فيروس كورونا: الجائحة التي عطلت العالم ووسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء

فيروس كورونا: الجائحة التي عطلت العالم ووسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء

[ad_1]

وكنا قد استعرضنا في الجزء الأول أزمة التعليم الناجمة عن جائحة كوفيد-19 وآثارها على ملايين التلاميذ بأنحاء العالم والتفاوت الهائل في القدرة على الوصول إلى الإنترنت.

كشف مواطن عدم المساواة



© UNICEF/NahomTesfaye

الباعة المتجولون يعرضون منتجاتهم من الخضروات في أحد الأسواق في إثيوبيا.

 

طوال الاثني عشر شهرا الماضية، عمّقت جائحة كورونا التفاوتات، وفقا لمنظمة العمل الدولية، والتي أعلنت أن ملياري شخص، ممن يعملون في القطاع غير الرسمي، معرضون للخطر بشكل خاص.

وفي مارس/آذار، أشارت الوكالة الأممية المعنية بتعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وحقوق العمل، إلى توقعات أفادت بأن الملايين قد يتم دفعهم إلى البطالة أو العمالة الناقصة أو الظروف الطاحنة للفقر في أوساط العمال.

وقال غاي رايدر، المدير العام لـ منظمة العمل الدولية:

“لم تعد جائحة كورونا أزمة صحية عالمية فحسب، بل إنها تمثل أيضا أزمة في سوق العمل ذات تداعيات اقتصادية كبيرة على الناس”.

ونشرت الوكالة توصيات بشأن الطرق اللازمة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بسبل كسب المعيشة. وشملت هذه التوصيات الدعوة لحماية الموظفين في مكان العمل، ووضع برامج التحفيز الاقتصادي والتوظيف، ودعم الدخل والوظيفة.

الحفاظ على استمرار تدفق الإمدادات الغذائية



WFP/Morelia Eróstegui

ممثلة لبرنامج الأغذية العالمي في بوليفيا تتحدث مع نساء من السكان الأصليين عن التوعية بمخاطر جائحة كورونا والممارسات الغذائية الصحية.

 

بحلول أبريل/نيسان، تكشف حجم المعاناة العالمية بصورة واضحة، حيث أظهر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة أن الفقر والجوع يزدادان سوءا، وأن البلدان المتأثرة أصلا بأزمات الغذاء كانت معرضة بشدة لتأثيرات الجائحة.

وأكد التقرير على ضرورة الحفاظ على عمل سلاسل الإمدادات الغذائية الحيوية، حتى يتمكن الناس من الوصول إلى الغذاء، مشددا على الحاجة الملحة لمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين لكي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة.

فمن استخدام وسائل النقل العام كمراكز لتوزيع الطعام، إلى إيجاد أشكال تقليدية للتوصيل إلى المنازل، وفتح أسواق متنقلة، تحتم على المجتمعات ابتكار طرق لإطعام الفقراء والضعفاء، في خضم القيود المفروضة على الحركة بسبب كـوفيد-19.

وتعد كل هذه أمثلة على الطرق التي حشدت بها المدن في أمريكا اللاتينية جهودها لدعم سكانها، وتشير التحذيرات الصادرة من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إلى ارتفاع المخاطر الصحية التي يتعرض لها العديد من مواطني الحضر أثناء الجائحة، ولا سيما 1.2 مليار شخص ممن يعيشون في الأحياء الفقيرة، وغيرها من المستوطنات العشوائية.

النساء يتحملن العبء الأكبر

“النساء يتحملن العبء الأكبر من أزمة فيروس كورونا حيث من المرجح أن يفقدن مصدر دخلهن ويقل احتمال تغطيتهن بإجراءات الحماية الاجتماعية”، هذا وفقا للسيد أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، خلال تقرير تم نشره في سبتمبر/أيلول بشأن التأثير الذي تلقيه الجائحة على النساء.

وكشف التقرير عن أن جائحة فيروس كورونا وتداعياتها من المرجح أن تدفع 47 مليون امرأة أخرى إلى الفقر، مما يعكس عقودا من التقدم في القضاء على الفقر المدقع.

وأشار التقرير، الذي أعدته هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى زيادة معدل الفقر بين النساء بنسبة 9.1 في المائة.

وقالت بومزيلي ملامبو-نوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن الزيادات في فقر النساء المدقع هي “اتهام صارخ لعيوب عميقة” في طرق هيكلة المجتمع والاقتصاد.

