الموت يغيب يحيى الرخاوي «أديب الطب النفسي» في مصر

الموت يغيب يحيى الرخاوي «أديب الطب النفسي» في مصر

[ad_1]

الموت يغيب يحيى الرخاوي «أديب الطب النفسي» في مصر

ألّف عشرات الكتب أشهرها «حكمة المجانين»


الاثنين – 26 جمادى الأولى 1444 هـ – 19 ديسمبر 2022 مـ


الرخاوي (فيسبوك)

القاهرة: رشا أحمد

عن عمر ناهز 89 عاماً، غيب الموت مساء الأحد د. يحيى الرخاوي الذي كان يلقبه كثيرون في مصر بـ«أديب الطب النفسي»، نظراً لتميزه في مجالي الطب النفسي والأدب، على حد سواء.
وحسب أدباء وأطباء من أصدقاء وتلاميذ الراحل، فإن نقطة تميزه الأساسية كانت تكمن في «قدرته الهائلة على تبسيط المعلومة والتعامل الذكي مع المرضى مستنداً إلى خلفيته أديباً، وقراءته في شتى ألوان المعرفة مثقفاً موسوعياً».
ونعته نقابة الأطباء المصرية قائلة في بيان لها الاثنين، «رحل العالم والأب بجسده… ويبقى علمه وإنسانيته إلى آخر الدهر».
ونعاه د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي، قائلاً: «كان الرخاوي طبيباً وفيلسوفاً وأديباً وحكيماً وصاحب مدرسة في الطب النفسي ومتأملاً ومتصوفاً، عاش معلماً لأجيال عديدة، فجر الوعي والإبداع في نفوس أبنائه بأنحاء الوطن العربي، كان محذراً من الاختزال والتسطيح وخداع الأرقام، شكل ضمير المهنة الذي لا يباع ولا يُشترى، وكان وسيظل من القلائل الذين فهموا النفس البشرية في مستوياتها المتعددة فهماً عميقاً أصيلاً، كما كان دائم التجدد، في حالة مخاض إبداعي طول الوقت حتى وهو في آخر أيامه»، مضيفاً في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، أنه «استطاع أن يحتفظ بالطفل الحر المتمرد والمتكيف في آن واحد بداخله، وترك تراثاً هائلاً في تلاميذه ومريديه ومحبيه، وتراثاً عظيماً قيماً متفرداً في صفحات كتبه».
يحيى توفيق الرخاوي المولود عام 1933 بالقاهرة تخرج في كلية طب قصر العيني طبيب باطنة عام 1957، لكنه سرعان ما تحول إلى الطب النفسي وحصل على دبلومة التخصص في الأمراض النفسية والعصبية، ثم الدكتوراه 1963، ليصبح الأكثر شهرةً ونبوغاً وقرباً للجمهور في هذا المجال عبر أسلوب سهل قريب من العامة وغير المتخصصين.
قادته شهرته إلى أن يشارك في تأسيس الجمعية الملكية للأطباء النفسيين، كما كان مستشاراً في الطب الشرعي لدى بعض المحاكم في مصر والسعودية والسودان.
أدبياً ظل الرجل أحد أبرز الوجوه الأدبية في المنتديات والملتقيات، لا سيما بعد حصوله على جائزة الدولة التشجيعية 1979 عن روايته «المشي على الصراط»، كما كان عضواً أساسياً في الجلسات الخاصة التي يعقدها أديب نوبل نجيب محفوظ أسبوعياً. وتردد أنه تولى مهمة تدريب محفوظ على العودة إلى الكتابة بيديه بعد تعرض أديب نوبل لحادث الطعن بالسكين عام 1994، إلا أن الرخاوي نفى ذلك في أحد لقاءاته التلفزيونية، قائلاً: «ما حدث كان العكس تماماً، حيث إن نجيب محفوظ هو من عالجني وضمد جراحي وأحاطني بحب وأبوة نادرة، بينما كان كل دوري يقتصر على متابعة ما يكتب من محاولات تستهدف تدريب أصابعه على مدار 4 سنوات».
وتنوعت مؤلفات الرخاوي ما بين التخصص الطبي والإبداع والنقد الأدبي والتأملات الفلسفية التي تستهدف الحكمة، «بأسلوب يتسم بالسلاسة والعفوية، ويتجنب التعقيد، والقدرة على النفاذ إلى قلب وعقل القارئ سريعاً»، حسب وصف نقاد.
ومن أبرز عناوينه الغزيرة التي تعد بالعشرات في هذا السياق: «حكمة المجانين»، «مثل وموال – قراءة في النفس الإنسانية»، «تبادل الأقنعة – قراءة في سيكولوجية النقد»، «دليل الطالب الذكي في علم النفس والطب النفسي».
ويؤكد د. أحمد الخميسي، الأديب والقاص، أن الرخاوي «تحرك في ثلاث دوائر هي العلم والإبداع والناس، حيث كانت كل دائرة تتفاعل مع الأخرى على نحو فريد واستثنائي، فعاش نموذجاً للعالم والأديب المشغول بفهم النفس الإنسانية واستيعاب تناقضاتها»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «تعرف عليه على المستوى الشخصي، واقترب منه على المستوى الإنساني، فوجد أن الإنسان والعالم والأديب بداخله لا يطغى أحدهم على الآخر، بالتالي تحولت معرفته الشخصية إلى قيمة في حد ذاتها لا تقل عن مطالعة علمه ورؤاه».



مصر


منوعات


science



[ad_2]

Source link

Leave a Reply