[ad_1]
احتجاجات في مناطق المعارضة السورية رفضاً للمصالحة بين أنقرة ودمشق
السبت – 14 جمادى الآخرة 1444 هـ – 07 يناير 2023 مـ رقم العدد [
16111]
مظاهرة في بلدة قباسين بريف حلب للتنديد بالتغيير في الموقف التركي تجاه النظام السوري (مجلس قباسين)
إدلب (شمال غربي سوريا): فراس كرم
واصل معارضون سوريون وفعاليات مدنية في مناطق شمال غربي سوريا الخروج بمظاهرات احتجاجية وإصدار بيانات لاستنكار التقارب بين تركيا والنظام السوري «على حساب الثورة»، بحسب ما يقول الرافضون للمصالحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد.
ومن جسر الشغور (40 كيلومتراً غرب إدلب) إلى مدينة الباب شمال حلب، رصدت «الشرق الأوسط»، أمس (الجمعة)، نحو 22 احتجاجاً شعبياً شارك فيها آلاف السوريين تحت شعار «لن نصالح»؛ رفضاً لمسار المصالحة الذي تقوده تركيا بين المعارضة السورية ونظام الأسد، واستنكاراً للتقارب بين أنقرة ودمشق.
وقال نشطاء سوريون، إن المظاهرات شملت مدينة إدلب وريفها، مثل مناطق جسر الشغور، وكفرتخاريم، وقورقنيا، والدانا، وأريحا، والرامي، وسرمدا، ومعرتمصرين، وتفتناز، وأرمناز، وأطمة، وكذلك مناطق أعزاز، وعفرين، وصوران، وجرابلس، ومارع، وراجو، والأتارب، وأخترين، وقباسين والمعبطلي بريف حلب الشمالي. وحمل متظاهرون لافتات كتبوا عليها «لن نصالح» و«سنعيدها سيرتها الأولى»، وهتفوا مطالبين بإسقاط النظام السوري، كما عبّروا عن استنكارهم ورفضهم للمصالحة مع النظام السوري والتقارب بين الأخير وتركيا «على حساب الثورة السورية وأهدافها». كما أطلق متظاهرون هتافات منددة بالتصريحات التركية الأخيرة التي تدعو إلى التقارب مع النظام السوري والمصالحة والتطبيع معه.
وفي منطقة قباسين بريف حلب الشمالي، حمل شاب سوري لافتة وسط جموع من الناس المحتجين كُتب عليها «ما رح نصالح الأسد… وإذا بدك تصالح روح صالح قسد)، في رسالة واضحة للجانب التركي حول رفض مسار أنقرة السياسي الجديد تجاه النظام السوري ودعوتها إلى المصالحة بينه وبين المعارضة السورية، وحول تفضيل المعارضة أن تتصالح تركيا مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية (المصنفة إرهابية) عوض المصالحة مع الأسد.
وفي مدينة عفرين الخاضعة للنفوذ التركي شمال حلب، خرج مئات المدنيين بمظاهرة حاشدة وسط المدنية، وهتفوا قائلين «سمّع صوتك لتركيا… نحن أصحاب القضية»، في رسالة أخرى تذكّر الجانب التركي بأن «صاحب القضية الحقيقي» ضد النظام السوري هم السوريون أنفسهم.
وقال أحد السوريين الذين شاركوا في مظاهرة بمدينة إدلب، إنه «لا يوجد في مفهوم الثورات ضد الأنظمة الديكتاتورية، كنظام بشار الأسد، شيء اسمه مصالحة. فمهوم المصالحة ينطبق على معارضة ونظام من أجل الكراسي والمناصب. أما الثورة السورية فأهدافها واضحة ولا مجال للمصالحة أو العودة عنها والتي على رأسها إسقاط هذا النظام». وأضاف «لتركيا شأنها ومصالحها الخاصة في إعادة علاقاتها وتطبيعها مع النظام السوري، ولكن هذا لا يعني أن لتركيا الحق في إرغام الثوار السوريين على المصالحة مع هذا النظام. الشعب السوري الذي ثار منذ 12 عاماً تقريباً ودفع أكبر فاتورة تجاه قضيته، هو من يقرر مصيره بنفسه ولا يوجد لأي جهة دولية أو طرف إقليمي حق الوصاية أو تقرير المصير خارج أهداف الثورة السورية».
أما «أم ماهر» (48 عاماً) النازحة من ريف حمص والتي شاركت مع سيدات سوريات في مظاهرة ببلدة أطمة شمال إدلب، فقالت، إنه لا يحق لتركيا، وغيرها من الدول، أن تفرض حلولاً سياسية على «الثوار» سوى بعد معاقبة «مجرمي النظام وشبيحته» الذين ذبحوا، كما قالت، ابنيها (20 عاماً و17 عاماً) بالسكاكين في مجزرة فظيعة شهدتها منطقة الحولة غرب حمص نهاية مايو (أيار) 2012.
وكان لأبناء مدينة خان شيخون بريف إدلب حضور لافت في مظاهرات ريف حلب، حيث عبّروا عن رفضهم لأي تسوية سياسية مع النظام السوري المتهم بتنفيذ هجوم كيماوي على المدينة في أبريل (نيسان) عام 2017؛ ما أدى إلى مقتل نحو 100 شخص، بينهم عشرات الأطفال والنساء. وقال أحد أبناء مدينة خان شيخون خلال المظاهرة «نستغرب بشدة التغيّر في الموقف التركي تجاه النظام السوري رغم كل جرائمه ومجازره بحق الشعب السوري. كانت تركيا ومسؤولوها شهود عيان على تلك المجازر والجرائم.
الرئيس التركي (رجب طيب) إردوغان كان أول المعزين بضحايا مجزرة الغازات السامة في خان شيخون والتقى حينها مع أحد أهالي الضحايا، وهو الشاب عبد الحميد اليوسف الذي فقد 25 فرداً من أفراد عائلته ضمن ضحايا المجزرة، بينهم طفلاه وزوجته، وأخواه الاثنان وزوجتاهما وأولادهم الثلاثة وأولاد عمه. وأضاف، أن إردوغان عبّر خلال اللقاء تضامنه مع اليوسف ومع الشعب السوري، مستغرباً أن تغيّر تركيا موقفها الآن وتسعى إلى المصالحة مع النظام.
وكانت التصريحات التي أطلقها مسؤولون أتراك مؤخراً حول التقارب والتطبيع مع النظام السوري واللقاء الثلاثي الذي جمع بين وزراء دفاع تركيا والنظام السوري وروسيا في موسكو في 28 الشهر الفائت، والتمهيد للقاءات على مستوى وزراء الخارجية في الأيام القادمة تمهيدا للقاء محتمل يجمع بين الرئيسين التركي والسوري، أثارت موجة غضب واسعة في أوساط السوريين ضمن مناطق المعارضة.
سوريا
أخبار سوريا
[ad_2]
Source link