[ad_1]
كيف أثرت حرب أوكرانيا على المجال العلمي والتكنولوجي؟
الاثنين – 9 جمادى الآخرة 1444 هـ – 02 يناير 2023 مـ
علماء روس داخل مختبر في سانت بطرسبرغ (رويترز)
كييف: «الشرق الأوسط»
عندما غزت روسيا أوكرانيا لأول مرة في 24 فبراير (شباط) الماضي، سعت أوروبا بسرعة إلى قطع العلاقات مع موسكو، وشمل ذلك المجالات العلمية والتكنولوجية.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة «ديلي بيست»، فقد كانت ألمانيا أول دولة تعلن أنها ستنهي جميع أشكال التعاون العلمي مع روسيا بعد الغزو، ثم تبعتها دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأوقف سيرن، وهو مختبر لفيزياء الجسيمات متعدد الجنسيات في سويسرا، عضوية روسيا به في أوائل مارس (آذار)، كما فعلت وكالة الفضاء الأوروبية ومعهد ماكس بلانك للفيزياء في ميونيخ.
في المقابل، سارت استجابة المجتمع العلمي الأميركي بشكل غير متساوٍ إلى حد ما. فقد ظلت إدارة الرئيس جو بايدن صامتة بشأن التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا حتى يونيو (حزيران). ثم في ذلك الشهر، أعلنت الإدارة أن الولايات المتحدة ستبدأ في «التراجع» عن جميع المشاريع البحثية الحالية الممولة من الحكومة الفيدرالية بالشراكة مع روسيا، وحظرت المشاريع الجديدة.
ومنذ نحو أسبوعين، قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة واشنطن لمطالبة بايدن بتقديم مساعدات إضافية لبلاده، و«تعزيز الرسوم الجمركية» ضد روسيا، وجعل الحرب غير مستدامة مالياً، الأمر الذي قد يؤثر بشكل خاص على مجالات البحث العلمي والتكنولوجي التي لطالما تميزت فيها روسيا، بما في ذلك الفيزياء واستكشاف الفضاء وعلوم المناخ.
ولكن رغم الدعم الغربي الواسع النطاق لأوكرانيا، فقد ثبت أنه من الصعب فصل التعاون العلمي والتقني بين الولايات المتحدة وروسيا. في كثير من الحالات، تأتي المقاومة من العلماء الأميركيين أنفسهم، الذين يجادلون بأن عملهم وعمل زملائهم الروس مهم للغاية ولا ينبغي تعطيله، لا سيما أبحاث تغير المناخ وسط تسارع وتيرة الاحتباس الحراري.
وقبل أيام من زيارة زيلينسكي لواشنطن، حثت افتتاحية نُشرت في مجلة «نيتشر» العلمية على عدم معاملة العلم كـ«بيدق دبلوماسي»، مؤكدة على ضرورة «ألا تصبح الحرب حاجزاً أمام البلدان التي تعمل معاً لمعالجة القضايا العلمية الملحة مثل تغير المناخ».
وتبنى الفيزيائي مايكل ريوردان من جامعة كاليفورنيا رأياً مشابهاً في مقال كتبه في صحيفة «نيويورك تايمز» في أواخر أغسطس (آب)، وقال فيه: «أنا عالم فيزياء ولا أريد لروسيا أن تغادر عالم العلوم».
ومن جهته، قال مسؤول حكومي أميركي لـ«ديلي بيست»: «بالنظر إلى جرائم الحرب والفظائع الأخرى التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا، كان من المهم جداً بالنسبة لنا إصدار بيان صريح لدعم أوكرانيا، ومن ثم قمنا بـ(التراجع) عن جميع المشاريع البحثية الحالية التي تشاركنا فيها روسيا. لكن في الوقت نفسه، علينا أن نعترف بوجود حاجة استراتيجية للتعامل مع روسيا في المجال العلمي والتكنولوجي».
وتعد أبحاث تغير المناخ مجالاً سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل استبدال مساهمات روسيا فيه. وتقع الغالبية العظمى من التربة الصقيعية في العالم، والتي يتتبعها العلماء لقياس معدل الاحتباس الحراري، في روسيا. علاوة على ذلك، تترأس روسيا حالياً مجلس القطب الشمالي، وهو اتحاد من ثماني دول يعزز التعاون في أبحاث تغير المناخ.
وبعد وقت قصير من بدء الغزو، أوقف الأعضاء السبعة الآخرون في مجلس القطب الشمالي، بما في ذلك الولايات المتحدة، مشاركتهم في المجلس. ومنذ ذلك الحين استأنفوا البحث من دون روسيا، وتم نقل بعض الأبحاث إلى كندا وغرينلاند، والتي تعد موطناً لمحميات التربة الصقيعية الخاصة بها. لكن هذا لا يزال يرسم صورة غير مكتملة، وقد لا يعكس بدقة ما يحدث للتربة الصقيعية في روسيا.
وتعليقاً على هذا الأمر، قال بريندان كيلي، أستاذ البيولوجيا البحرية بجامعة ألاسكا: «عدم القدرة على إشراك روسيا في هذه الأبحاث الخاصة بتغير المناخ هو ضرر كبير. ستكون خسارة كبيرة لنا حقاً».
وأضاف قائلاً: «في النهاية، لا يوجد إجراء سهل يمكن أن يرضي جميع الأطراف المعنية. الحرب كارثية بكل تأكيد. إنها أزمة إنسانية مدمرة. لكن لدينا أيضاً أزمة مع المناخ، وعدم القدرة على تعزيز فهمنا إلى أين يتجه المناخ سيؤدي إلى خسارتنا لملايين من البشر وسيؤثر سلباً على رفاهية الإنسان على المدى الطويل».
وفي حين يأمل العديد من العلماء الغربيين أن ينتهي الصراع قريباً حتى يمكنهم إعادة العلاقات الطبيعية مع نظرائهم الروس، يعتبر آخرون الحرب نقطة انعطاف يمكنها أن تشجع الغرب على إعادة التفكير في شراكاته العلمية مع روسيا في جميع المجالات.
جدير بالذكر أن روسيا استهدفت منذ بداية الحرب البنية التحتية العلمية لأوكرانيا. فقد تعرض المعهد الأوكراني للفيزياء والتكنولوجيا في خاركيف لأضرار جسيمة من جراء القنابل الروسية، وفي تشيرنوبيل وغيرها من محطات الطاقة النووية ومنشآت الأبحاث، نهب الجنود الروس ودمروا معدات وأجهزة كومبيوتر عالية التقنية تقدر قيمتها بملايين الدولارات. كما تم تدمير ما لا يقل عن 20 جامعة أوكرانية بالكامل.
أوكرانيا
حرب أوكرانيا
[ad_2]
Source link