عندما تلتقي الفرصة مع العمل الدؤوب – – قصة كفاح الشاب آرام وهجرته من العراق إلى اليونان

عندما تلتقي الفرصة مع العمل الدؤوب – – قصة كفاح الشاب آرام وهجرته من العراق إلى اليونان

[ad_1]

“عندما وصلتُ إلى اليونان من العراق لأول مرة في آذار/مارس 2016، لم أكن أشغّل الكاميرا عند التحدث إلى عائلتي؛ كنت أشعر بالتوتر فيما كنت لا أزال أكافح للاستقرار.”

هذا الشعور بعدم الراحة والقلق – حتى عند التحدث مع عائلته – كان يؤرق الشاب العراقي آرام خلال الفترة الأولى من وصوله إلى اليونان، بحسب ما أخبر الزميلة كريستين نيكولايدو من المنظمة الدولية للهجرة خلال مقابلة أجريت عن بعد.

قرار آرام البالغ من العمر 29 عاما، بمغادرة العراق عام 2016 اتخِذ على عجالة كبيرة. فبعد سلسلة من الأحداث التي غيرت حياته، لم يكن أمامه خيار آخر.

من العراق، ذهب إلى إسطنبول حيث مكث قرابة أسبوعين قبل أن يسافر إلى اليونان. استغرقت رحلته إلى أوروبا حوالي ثلاثة أسابيع.

منذ اليوم الأول له في اليونان، كان آرام نشيطا للغاية. أمضى 15 يوما في إيدوميني، حيث كان يساعد في الترجمة الفورية لتسهيل التواصل بين الناس في المخيم، وذلك بفضل مهاراته اللغوية الممتازة التي تشمل إتقان اللغات السورانية والعربية والإنجليزية، كما ذكر في حواره مع الزميلة كريستين نيكولايدو.

كيف أدرك آرام أن اليونان ستصبح موطنه الثاني؟

وإيدوميني هي قرية صغيرة في شمال اليونان، أصبحت في أوائل عام 2016 مخيماً غير رسمي لآلاف المهاجرين الذين كانوا يتوافدون إلى البلاد.

يتذكر آرام قائلا: “في إيدوميني، كنت أتطوع كمترجم، لكنني كنت أيضا شخصا وصل لتوه إلى اليونان بحثا عن حياة أفضل”. بعد فترة وجيزة، تقدم آرام بطلب للحصول على اللجوء إذ أدرك أن اليونان يمكن أن تصبح وطنه الجديد.

“في ذلك الوقت، لم يكن هناك إنترنت في المخيمات وكانت المقابلة عبر سكايب لطلب اللجوء تعد تحديا حقيقيا. غير أن متطوعا يونانيا من إيدوميني فتح لي منزله ومكثت لديه مدة 40 يوما” كما يشرح آرام، مستذكرا كيف تعرف على أحد أصدقائه المقربين.

وعن ذلك يقول آرام بصوت يختلج بالمشاعر: “مجرد أن أكون في مكان ما به اتصال بالإنترنت قد غير حياتي حرفيا. جعلتني ضيافته أدرك أن اليونان مكان يمكنني أن أعيش فيه بحرية ويكون لي فيه أصدقاء؛ مكان يمكنني أيضا أن أساهم فيه بشيء ما”.

بدء العمل مع المنظمة الدولية للهجرة

يقوم آرام حاليا بالتنسيق مع فريق المترجمين الفوريين التابع للمنظمة الدولية للهجرة في شمال اليونان.

IOM/Aram’s personal archive

يقوم آرام حاليا بالتنسيق مع فريق المترجمين الفوريين التابع للمنظمة الدولية للهجرة في شمال اليونان.

“أُجريت أول مقابلة عمل لي مع المنظمة الدولية للهجرة في حزيران/يونيو 2016 عندما كنت لا أزال طالب لجوء. لقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي. لقد كان تطورا إيجابيا واستغرق مني بعض الوقت لاستوعب ما حصل لي“، كما يتذكر.

“أتذكر أن الطلب على الترجمة الفورية كان كبيرا في ذلك الوقت. اندمجت على الفور في بيئتي المهنية الجديدة وبدأت العمل كمترجم فوري في مخيم ديرفيني Derveni، ثم في كافالا Kavala”.

