[ad_1]
فرنسا والأرجنتين وكرواتيا والمغرب… رباعي يصارع لـ«المجد» في نصف النهائي
إنجلترا «الحزينة» من أزمة إهدار ركلات الجزاء في البطولات الكبرى تنتظر حسم مستقبل مدربها ساوثغيت
الاثنين – 19 جمادى الأولى 1444 هـ – 12 ديسمبر 2022 مـ رقم العدد [
16085]
منتخب كرواتيا رفع من سقف طموحه بعد أن أزاح البرازيل المرشح الأبرز (رويترز)
عناوين الصحف الإنجليزية تبرز حسرة الخروج وإهدار كين ركلة الجزاء المصيرية (أ.ف.ب)
ساوثغيت ودع المونديال وما زال ينتظر مصيره مع منتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
الدوحة: «الشرق الأوسط»
يخوض «الرباعي»، فرنسا والأرجنتين وكرواتيا والمغرب، صراعاً لـ»المجد» بعد تأهلهم إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، على أن يُتوج الأحد المقبل منتخب يترك بصمة تاريخية في صفحات البطولة المرموقة المقامة مرة كل أربع سنوات.
فرنسا بطلة 1998 و2018، ستصبح أول منتخب يتوج مرتين توالياً منذ 1962 عندما احتفظت البرازيل بلقب أحرزته مع الأسطورة بيليه في 1958. إنجاز كانت إيطاليا السّباقة إليه عندما حصدت لقبي 1934 و1938 مع المدرب الداهية فيتوريو بوتسو.
أما الأرجنتين، المتوجة مرتين مثل فرنسا في 1978 و1986، فلا شك أن تتويجها سيتمحور حول انفراج أزمة أسطورتها ليونيل ميسي (35 عاماً) مع اللقب الغائب بعد أربع محاولات فاشلة، أقربها كان الحلول وصيفاً لألمانيا في 2014. لقب يلهث البرغوث وراءه، ليحظى صاحب أربعة أهداف حتى الآن بمشروعية تضعه بمصاف بيليه ومواطنه الراحل دييغو مارادونا.
بعد بداية متذبذبة وخسارتها ضد السعودية 1 – 2 للمرة الأولى أمام منتخب آسيوي، عوضت الأرجنتين بانتصار تلو الآخر كان آخره وأصعبه أمام هولندا بركلات الترجيح في ربع النهائي، عندما أهدرت تشكيلة ليونيل سكالوني المدرب الأصغر في النهائيات، تقدمها بهدفين في الدقائق الأخيرة.
أما كرواتيا بقيادة صانع اللعب الموهوب لوكا مودريتش، فسيكون التتويج هو الأول بتاريخها، لتصبح ضيفة جديدة في ناد النخبة الذي تتصدره البرازيل بخمسة ألقاب. كرواتيا الدولة الصغيرة التي لا يتخطى عدد سكانها الأربعة ملايين نسمة، والناشئة عن تفكك يوغوسلافيا السابقة، أكدت جدارتها على الساحة العالمية لكرة القدم رغم عشقها لرياضات متنوعة.
تعول كرواتيا على خط وسط صلب، لكن متقدم في السن، يضم إلى جانب مودريتش، نجم ريال مدريد الإسباني، كلاً من مارسيلو بروزوفيتش وماتيو كوفاتشيتش.
ويتميز المنتخب الكرواتي بذهنية الفوز، ففي آخر تسع مباريات في أدوار إقصائية، خاضت 8 مرات وقتاً إضافياً. قال مدربها زلاتكو داليتش الذي تخطى اليابان والبرازيل المرشحة: «عندما تأتي ركلات الترجيح، نصبح مرشحين، وكأن الخصم قد تعرض للخسارة».
يبقى المغرب، الضيف المفاجئ ونكهة البطولة، فلن يكون تتويجه فقط الأول في تاريخه بل الأول لمنتخب أفريقي أو عربي، علماً بأنه راكم الإنجازات في هذه البطولة، بعد أن أصبح أول عربي يبلغ ربع النهائي وأول أفريقي يتأهل إلى المربع الذهبي.
