[ad_1]
كتبت ذات مرة أن على العظيم أن يؤمن بعظمته، بشرط أن تكون إنجازاته متفردة وباهرة، ويكون الإيمان لديه ليس غروراً وإنما تثمين لذاته وتقدير لها، ذلك الإيمان ينتقل لا شعورياً إلى الآخرين تمجيداً لأعماله المتميزة، وهذا الفعل يمكن له الانزياح على مستوى الدولة، فكل إنجازاتها العظيمة التراكمية تمنحها حضوراً عالمياً وتثميناً لدورها الدولي ولأن الدولة هي مجموعة من العلاقات البشرية المتواشجة بعضها مع بعض، وعنصرها الرئيس هو المواطن الذي أسهم في تراكم تلك الإنجازات بما لديه من مثابرة وإمكانات وتسهيلات ورعاية، وما تحققه دولته من رفعة يكون هو الصانع لذلك المجد.
وإذا كنا في السابق نتوارى خلف خجلنا عما يقال عنا من انتقاص لثرواتنا البشرية في جوانب كثيرة أمام المقولات التى تتهمنا أن بلادنا ليس بها إلا آبار نفط عند أناس لا يمتلكون شيئاً من ذكاء أو إبداع، وعبر الزمن كنا نحقق قفزات في جميع الأنشطة الطبية أو الاختراعات أو الرياضة أو الأدب أو الفنون ومع ذلك لم ننل إلا الغمز واللمز.
والآن ودولتنا تقفز إلى مصاف الدول العالمية في نجاحات متوالية؛ سواء أكان ذلك سياسياً أو اقتصادياً أو رياضياً أو فنياً أو في احتضان التقنية، أو في تميز شبابنا في الجامعات الأوروبية أو في ظهور المدن الصناعية أو تحولنا إلى وجهة سياحية عالمية أو.. أو.. نحن نتقدم في كل شيء، وهذا التقدم جعل العيون المتربصة بنا تتسع حدقاتها انبهاراً أو حسداً.. ونحن نعيش مرحلة عظمة تستوجب العمل الدؤوب لمواصلة هذه النجاحات، فالعظمة تأتي من استدامة النجاح، ويستوجب هذا تغير الصورة الذهنية عن وطننا، أولاً في أنفسنا والإيمان أننا دولة عظيمة، وأننا ساعون للعمل بجد لمواصلة هذه العظمة.
وفي طريق كل عظيم عشرات الحساد والمتربصين؛ ولأنه منشغل بنجاحاته فهو لا يلتفت إليهم، فمهمته مواصلة النجاح.. ذلك النجاح الذي يحرق ويغيظ كل حاسد.
[ad_2]
Source link