بعد أن تمكن من تأمين وظيفة، استأجر آرام بيتا في سالونيك، أكبر مدينة في شمال اليونان.

ويقول آرام بفخر: “عندها اتصلت بأفراد أسرتي، شغلت الكاميرا لأول مرة، وأخبرتهم أنني وجدت وظيفة”.

رد الجميل للمجتمع الذي استضافه

وقد عثر آرام على شقته الأولى بمفرده. أراد التعرف على المدينة التي استضافته، موضحا أنه بدأ لوحده في التجول بحثا عن الأماكن المتاحة للسكن، قائلا: “من المهم أن تحدد أهدافا لنفسك”.

بعد بضعة أشهر في تشرين الأول/أكتوبر 2016، حصل آرام أخيرا على حق اللجوء في اليونان.

“إن رد الجميل للمجتمع الذي كان يستضيفني أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي لأنه يقربني من الناس هنا. والابتسامات التي أتلقاها هي أكثر من العقبات التي واجهتها على طول الطريق. أشعر بالأمان هنا. إنه مكان لديّ فيه حقوق وأصدقاء ووظيفة.”

واليوم، يدير آرام فريق المترجمين الفوريين التابع للمنظمة الدولية للهجرة في شمال اليونان.

“كل يوم، أقابل مهاجرين وطالبي لجوء ولاجئين غادروا بلدانهم بحثا عن حياة أفضل. أعلم كيف يشعرون؛ يمكنني فهم (وضعهم). أحافظ على مسافة مهنية، لكنني أدعم زملائي وأساعد المهاجرين في الوصول إلى معلومات دقيقة ومفيدة بأفضل ما لدي من قدرات”.

مسار الحصول على الجنسية

في عام 2021، تحقق حلم آرام أخيرا بالحصول على الجنسية اليونانية.

IOM/Aram’s personal archive

في عام 2021، تحقق حلم آرام أخيرا بالحصول على الجنسية اليونانية.

كان تعلم اللغة اليونانية أولوية قصوى بالنسبة لآرام، لذلك سرعان ما بدأ في حضور دروس اللغة اليونانية وحتى طلب من مدرس لغة أن يعطيه دروسا خاصة. في وقت بسيط، تمكن من الحصول على شهادة باللغة اليونانية. وعن ذلك يقول: “عندما تريد أن تتعلم لغة، يمكنك دائما أن تجد الوقت لتتعلمها”.

كان هدفه التالي الحصول على الجنسية اليونانية. ويقول آرام: “قيل لي إنه سيكون هناك العديد من التحديات على طول الطريق، لكنني كنت متفائلا ومصمما على تحقيق هدفي”.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، تقدم بطلب للحصول على الجنسية وبدأ في دراسة الجغرافيا اليونانية وسياستها وثقافتها.

“كنت أقرأ كثيرا، كل يوم تقريبا. بمجرد أن وضعت يدي على كل هذه الكتب اليونانية، لم أستطع تركها،” كما يستذكر في دردشته مع الزميلة كريستين نيكولايدو.

بعد عامين من الدراسة المتواصلة، خضع آرام لاختبار الجنسية اليونانية في مدرسة عامة في ثيسالونيكي.

“بقيت هناك ليوم كامل – من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من بعد الظهر. أتذكر جيدا ذلك اليوم. كان الفاحصون (الممتحنون) ودودين ولطفاء، لكنني كنت مرهقا للغاية لأنني كنت أتطلع إلى ذلك اليوم منذ أول يوم لي في اليونان”.

أصبح آرام مواطنا يونانيا بعد ست سنوات من وصوله لأول مرة إلى اليونان. ويدرس الآن كيفية زراعة كروم العنب وصناعة النبيذ في معهد خاص. وفي أوقات فراغه، يحب الاستماع إلى الموسيقى اليونانية.

“أحب تعلم أشياء جديدة. المعرفة هي كل شيء. إنها تحدد خياراتنا في الحياة”.

=-=-

**كتبت هذه القصة باللغة الإنكليزية الزميلة كريستين نيكولايدو، منسقة الإعلام والاتصالات في المنظمة الدولية للهجرة باليونان. نقلناها بتصرف إلى اللغة العربية. للاطلاع عليها باللغة الأصلية، يرجى الضغط هنا.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply