[ad_1]
حل لغز الإصابات الشتوية للجهاز التنفسي يبشر بعلاجات مناعية محتملة
خبراء يؤكدون أهمية وضع الكمامات للوقاية منها
الأربعاء – 14 جمادى الأولى 1444 هـ – 07 ديسمبر 2022 مـ
![](https://aawsat.com/sites/default/files/styles/article_img_top/public/2022/12/07/2222222.jpg?itok=MRTCVEoi)
بنجامين بليير (جامعة هارفارد الأميركية)
![](https://aawsat.com/sites/all/themes/aw3/images/aawsatLogo.jpg)
القاهرة: حازم بدر
تبشر دراسة أميركية، نُشرت أمس (الثلاثاء) في دورية «الحساسية والمناعة السريرية»، باقتراب الوصول إلى حلول مناعية للعلاج والوقاية من أمراض الجهاز التنفسي، كما أنها أضافت دليلاً جديداً على أهمية وضع «الكمامات» للوقاية من تلك الأمراض.
وكانت الدراسة، الذي قادها بنجامين بليير، الأستاذ في بقسم طب الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة هارفارد الأميركية، قد نجحت ولأول مرة في تقديم تفسير بيولوجي لأسباب انتشار الأمراض الفيروسية شتاء؛ حيث وجدت أن التعرض لدرجات حرارة أكثر برودة نحو 4.4 درجة مئوية (39.9 درجة فهرنهايت) تسبب في انخفاض درجة الحرارة داخل الأنف بمقدار 5 درجات مئوية (نحو 9 درجات فهرنهايت)، وهذا الانخفاض يقلل بشكل كبير من الاستجابة المناعية الفطرية في الأنف؛ حيث يؤثر بالسلب على كمية «الحويصلات خارج الخلية» التي تحتشد لمواجهة الفيروسات، كما يؤثر أيضاً على نوعيتها، ويمكن أن تجعل هذه الاستجابة المنخفضة، الفيروسات أكثر قدرة على الالتصاق ثم إصابة الخلايا الأنفية.
و«الحويصلات خارج الخلية» تعمل كشراك خداعية؛ حيث تحمل مستقبلات يرتبط بها الفيروس بدلاً من الخلايا الأنفية، وتحتوي هذه الحويصلات على جزيئات تسمى «ميكرورنا»، التي تقتل الفيروسات بعد ذلك بشكل فعال، قبل أن تتمكن من الارتباط بالخلايا الأنفية وبدء العدوى.
ويقول بليير، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «على حد علمنا، هذه الدراسة هي الأولى التي تقدم تفسيراً بيولوجياً لسبب زيادة احتمالية إصابة الناس بعدوى الجهاز التنفسي العلوي مثل البرد والإنفلونزا وكوفيد – 19 في درجات الحرارة الباردة، ونأمل أن تؤدي النتائج التي توصلنا إليها إلى أساليب علاجية لتعزيز الاستجابة المناعية الفطرية داخل الأنف عبر زيادة عدد الحويصلات خارج الخلية، باستخدام أداة علاجية على شكل رذاذ الأنف».
ويضيف: «إلى جانب هذه الفائدة المتوقعة من النتائج، فإن دراستنا تؤكد أهمية ارتداء (الكمامات) كاستراتيجية فعالة في مواجهة الفيروس، فهي لا تقلل فحسب من كمية مسببات الأمراض التي نستنشقها، بل تحافظ أيضاً على دفء الأنف، بما يعزز من الاستجابة المناعية التي تقوم بها (الحويصلات خارج الخلية)».
ويشبه بليير تلك الحويصلات بسلوك الدبابير عند ركل عشها، ويقول: «عند ركل عشها، فالدبابير تحتشد لتهاجم من يقوم بذلك، وكذلك الحويصلات خارج الخلية، التي يؤثر الطقس على نجاحها في أداء مهمتها؛ حيث تقوم بها بشكل أفضل مع الطقس الدافئ».
وتوصل بليير وفريقه البحثي إلى نتائج هذه الدراسة نتيجة أبحاث مستمرة بدأت قبل وباء «كوفيد – 19»، وتحديداً في عام 2018، حيث أجروا في البداية دراسة تبحث في إصابات الجهاز التنفسي بالبكتيريا وحددوا استجابة مناعية جديدة في الأنف؛ حيث تكتشف الخلايا الأنفية الموجودة في مقدمة الأنف البكتيريا، ثم تطلق المليارات من الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل تسمى «الحويصلات خارج الخلية» التي تحيط بالبكتيريا وتهاجمها، قبل أن تتاح لها فرصة إصابة الخلايا، وأدى ذلك إلى قيام الفريق البحثي بفحص ما إذا كانت هذه الاستجابة نفسها يمكن أن تحدث لبعض الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي الشائعة، مثل نزلات البرد، فوجدوا أن ثلاثة من الفيروسات المسببة لنزلات البرد المختلفة التي اختُبرت، أدت إلى استجابة سرب من الحويصلات خارج الخلية.
وكانت الخطوة التالية، هي اختبار تلك الآلية المناعية في درجات الحرارة المختلفة؛ حيث يعتبر الأنف فريداً من نوعه لأنه شديد التأثر بتغير درجة الحرارة عند استنشاق الهواء البارد.
ويقول بليير: «نعلم جميعاً أن الناس أكثر عرضة للإصابة بفيروسات البرد في الطقس البارد، فتوقعنا أن الطقس يؤثر على الآلية المناعية التي قمنا برصدها، ووجدنا بالفعل ما توقعناه».
وخلال الدراسة، أخذ الباحثون، متطوعين أصحاء من بيئة درجة حرارة الغرفة وعرضوهم لدرجات حرارة 4.4 درجة مئوية (39.9 درجة فهرنهايت) لمدة 15 دقيقة، ووجدوا أن درجة الحرارة داخل الأنف انخفضت نحو 5 درجات مئوية، ثم قاموا بدراسة تأثير ذلك التخفيض على عينات من أنسجة الأنف، ولاحظوا ضعف الاستجابة المناعية، حيث انخفضت «الحويصلات خارج الخلية» التي تفرزها الخلايا الأنفية بنسبة 42 في المائة تقريباً، كما تأثرت البروتينات المضادة للفيروسات في تلك الحويصلات.
وإلى حين الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في إنتاج دواء مناعي، يبدي خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط «جنوب مصر»، سعادته بأنها أضافت سبباً جديداً يجعلنا نتمسك بـ«الكمامات» كأداة للوقاية من الإصابة بالفيروسات التنفسية، ومنها كورونا المستجد.
ويقول شحاتة لـ«الشرق الأوسط»: «تنتقل العدوى التنفسية في الغالب عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس أو التحدث أو التنفس، وتهدف الكمامة إلى تقليل انبعاث القطرات المحملة بالفيروسات من قبل مرتديها (التحكم في المصدر)، لأن بعضهم لا تظهر عليهم أعراض ويتسببون في عدوى الآخرين، ويُقدر أن هؤلاء يتحملون مسؤولية أكثر من 50 في المائة من عمليات نقل الفيروس، كما أن (الكمامة) من ناحية أخرى تقلل استنشاق هذه القطرات من قبل مرتديها، أي أن ارتداءها يجمع بين هذين التأثيرين (التحكم في المصدر والترشيح لحماية مرتديها)، ولكن الدراسة الجديدة أضافت فائدة ثالثة، وهي الحفاظ على درجة حرارة الأنف، بما يعزز من الاستجابة المناعية».
العالم
الصحة
[ad_2]
Source link