ومع ذلك، أكد السيد شتاينر على أن الأدوات اللازمة لإحداث تحسن كبير في حياة المرأة، متوفرة حتى خلال الأزمة الحالية.

على سبيل المثال، يمكن انتشال أكثر من 100 مليون امرأة وفتاة من دائرة الفقر إذا قامت الحكومات بتحسين الوصول إلى التعليم وتنظيم الأسرة، وضمان أن تكون الأجور عادلة ومتساوية مع أجور الرجال.

تأثر طفل من بين كل ستة أطفال



WFP/Tsiory Andriantsoarana

أدت الآثار المجتمعة للجفاف وكوفيد-19وتصاعد انعدام الأمن إلى تقويض حالة الأمن الغذائي والتغذية الهشة بالفعل لسكان جنوب مدغشقر.

 

كما تضرر التقدم المحرز في مجال الحد من فقر الأطفال هذا العام، حيث أفاد تقرير صادر عن منظمة اليونيسيف والبنك الدولي في أكتوبر / تشرين الأول بأن حوالي 365 مليون طفل كانوا يعيشون في فقر حتى قبل انتشار الجائحة وتوقعت الهيئتان أن ترتفع هذه الأرقام بشكل كبير نتيجة للأزمة.

يحرم الفقر المدقع مئات الملايين من الأطفال من فرصة تحقيق إمكاناتهم، من حيث النمو البدني والمعرفي، ويهدد قدرتهم على الحصول على وظائف جيدة في مرحلة البلوغ.

وقال سانجاي ويجيسكيرا، مدير البرامج في منظمة اليونيسف:

“هذه الأرقام وحدها يجب أن تشكل صدمة لأي شخص. تحتاج الحكومات بشكل عاجل إلى خطة إنعاش للأطفال لمنع وصول عدد لا يحصى منهم وأسرهم إلى مستويات من الفقر لم يسبق لها مثيل منذ سنوات عديدة”.

تقديم المساعدة لأعداد قياسية من الناس



IOM

أسرة نازحة في مأرب تحمل المياه وحزمات المساعدات وتتوجه عائدة إلى مأواها.

 

بحلول ديسمبر /كانون الأول، توقعت الأمم المتحدة أن يحتاج عدد قياسي من الناس (235 مليون شخص) إلى مساعدات إنسانية في عام 2021، بزيادة قدرها 40 في المائة تقريبا عن عام 2020 ويعزى ذلك بالكامل إلى انتشار جائحة كورونا.

وقال مارك لوكوك، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية:

“إن الصورة التي نرسمها تمثل أسوأ الصور وأكثرها قتامة من منظور الاحتياجات الإنسانية في الفترة المقبلة. هذا انعكاس لحقيقة أن جائحة كوفيد-19 قد تسببت في خرب هائل في جميع البلدان الأكثر هشاشة وضعفا على هذا الكوكب”.

وحذر السيد لوكوك من الحجم الهائل والمتزايد للتحديات التي تواجه العاملين في المجال الإنساني في العام المقبل. وأضاف:

“إذا نجحنا في تجاوز عام 2021 دون حدوث مجاعات كبيرة فسيكون ذلك إنجازا كبيرا، فأجراس الإنذار تدق”.

حان الوقت لعقد صفقة عالمية جديدة

وفي حديثه في بداية هذا الشهر، ذكـّر أمين عام الأمم المتحدة بما قاله سابقا بأن مستويات الفقر وعدم المساواة التي شوهدت هذا العام بعيدة كل البعد من أن تكون حتمية، وأن تحقيق عالم أكثر إنصافا لا يزال ممكنا، بغض النظر عن الصدمات الحادة مثل جائحة كورونا.

وأعرب السيد غوتيريش عن أمله في أن تؤدي الجائحة إلى إحداث التحولات اللازمة لتحقيق أنظمة حماية اجتماعية أقوى في جميع أنحاء العالم.

معلقا على تصريحات أدلى بها قبل عام من انتشار الجائحة، حول عدم المساواة، قال الأمين العام إن “العالم يحتاج إلى عقد صفقة عالمية جديدة، يتم فيها تقاسم السلطة والموارد والفرص بشكل أفضل على طاولات صنع القرار الدولية، وإلى آليات للحوكمة تعكس بشكل أفضل حقائق عالم اليوم”.

 

[ad_2]

Source link

Leave a Reply