[ad_1]
بيليه… ساحر الكرة واسطورة لن تنساها الملاعب الخضراء
الخميس – 5 جمادى الآخرة 1444 هـ – 29 ديسمبر 2022 مـ
بيليه خلال زيارة لملعب «أولد ترافورد» انادي مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 1998 (رويترز)
ريو دي جانيرو: «الشرق الأوسط»
كان البرازيلي بيليه، أسطورة كرة القدم الذي رحل الخميس عن عمر 82 عاماً، أكثر لاعب محبوب في جيله أو في أي جيل آخر، وأحد أعظم من لمست قدماه الكرة على مر تاريخ اللعبة.
فاز بكأس العالم مع البرازيل في الأعوام 1958 و1962 و1970، وقدّم مجموعة لا تحصى من المهارات واللمحات التي جعلت منه أفضل تجسيد للعصر الذهبي لكرة القدم في بلاد السامبا في القرن العشرين.
لم يقتصر حضوره على عالم كرة القدم، بل ذهب إلى أبعد من الملعب، حيث أصبح ظاهرة في كسب المال، واضعاً اسمه على الملابس الرياضية وبطاقات الائتمان والساعات، بين مجموعة من المنتجات.
ولد إدسون أرانتس دو ناسيمنتو في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1940، وخاض مباراته الأولى مع فريق سانتوس عام 1956، عندما كان لا يزال في الخامسة عشرة من العمر. تم استدعاؤه للمنتخب الوطني بعد عام، وسجّل هدفاً في أوّل مشاركة له في مباراة ضد الأرجنتين.
وضُمّ لتشكيلة المنتخب المشارك في كأس العالم 1958 في السويد، قبل بلوغه عامه الثامن عشر. وكانت مشاركته موضع نقاش حاد في البرازيل، حيث طرح نقاد علامات استفهام حول ما إذا كان هذا المراهق النحيل المتوسط القامة (1.72 متر) يحظى بالمواصفات البدنية المطلوبة للبطولة.
لم يكن «الجوهرة السوداء» متاحاً في المباراتين الأولى والثانية لأنه كان لا يزال يتعافى من إصابة في الركبة لدى وصوله إلى السويد. وكان بإمكان بيليه أيضا البقاء على مقاعد البدلاء في المباراة الثالثة ضد الاتحاد السوفياتي، لو استجاب مدرب المنتخب وقتها فيسنتي فيولا لنصيحة الطبيب النفسي الذي اعتبر أن اللاعب غير مؤهل للمهمة.
لكن فيولا راهن على بيليه، ودفع به منذ بداية المباراة التي انتهت بفوز برازيلي بثنائية نظيفة، وتقديم اللاعب اليافع عرضاً مميزاً ارتكز بشكل أساسي على العمل مع غارينشا، أحد نجوم المنتخب يومها.
قدّم بيليه في المباراة الأولى أداء جعل منه لاعباً أساسياً في تشكيلة «راقصي السامبا»، وأصبح من المستحيل الاستغناء عنه.
سجّل هدفه الأول في البطولة في ربع النهائي ضد ويلز، ليمنح بلاده الفوز بهدف دون رد وبطاقة التأهل إلى المربع الذهبي لمقابلة فرنسا، حيث سجل ثلاثية تاريخية «هاتريك» قاد بها منتخب بلاده للفوز بنتيجة 5-2.
تأهلت البرازيل للمباراة النهائية لملاقاة السويد المضيفة، لكن ذلك لم يثر أي رهبة في قلب اللاعب الشاب الذي واصل تألقه وسجّل هدفين ليساهم بنسج النجمة الأولى على القميص الأصفر بعد مباراة انتهت أيضا بفوز البرازيل بنتيجة 5-2.
وأصبح بيليه، في عمر 17 عاما و249 يوما، أصغر لاعب يحرز لقب كأس العالم، وأصغر لاعب يسجّل في مباراتها النهائية. لكن النسختين اللاحقتين لم تشهدا تألقا مماثلا للاعب الذي أضحى بعدها أسطورة.
في نسخة عام 1962 في تشيلي، مع خبرة أكثر وبنية أقوى، كان بيليه يمني نفسه بتكرار إنجازه وقيادة بلاده لانتصارات باهرة، وقدّم لمحة عما كان يريد القيام به في المباراة الافتتاحية لبلاده ضد المكسيك بصنعه هدفاً وتسجيل آخر بعد أداء فردي مذهل راوغ خلاله أربعة لاعبين.
