الإهمال، ولم تعد تعمل، لذلك يجب أن يتضمن التطوير تدريب البشر أيضاً».
وتضيف خليل: «التطوير يجب أن يشمل الأطباء البيطريين بالحديقة؛ لتدريبهم على كيفية العناية بشكل أفضل بالحيوانات، وكذلك العمال الذين يتعاملون مع الحيوانات بشكل مباشر».
بدوره قال رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، الدكتور محمد رجائي، في تصريحات صحافية، إنه لن «يتم نقل الحيوانات خارج حديقة حيوان الجيزة، خلال فترة التطوير، حيث إنه سيتم تركها في أماكنها أو أماكن تبادلية لحين تجهيز مكانها الدائم، ومن ثمّ نقلها إليه».
وأضاف رجائي أنه سيجري الحفاظ على المظهر الخارجي للحديقة من حيث أبواب الدخول وأعدادها وأماكنها، بالإضافة إلى الاحتفاظ بكل ما هو أثري وتاريخي.
وأشار إلى أنه سيجري فتح حديقة الحيوان على الأورمان لتكون «حديقة حيوان كبرى» بمساحة 114 فداناً، وسيجري الربط بينهما بنفق تحت الأرض، منوهاً بوجود مقترح لعمل (تلفريك) يجوب الحديقتين بأكملهما من الأعلى.
مصر
منوعات
[ad_2]
Source link