في خضم الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة، بادرت مجموعات من المستوطنين اليهود (الثلاثاء)، للاستيلاء على أرض تابعة لوقف الكنيسة الأرثوذكسية في القدس، تحت حماية من عناصر الشرطة الإسرائيلية.

وقد حذرت الهيئة الفلسطينية الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من تصاعد المحاولات الإسرائيلية لإضفاء الطابع اليهودي على احتفالات أعياد الميلاد في القدس واستغلالها لتنفيذ مخططات تهويد المدينة والسيطرة عليها. مع التأكيد في أن «الوجود المسيحي في القدس يشكل ركناً أساسياً من أركان عروبة المدينة المقدسة وإرثها الروحي والثقافي والتاريخي».

ودعت الهيئة المجتمع الدولي ومجلس الكنائس العالمي إلى تحمل مسؤولياتهما في الدفاع عن الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة.

وكان عشرات المستوطنين قد حضروا إلى قطعة أرض «الحمرا» في منطقة العين في بلدة سلوان في القدس الشرقية، ترافقهم قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية وقاموا بأعمال تسييج، واستولوا على الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 8 دونمات وتتبع لدير الروم الأرثوذكس في سلوان الذي تديره البطريركية اليونانية، وسط مخاوف من تسريبها كما حصل في العديد من العقارات المقدسية، مثل فندقي البترا والإمبريال قرب باب الخليل في القدس القديمة. وأوضح مركز معلومات وادي حلوة، أن عائلة سمرين تملك عقد مزارعة لها، وحق الحراسة والمنفعة منذ أكثر من سبعين عاماً.

على إثر ذلك، حضر العشرات من أهالي سلوان لصد المستوطنين، إلا أن القوات الإسرائيلية حاصرتهم ومنعتهم من الوصول إلى الأرض والمستوطنين، وفي مرحلة معينة اعتدت عليهم واعتقلت ثلاثة من شبانهم، وأصابت عدداً من الأهالي بجراح. وفي منطقة الفارسية بغور الأردن، شمالي شرق الضفة الغربية، سيج مستوطنون (الثلاثاء)، أرضاً رعوية أخرى تابعة للوقف المسيحي بغرض الاستيلاء عليها وضمها إلى مستوطنة «شيدموت ميخولا».

في السياق، أقدمت مجموعات من شباب المستوطنين على تنفيذ اعتداءات على بلدتي بورين وعوريف، فأشعلوا النار في ثلاث سيارات فلسطينية وقذفوا الحجارة وحطموا زجاج العديد من البيوت. تاركين وراءهم شعارات كراهية مكتوبة باللغة العبرية.

وبحسب تحقيقات الشرطة الإسرائيلية، فإن الاعتداء نسب إلى جماعات «تدفيع الثمن»، أي المستوطنين اليهود الذين ينفذون اعتداءات انتقامية من الفلسطينيين بشكل عشوائي. وأشارت الشرطة إلى أن «هذه الاعتداءات تأتي في سلسلة جرائم كراهية ينفذها شباب التلال من المستوطنين على خلفية قومية». وقال المركز الإسرائيلي لمكافحة العنصرية، إن هناك علاقة وطيدة بين فوز اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو وتصعيد هذه الاعتداءات.

وكانت الضفة الغربية قد شهدت عدة فعاليات، (الثلاثاء)، طالب فيها الفلسطينيون عبر مسيرات سلمية، بإعادة جثامين 11 أسيراً ممن أصيبوا بأمراض لم تعالج وتوفوا في السجون. وهم أنيس دولة منذ عام 1980، وعزيز عويسات منذ 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح منذ عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر منذ عام 2020، وسامي العمور منذ 2021، وداود الزبيدي، ومحمد ماهر تركمان 2022، إضافة إلى القائد في حركة فتح، ناصر أبو حميد، الذي توفي في العشرين من الشهر الحالي.

واعتدت القوات الإسرائيلية على المسيرة، التي انطلقت من مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين شرقي رام الله وحتى حاجز قلنديا المنصوب على مدخل القدس الشمالي. ورفع في المسيرة نعشٌ فارغ وصور معتقلين محتجزة جثامينهم. وبرز بين المشاركين والدة الأسير أبو حميد، المعروفة باسم «خنساء فلسطين» و«أم الأبطال»؛ كونها أمّاً لثلاثة أسرى قتلتهم إسرائيل. وعند وصول المسيرة السلمية إلى قلنديا، أطلق جنود إسرائيليون الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى عدة إصابات، بينهم شاب أصيب بعيار ناري متفجر في ساقه.