لكن آماله اصطدمت بحائط الإصابة في المباراة الثانية ضد تشيكوسلوفاكيا، بعد تفاقم إصابة سابقة لديه، ما أجبره على الجلوس على مقاعد البدلاء طوال البطولة التي قاد فيها غارينشا البرازيل للفوز بلقبها الثاني.
لا يمكن مقارنة إحباط بيليه من الإصابة التي حدّت من مشاركته في تشيلي، مع خيبة الأمل التي اختبرها في مونديال إنجلترا 1966 حيث تم حرفيا «ركله» خارج البطولة، دون أن يحميه الحكام من الاحتكاكات القاسية.
أصبح بيليه أول لاعب يسجّل في ثلاثة نهائيات لكأس العالم، بعد هزّه الشباك في المباراة الأولى ضد بلغاريا (2-صفر) رغم التدخلات الخشنة من مدافعي الخصم، والتي أبعدته عن المباراة الثانية ضد المجر (1-3). عاد في المباراة الثالثة ضد البرتغال، لكنه خرج باكيا من ملعب غوديسون بارك في ليفربول، بعد تعرّضه لعرقلتين قويتين من المدافع جواو مورايش.
ودّعت البرازيل المونديال من الدور الأول للمرة الأولى منذ 1934، وأقسم بيليه على عدم المشاركة مجددا، قائلا «لا أريد أن أنهي حياتي معوقا».
لحسن الحظ، لم يفِ اللاعب بوعده، وعاد بعد أربع سنوات في مونديال المكسيك بعمر 30 عاما ليقود منتخباً يُعدّ من الأفضل على مرّ العصور.
بعد مونديال 1966 المخيّب للآمال على الصعيد الكروي، تحوّل مونديال 1970، لا سيما بفضل الفوز البرازيلي المستحق وأداء بيليه في خلاله، مرادفاً للعبة الجميلة. قدّم اللاعب في المكسيك أداء باتت بموجبه الفرص التي أضاعها، تُذكَر بقدر الأهداف التي سجلها. وقد سجل برأسه هدفاً للبرازيل في المباراة النهائية مع إيطاليا وصنع الهدف الرابع لكابتن المنتخب كارلوس ألبرتو.
على الرغم من أنه واصل اللعب مع سانتوس، وانتقل بعد ذلك إلى نيويورك كوزموس الأميركي، اعتزل بيليه دوليا عام 1971، خلال مباراة وداعية عاطفية أمام 180 ألف مشجع في ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، وفي جعبته 92 مباراة دولية و77 هدفا.
وقال عنه نجم إنجلترا السابق بوبي مور وقتها «بيليه كان اللاعب الأكثر اكتمالا (…). كان لديه كل شيء».
وبمجرّد الانتهاء من بطولات كأس العالم، ساعد بيليه، الذي كان يلقب بـ«أو ري» (الملك)، في محاولة إطلاق ثورة كروية في الولايات المتحدة.
وفي عام 1977، قاد كوزموس للقب الدوري المحلي، في موسمه الأخير مع النادي الذي مرّ في صفوفه الأسطورة الألماني فرانتس بكنباور، والمهاجم الإيطالي جورجو كيناليا وقائد منتخب البرازيل السابق كارلوس ألبرتو.
شارك بيليه مع مور في فيلم سينمائي إلى جانب الممثلين الأميركي سيلفستر ستالون والإنجليزي السير مايكل كاين عام 1981 بعنوان «اسكايب تو فيكتوري» (الهروب نحو النصر) الذي يروي قصة أسرى للحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
وتحوّل بيليه بين العامين 1995 و1998، إلى وزير استثنائي للرياضة في بلاده، فضلا عن قيامه بدور سفير للعديد من العلامات التجارية.
عانى من العديد من المشاكل الصحية في أوقات متفرقة من حياته، وخضع لجراحة في الوركين وتفتيت حصى الكليتين وإزالة ورم في القولون.
لكن وضعه الصحي لم يحل دون عيشه حياة طبيعية كاملة، إذ تزوج للمرة الثالثة عام 2016 وهو في سن الخامسة والسبعين، من مارسيا أوكي التي تصغره بـ33 عاما.
برازيل
كرة القدم
[ad_2]
Source link