وفي أول نصف نهائي الثلاثاء على استاد لوسيل بين الأرجنتين وكرواتيا، سيودع ميسي بعد مونديال هو الأفضل «معنوياً» و«فنياً» لحامل سبع كرات ذهبية، أو لوكا مودريتش أفضل لاعب في 2018، علماً بأن اللاعبين الموهوبين التقيا مراراً وتكراراً عندما قاد ميسي فريق برشلونة إلى المجد وكان مودريتش على الطرف المقابل مع الغريم ريال مدريد.
وبعد 24 ساعة، تقام المباراة التاسعة الأخيرة على استاد البيت الذي يتسع لنحو 68 ألف متفرج بين فرنسا والمغرب في أول لقاء في بطولة كبرى بينهما. وتبحث فرنسا عن بلوغ النهائي الرابع منذ 1998، لتفرض نفسها قوة كبرى في عالم كرة القدم والمونديال، إلى جانب البرازيل وألمانيا وإيطاليا الجريحة في السنوات الأخيرة والأرجنتين.
وترك المغرب تاريخاً جميلاً بتصدره مجموعته في الدور الأول، بتعادل سلبي مع كرواتيا، ثم فوز على بلجيكا ثالثة المونديال الأخير بهدفين، وكندا 2 – 1، ثم تخطيه إسبانيا القوية بركلات الترجيح في ثمن النهائي والبرتغال 1 – 0 أول من أمس في ربع النهائي، في ظل دعم جماهيري لا مثيل له في الملاعب القطرية.
واللافت أن تشكيلة المدرب وليد الركراكي التي تعاني راهناً من إصابة بعض اللاعبين الأساسيين، خصوصاً في خط الدفاع، لم تتلقِ سوى هدف وحيد وجاء بنيران صديقة عبر نايف أكرد أمام كندا.
وقال الركراكي الذي يتميز دفاعه بتألق حارس عرين «أسود الأطلس» ياسين بونو: «لسنا صاحب الأداء الأجمل، بل الأجمل في قوة القلب، الرغبة وحتى التكتيك». وستحمل هذه المباراة نكهة مميزة لبعض اللاعبين المغاربة المحترفين أو المولودين في الدوري الفرنسي على غرار القائد رومان سايس.
كما تحمل مواجهة أصدقاء مميزين، عندما يحاول نجم المغرب أشرف حكيمي إيقاف قاطرة فرنسا ومتصدر ترتيب هدافي البطولة كيليان مبابي (5 أهداف).
ومع اكتمال المربع الذهبي، كان هناك على الطرف الآخر شعور بخيبة الأمل في معسكر المنتخب الإنجليزي للخروج وضياع فرصة مثالية كانت بالمتناول للمضي قدماً نحو تتويج ينتظرونه منذ عام 1966. وبالصورة نفسها المألوفة والألم المتكرر من إهدار ركلة جزاء مهمة أخرى في بطولة كبرى، ودع المنتخب الإنجليزي بخسارة أمام فرنسا 1 – 2، لكن ببعض الرضى عن المدرب غاريث ساوثغيت الذي لا يعرف مستقبله إذا كان سيظل في المهمة أو وصل لخط النهاية.
وصل ساوثغيت المونديال القطري وهو تحت ضغط عدم الفوز في ست مباريات بدوري الأمم الأوروبية، ولم يسجل فيها سوى هدفين فقط من اللعب المفتوح، وهو الأمر الذي جعل العديد من نقاد الكرة الإنجليزية غير متفائلين بما سيتحقق في نهائيات كأس العالم. ومع الخروج الموجع من المونديال من المرجح أن تعود الأصوات المطالبة بالتغيير لتصب الانتقادات على المدير الفني ساوثغيت، الذي يُتهم بأنه غير قادر على استغلال المواهب الكبيرة الموجودة تحت تصرفه، ويعتمد بشكل كبير على لاعبين معينين، بعضهم لا يرق للعب الدولي. لكن في حين يحزم منتخب «الأسود الثلاثة» حقائبه تمهيداً للعودة إلى بلده بعد الخسارة أمام فرنسا 1 – 2 في ربع النهائي، تنامى شعور أن يتم السماح للمدرب ساوثغيت، في حال أراد ذلك، الاستمرار في مهامه على الأقل لبطولة كبرى أخرى.
