[ad_1]
للأمانة عاصرت الكثير من كؤوس الخليج على مدى ثلاثين سنة، وكلنا نعرف خصوصية هذه البطولات، وكيف تغيرت عبر الزمن، وكيف ساهمت في النهضة الكروية لكل دول المنطقة، وخاصة على صعيد الملاعب والمنشآت ثم المواهب التي كانت تظهر فيها، إضافة لنكهتها الخاصة في المجالس والمنتديات وبين رؤساء الوفود، وصولاً إلى يومنا هذا الذي طالب البعض فيه بضرورة توقفها؛ لأنها حسب تعبيرهم (استنفدت أسباب وجودها)… بعد تأهل معظم الدول لنهائيات كؤوس العالم وتطور بناها التحتية وقوة بطولاتها المحلية، وصولاً لاستضافة كأس العالم وقبلها كؤوس آسيا وأندية العالم.
ولكن «خليجي 25» في البصرة مختلفة تماماً عن أية بطولة أخرى، فهي تعود إلى أرض العراق بعد 43 سنة من الغياب، وفيها شاهدنا ما لم وأعتقد (لن نشاهده) في أية بطولة أخرى.
شاهدنا كيف تفاعل العراقيون جميعاً حتى ذوو الهمم والفنانون والشعراء والمسؤولون وشيوخ العشائر والباعة المتجولون وأصحاب المطاعم وأصحاب البيوت مع البطولة، لدرجة أننا عرضنا لشيخ عشيرة يبحث عن ضيوف في الشوارع ليقيم لهم المآدب، وأشخاص يحملون لافتات للسكن المجاني، وباعة لا يتقاضون ثمن ما يبيعون ومطاعم ومآدب مفتوحة في الشوارع، وشاهدنا كيف حضر نحو 40 ألفاً مباراة تحت المطر لمنتخبي عُمان واليمن وبقوا في المدرجات ليحضروا مباراة السعودية والعراق، ولا أتذكر أنني شاهدت أربعين أو خمسين ألف متفرج لمباراة ليس أصحاب الدار طرفاً فيها، ومن تابع مباراة السعودية وعمان التي انتهت بتأهل عُمان للنصف نهائي أمام الأخضر السعودي الرديف الذي نشيد به وبمدربه سعد الشهري، فسيلمس كيف أصر العراقيون على إنجاح بطولتهم رغم أن منتخبهم يلعب في التوقيت نفسه، ولكن نحو خمسين ألفاً حضروا مباراة السعودية وعُمان، وشجعوا المنتخبين، وتفاعلوا مع كل المباريات وكأنها منتخبات بلادهم، ولم أسمع من أي زائر للبصرة إلا عن الكرم والضيافة والحب الذي أجده متبادلاً، وأجد حرص الجميع على إنجاح البطولة وعودة العراق إلى محيطه العربي وعودة العرب للعراق الذي نتمنى له كل الخير والنماء والتطور والأمان؛ لأن العراقيين عانوا طويلاً ويستحقون أن يعيشوا بسعادة وراحة مثل جيرانهم إخوتهم الخليجيين.
نعم هي بطولة مختلفة، وتستحق أن نرفع القبعة لشعب العراق العظيم على هذه الحفاوة وهذا التنظيم.
[ad_2]
Source link