[ad_1]
الملتقى جاء تزامناً مع «سباقات الشيخ منصور بن زايد» للفروسية
اختتمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي النسخة الثانية عشرة للملتقى العالمي للخيول العربية الأصيلة، وسط سباقات النسخة الرابعة عشرة من مهرجان سباق الشيخ منصور بن زايد، في ميدان أبوظبي للفروسية، الذي يعد من الميادين المميزة.
كان التنوع السمة البارزة في الملتقى، وهو يفهم بمعنيين؛ الجغرافي إذ شارك فيه أهل صناعة الخيول العربية الأصيلة من كثير من البلدان العربية والدولية، مع تركيز المنظمين بالدرجة الأولى على تعزيز الحضور الخليجي الذي يتميز بكفاءات لم تعد بحاجة للبرهان.
حضر الملتقى ما لا يقل عن 300 شخصية مدعوة من 90 دولة، ما وفّر له إمكانية مقارنة ما يحصل في الإمارات والمنطقة الخليجية عامة، وما يجري على مستوى العالم كله، بحيث تحول الملتقى إلى مختبر يتم فيه تبادل المعارف والخبرات وفتح باب للتجديد.
والمعنى الآخر يتناول التنوع في الموضوعات التي تمت معالجتها، والتي اعتبر كثيرون أنها لا تنضب، بسبب التقدم العلمي المضطرد وتنوع الخبرات، أو بسبب اتساع الملفات التي تتعين معالجتها للإحاطة بموضوع يحمل شحنة رمزية كبيرة.
ويعي الجميع أهمية التماهي التاريخي بين الإنسان العربي والخيول العربية الأصيلة وانعكاساتها على الشغف العربي بها، يضاف إلى ما سبق أن تصادف الملتقى والمهرجان زمنياً مع احتفالات عيد الاستقلال الـ51 لدولة الإمارات، التي كان لمؤسسها الشيخ زايد بن سلطان اليد البيضاء في تشجيع تربية الخيول والثقافة المرتبطة بها وتوفير الدعم لها. وفي السياق عينه، يندرج مهرجان الشيخ منصور بن زايد، الذي تعود بداياته للعام 2009، وراح يتطور محلياً وخليجياً وعربياً ودولياً بحيث أصبح محطة رئيسية في الأنشطة السنوية الخاصة بصناعة سباقات الخيول التي عرفت في العشرية الأخيرة طفرة استثنائية. لكن رغم التقدم، يرى الخبراء المعنيون بهذه الصناعة أنها ما زالت بحاجة إلى مزيد لتصبح في مصافّ ما يعرفه العالم اليوم.
لـ3 أيام، عرفت قاعة الاجتماعات الكبرى في فندق «دوسيت تاني – أبوظبي» جلسات حوارية استثنائية، كان محورها السباقات والخيول والتحديات والأهداف وعلاقة هذه الصناعة بالإعلام وتأنيث الأنشطة من زاوية دور المرأة التي أخذت تحتل، في العالم الغربي على الأقل، مواقع كانت سابقاً معقودة اللواء للرجل فقط. وإلى جانب المداخلات ذات الطابع العلمي، كانت الشهادات الحية التي جاءت على ألسنة بعض المشاركات والمشاركين؛ خصوصاً المشاركات، ذات تأثير قوي على الحضور، لأنها أتت من القلب ومن تجربة صادقة وحية. وفي 6 جلسات، توزعت على يومين، إضافة إلى أنشطة اليوم الأول للملتقى والمؤتمر الصحافي الذي عقدته المديرة التنفيذية للمهرجان لارا صوايا، جاءت إحاطات واسعة بالنسبة لهذه الصناعة، بفضل مشاركة شخصيات فاعلة في صناعة الخيول والسباقات، من ملاك ومربين وخبراء ومهتمين بهذا الشأن. ودارت الجلسة الأولى على «التحديات التي تواجه الخيول العربية»، وتناولت الجلسة الثانية «مستقبل رياضة الخيول العربية»، فيما ركزت الجلسة الثالثة على «تربية الخيول». وفي اليوم التالي، خصص المنظمون جلسة خاصة لدور المرأة في السباقات، وجاءت بعد جلسة دارت محاورها حول الإعلام والعلاقة الجدلية بينه وبين السباقات وصناعة الخيول بشكل عام، كما تلتها جلسة خصصت لوسائل التواصل الاجتماعي، التي أخذت تلعب دوراً متزايداً في الترويج لهذه الصناعة، وجعلها قريبة من الناس.
يضيق المكان لتعداد كل من شارك في هذه الجلسات بالغة الثراء، وتلخيص مضامينها، والتحديات التي يتعين على هذه الصناعة مواجهتها، والمقترحات التي قدمت لأجل ذلك. لكن تجدر الإشارة إلى أن المشاركين الخليجيين كانوا كثراً من الإمارات والسعودية وعمان وقطر والكويت، ونوّهوا جميعاً بالتقدم الذي حقّقته هذه الصناعة والسباقات المرتبطة بها في السنوات الأخيرة.
وتناولوا، مع الخبراء الغربيين، التحديات المختلفة التي تتعين مواجهتها جماعياً، كما طرحوا مقترحات من شأنها تعزيز حضورها ومستقبلها، مثل تسهيل تنقل الخيول العربية بين الدول الخليجية، واعتبارها خيولاً محلية خليجية، وليست أجنبية، وتشجيع الإنتاج المحلي للخيول، والمحافظة على سلالات الخيول العربية الأصيلة، وتنقل كأس الخليج بين الدول الخليجية، ومدّ فترة السباقات وتحديد التناسل الاصطناعي، والمحافظة على صحة الأحصنة والخيول والاستفادة من خبرات الآخرين وتعميق وتنظيم العلاقة بين المالك والمدرب وزيادة السباقات ومدّ موسمها، ورفع قيمة الجوائز الممنوحة للفائزين… ومما اقتُرح تأسيس اتحاد خليجي للنساء خاص بأنشطة الخيول، تكون رئاسته الفخرية للشيخة فاطمة بنت مبارك، باعتبارها كانت الملهمة، وساهمت في دفع المرأة لاحتلال موقعها في هذه الصناعة. ووفق فيصل الرحماني، رئيس الاتحاد الدولي «إفهار»، فإن السباقات العربية شهدت زيادة كبيرة وتطوراً ملموساً بمعدل 3 أضعاف خلال السنوات الأربع الماضية، وتعيش عصرها الذهبي بالدعم اللامحدود من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حيث فاق عدد الخيول العربية المشاركة الخيول المهجنة الأصيلة، التي وصلت إلى 2712 خيلاً، و217 سباقاً. واعتبرت لارا صوايا، في السياق عينه، أن الملتقيات والمهرجانات والسباقات تساهم بشكل جيد في إطلاق جيل جديد من المشاركين في السباقات، ومن محبي الخيول، بما في ذلك الشابات الفارسات اللواتي يساهم المهرجان في تمكينهن من هذه الرياضة، وهو ما أبرزته الشهادات المؤثرة التي سُمعت في الملتقى وتمت مشاهدتها في السباقات.
[ad_2]
Source link