ولم تغادر إنجلترا على وقع قرع طبول المطالبة بإجراء مراجعة جذرية وتفصيلية لكرة القدم، ولم تتحدث الجماهير الإنجليزية هذه المرة بشأن إخفاقات تكتيكية أو عدم كفاءة فنية، كما لم ترتفع الأصوات مطالبة برحيل المدرب، وهناك شعور عام بأن ركلة الجزاء التي أهدرها هاري كين قبل نهاية المباراة، لو تم تسجيلها كانت النتيجة ستنقلب لصالح الإنجليز.
تعرض ساوثغيت (52 عاماً) لانتقادات بعد خروج إنجلترا من بطولتين سابقتين، وألقي باللوم على عدم قدرته في تعديل خطته في منتصف الطريق خلال الخسارة أمام كرواتيا في نصف نهائي كأس العالم 2018 وهزيمة نهائي أمم أوروبا العام الماضي على أرضه في ملعب «ويمبلي» أمام إيطاليا بركلات الترجيح.
أخيراً، ورغم أن غبار الخسارة أمام فرنسا 1 – 2 في نصف نهائي مونديال قطر لم ينقشع بعد، فإن قلة اتهموا ساوثغيت بعدم الكفاءة التكتيكية.
قرر ساوثغيت مجاراة الفرنسيين بالأسلوب الهجومي، باختيار خطة 4 – 3 – 3، كانت قاب قوسين من أن تؤتي ثمارها. وقال مدرب إنجلترا: «أردنا أن نجاريهم، وشعرنا بأن هذه هي الطريقة التي أردنا أن نقترب بها من البطولة… لقد فعلنا ذلك، قدمنا عروضاً متسقة في ثلاث بطولات ولكن هذه الأمسية ربما تكون أفضل ما لعبناه ضد دولة كبرى خلال الفترة التي كنت أتولى فيها المسؤولية». وتابع: «لكننا فشلنا والنتيجة هي كل ما يهم، وهذا أمر يصعب تحمله».
ويرى ساوثغيت أن كل لاعبي إنجلترا يستحقون الثناء، ولا أحد يستحق اللوم في الخسارة أمام فرنسا والخروج من البطولة، وأوضح: «نحن جميعاً في هذا المأزق معاً كفريق، هذه كانت النتيجة التي خرجنا بها بعد 100 دقيقة من اللعب وبعد بذل قصارى الجهد على أرض الملعب، لقد قدمنا كل ما لدينا للفوز وحافظنا على تماسكنا، لاعبونا كانوا جيدين للغاية، ونحن نفوز معاً ونخسر معاً، يجب على المجموعة أن تعرف أنهم من أفضل المنتخبات في البطولة، ولديهم الاستحواذ الأكبر والتسديدات الأكثر على المرمى، أكثر من المنافس».
وأضاف: «قلت لهم إن الأداء الجيد لم يقتصر على هذه المباراة وإنما في جميع مراحل كأس العالم الحالية، لقد طبقنا فلسفتنا على أرض الملعب وحاولنا العودة مرة أخرى بهدف التعادل وصمدنا أمام الضغط، وأعتقد أنني لم أكن لأطلب المزيد من هذا الفريق، لم نستطع الفوز وهذا يجعل لدينا مشاعر صعبة حيث أتينا إلى هنا بثقة في قدرتنا على التتويج».
وعن حكم المباراة واستياء بعض اللاعبين من قراراته، قال ساوثغيت: «نحن خسرنا المباراة، لا أعتقد أن علي التحدث عن الحكام، فقط أود أن أثني على منتخب فرنسا، وأتمنى لهم حظاً وافراً، لاعبوهم أدوا بطريقة رائعة، أهنئهم على ذلك».
