قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن بلاده «تعمل على استقرار أمن الطاقة»، مضيفاً في جلسة بالمنتدى الاقتصادي العالمي أمس، أن «(أوبك بلس) واجهت تقلبات السوق وعملت لصالح المنتجين والمستهلكين». وفيما أكّد الوزير التزام السعودية بمستقبل الطاقة النظيفة، شدد في الوقت ذاته على الحاجة لضمان إمكانية الاعتماد على أشكال الطاقة التقليدية.
وعن منظمة «أوبك بلس»، قال الأمير فيصل بن فرحان إن «استقرار سعر النفط يشير إلى أن المملكة كانت على صواب في موقفها خلال الخلاف مع الولايات المتحدة العام الماضي بشأن قرار خفض مستهدفات إنتاج الخام». وأضاف أن بلاده تتحمل مسؤولية مواصلة إحلال هذا الاستقرار في أسواق النفط والاقتصادات العالمية.
كما سلّط وزير الخارجية الضوء على نجاح «رؤية 2030» في تحويل اقتصاد السعودية بعيداً عن الاعتماد على النفط كمصدر لإيرادات الحكومة، وكنسبة من ناتجها المحلي الإجمالي. وأوضح أن «هذه العملية مستمرة، ونعمل على تفعيل جميع مجالات الاقتصاد. فقد انخفضت البطالة بشكل كبير، وارتفعت المشاركة في القوة العاملة، خصوصاً بين النساء». وأكّد وزير الخارجية السعودي قوة الشراكة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذه الشراكة «لا تعني الاتفاق دائماً»، مضيفاً أن الرياض ستدخل في حوار قوي مع حليفتها التقليدية واشنطن لمواصلة حل أي قضايا.
من جهة أخرى، كشف وزير الخارجية السعودي أن بلاده تواصلت مع إيران، وتحاول إيجاد طريق للحوار، قائلاً إن «الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات في المنطقة»، ورأى أن «التركيز على التنمية بدلاً من الشؤون الجيوسياسية إشارة قوية لإيران والآخرين بأن هناك مسارات أخرى للرخاء المشترك». وعن أوكرانيا، قال الوزير إن على العالم أن «يجد طريقاً لإنهاء الصراع»، مشيراً إلى تفاقم أزمة الطاقة العالمية بسبب الحرب.
كما بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره السويدي توبياس بيلستروم، أمس، سبل تعزيز العلاقات المتطورة بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب، إلى جانب بحث تعزيز العمل المشترك الهادف إلى إرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين. والتقى الأمير فيصل بن فرحان أيضاً وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرغ، وجرى خلال اللقاء استعراض سبل تعزيز العلاقات المتطورة بين البلدين.
من جانبه، وقّع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبد الله السواحة، أمس، مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغه برنده، خطاب نيات لإطلاق مسرّعات «أسواق الغد» لتسهم في تعزيز الابتكار في السعودية. وسيحدّد هذا المسرّع، الذي تبلغ مدته 18 شهراً، الأسواق الاقتصادية الواعدة في المستقبل، مما يعزز جهود السعودية لخلق بيئة محفزة للابتكار.
كما سيعمل خطاب النيات على دعم تطوير المبادرات لتعزيز شبكة عالمية للمعرفة، وتبادل الخبرات، وربط الخبراء وشركاء المعرفة من القطاعين العام والخاص، كما سيساعد في التعرف على الأسواق الواعدة الجديدة التي لديها القدرة على المساهمة في مسيرة التحوّل الاقتصادي الذي تعمل عليه السعودية، وتحديد أفضل الاستراتيجيات لإطلاق العنان لتنمية هذه الأسواق.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد سعودي رفيع المستوى في اجتماعٍ مع قيادات المنتدى الاقتصادي العالمي. وخلال الاجتماع، سلّط الوفد السعودي الضوء على دور المملكة كشريكٍ ريادي في «قرية ميتافيرس الكونية» (global metaverse village)، والتي ستعزز الاستفادة من «ميتافيرس» لتعزيز تعاون المجتمع الدولي.
وتنوي السعودية المشاركة في هذه القرية لفتح الأبواب للفرص والاستثمارات. كما ستكون وسيلة لحضور الفعاليات والتفاعل مع الناس ومشاركة المعرفة والإعلانات المهمة. إضافة إلى الإعلان عن أنّ «أرامكو السعودية» هي أول جهة من القطاع الخاص في العالم تبني منزلاً في هذه القرية الكونية.