ويستمر عقد ساوثغيت حتى نهاية عام 2024، ما يعني أنه سيحصل على فرصة قيادة إنجلترا إلى نهائيات النسخة المقبلة من أمم أوروبا. إلا أنه أشار لحاجته لأخذ فترة للتفكير بشأن مستقبله وتحديداً بشأن قرار البقاء أو الرحيل. وأوضح: «يجب أن أتأكد من أن أي قرار أتخذه هو الصحيح».
وأضاف: «أعتقد أنه من الصواب تخصيص بعض الوقت للقيام بذلك لأنني أعرف في الماضي كيف تغيرت مشاعري في أعقاب البطولات مباشرة».
ربما يتم إقناع ساوثغيت بالاستمرار من خلال مجموعة المواهب التي يجب أن تبقى تحت إشرافه من أجل خوض غمار بطولات أخرى. فمتوسط أعمار التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في مواجهة فرنسا بلغ 26 عاماً.
ويجب أن يظل جوهر الفريق متاحاً لسنوات مقبلة، إذ لا يزال لاعبون مثل جود بيلينغهام (19 عاماً) وفيل فودن (22) وبوكايو ساكا (21) وديكلان رايس (23) في مرحلة النضج.
من ناحيته، لمح المدرب الإنجليزي إلى أن صغر سن لاعبي المنتخب قد يقنعه بمراجعة عقده، وقال: «هناك الكثير مما يجعلك متحمساً عندما تنظر إلى أعمار الكثير من اللاعبين»، ليضيف بكلمات تختزن فيها بعض الحزن: «لكن لا يزال يتعين عليك الفوز بالمباريات التي يجب الفوز بها للوصول إلى الدور نصف النهائي والنهائي».
قد يميل ساوثغيت إلى السير على المسار نفسه لنظرائه القاريين، فالألماني يواكيم لوف، مدرب منتخب ألمانيا السابق، لم يذق طعم النجاح في كأس العالم إلا في المحاولة الرابعة مع منتخب بلاده، بينما كان المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب مسؤولاً عن المنتخب الفرنسي منذ 2012، قبل التكريس العالمي في روسيا بعد أربعة أعوام.
ويحصل ساوثغيت على دعم لاعبيه داخل غرفة الملابس وخارجه، لذا يصر الجميع على بقائه في منصبه، في حين عكس رايس رغبتهم قائلاً: «آمل في أن يبقى».
وأضاف: «هناك الكثير من الحديث حول ذلك. هو رائع لنا. هناك الكثير من الانتقادات التي لا يستحقها».
من ناحيته، يأمل الهداف والقائد هاري كين الذي أهدر في الدقائق القاتلة ركلة جزاء أمام فرنسا كانت كفيلة بفرض التعادل 2 – 2، في أن يستمر ساوثغيت في منصبه، وقال: «نحب وجود غاريث كمدرب ونريده بالتأكيد أن يبقى، لكن هذا قراره، لدينا فريق رائع. لاعبون شباب رائعون يصلون إلى أوجهم، ونهائيات كأس أمم أوروبا ليست بعيدة كثيراً. وبقدر ما يؤلمنا، علينا المضي قدماً والتطلع إلى المستقبل».
انضم اللاعبون السابقون أيضاً إلى جوقة دعم ساوثغيت، فقال قائد مانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل: «إنجلترا في مكان جيد جداً، فلنكن واضحين بشأن ذلك، لقد خرجنا من البطولات مع عار وتساءلنا ما هو المستقبل. لدينا مستقبل عظيم وهو (ساوثغيت) جزء كبير من ذلك».
لم تشذ كلمات الآيرلندي روي كين عما قاله زميله السابق في يونايتد، مضيفاً: «لقد قام بعمل رائع… هل يريد البقاء بضع سنوات أخرى؟ آمل في أن يفعل ذلك».
كرواتيا
فرنسا
أرجنتين
المغرب
كأس العالم
[ad_2]
Source link