[ad_1]
هل يغامر ساوثغيت ويستبعد فودين أو راشفورد من التشكيلة الأساسية أمام السنغال؟
رغم تألق اللاعبَين أمام ويلز ووجود البدائل الجاهزة وصيام كين عن التهديف في المونديال
السبت – 10 جمادى الأولى 1444 هـ – 03 ديسمبر 2022 مـ رقم العدد [
16076]
لاعبو المنتخب الإنجليزي وفرحة تخطي ويلز والتأهل لدور الـ16 (أ.ف.ب)
الدوحة: جوناثان ليو
تصدر المنتخب الإنجليزي مجموعته في كأس العالم 2022 وأحرز 9 أهداف، لكن لا تزال هناك حالة من الجدل بشأن ما إذا كان قدم المستوى المتوقع أم لا! في الحقيقة، هناك دائماً حالة من عدم الرضا بين الإنجليز بسبب التوقعات المبالغ فيها لما يمكن أن يحققه المنتخب الإنجليزي في البطولات الكبرى. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: ما الذي تعلمناه مما قدمه المنتخب الإنجليزي في المونديال حتى الآن؟ لقد تذيل منتخب ويلز المجموعة برصيد نقطة واحدة، وكان هناك شعور بالحزن الشديد لرؤية اللاعب العظيم غاريث بيل وهو يخرج مصاباً بين شوطي المباراة فيما ستكون على الأرجح آخر مشاركة له في نهائيات كأس العالم، على الرغم من أنه قدم مستويات باهتة للغاية في هذه البطولة، وكان يبدو كأنه يتجول داخل المستطيل الأخضر وغير قادر على مجاراة باقي اللاعبين من الناحية البدنية.
ورغم أن ديكلان رايس وجوردان هندرسون تحكما تماماً في خط الوسط أمام ويلز في المباراة التي فاز فيها المنتخب الإنجليزي بثلاثية نظيفة، فلا يجب الإشادة كثيراً برايس وهندرسون، لأن خط وسط ويلز ضعيف للغاية، ويمكن لأي فريق أن يتفوق عليه بسهولة! لقد كان بإمكان المنتخب الإنجليزي أن يتبادل الكرات والتمريرات بمنتهى السهولة في خط الوسط، نظراً لأن جو ألين وآرون رامزي لا يضغطان بالشكل المطلوب على حامل الكرة، لكن من المؤكد أن الأمر سيختلف تماماً في مباراة دور الـ16 أمام السنغال.
ومع ذلك، كانت هناك بعض النقاط التي يمكن استنتاجها بوضوح، والتي كان أبرزها أن جود بيلينغهام يعد اللاعب الأهم في خط وسط المنتخب الإنجليزي، بالإضافة إلى أن خط الدفاع لا يزال يلعب بثقة. ولكي نكون منصفين يتعين علينا أن نشير إلى أن أداء المنتخب الإنجليزي في الشوط الأول أمام ويلز كان ضعيفاً جداً، حيث كانت علامات البطء والإجهاد واضحة للغاية على اللاعبين، الذين لم يكونوا قادرين على الوصول إلى مرمى ويلز، وكانت كل الهجمات تنتهي على بُعد 45 ياردة تقريباً، فكانت الخيارات الوحيدة تتمثل في إعادة الكرات إلى الخلف أو إرسال كرات عرضية غير متقنة إلى داخل منطقة الجزاء. ربما يذكرنا هذا الأداء بما قدمه المنتخب الإنجليزي في عام 1966 تحت قيادة ألف رامزي عندما كان الفريق يلعب بلا أجنحة، لكن الاختلاف الواضح هذه المرة هو أن جناحي المنتخب الإنجليزي كانا يركضان باتجاه بعضهما في مشهد فوضوي للغاية!
وكانت المشكلة الأساسية هنا تكمن في أن كل لاعب كان يبدو كأنه يريد اللعب في المساحة نفسها. فعلى الرغم من أن ماركوس راشفورد كان يلعب ناحية اليسار، فإنه كان يسعى دائماً للدخول إلى عمق الملعب من أجل تسديد الكرة بقدمه الأقوى. وكان فيل فودين يلعب ناحين اليمين، لكنه كان يريد أيضاً أن يدخل إلى عمق الملعب من أجل اللعب بقدمه القوية. وكان هندرسون يسعى للتحرك بين الخطوط، وهو الأمر نفسه الذي كان يريده بيلينغهام. وكان هاري كين يعود دائماً إلى الخلف من أجل تسلم الكرة، وهو الأمر الذي جعل لاعبي المنتخب الإنجليزي يتكدسون في المكان نفسه والمساحة نفسها ويتحركون ببطء شديد حول بعضهم.
ونتيجة لذلك، كان الأداء تقليدياً ومملاً، وكانت علامات الاستياء والغضب واضحة للغاية على جميع مشجعي المنتخب الإنجليزي بنهاية الشوط الأول. ومع بداية الشوط الثاني، لم يجرِ مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت أي تغيير، لكن بعد مرور بضع دقائق عاد فيل فودين إلى الناحية اليسرى التي يفضل اللعب بها، وبدأت خطورته تظهر على الفور، وراوغ 3 لاعبين من ويلز وحصل على الركلة الحرة التي سددها راشفورد وأحرز منها الهدف الأول الجميل في الزاوية العليا للمرمى. وبعد أقل من دقيقتين، استخلص راشفورد، الذي أصبح يتحرك الآن بحرية في مركز الجناح الأيمن، الكرة من بن ديفيز، وهو ما سمح لكين بالتحرك وصناعة الهدف الثاني لفودين، الذي أحرز أول هدف له في البطولة.
وفجأة، أصبح المنتخب الإنجليزي يهاجم من أماكن وزوايا جديدة ومختلفة، وهو الأمر الذي مكنه من فك طلاسم الدفاعات الويلزية. من المؤكد أن هذه الخطة التكتيكية لن تنجح بالضرورة أمام كل المنافسين، لكنها حققت الهدف المطلوب منها في تلك المباراة. والآن، يواجه ساوثغيت معضلة كبيرة: يقدم بوكايو ساكا مستويات جيدة للغاية خلال البطولة، كما أن ساوثغيت يعتمد بشكل أساسي على رحيم ستيرلينغ وماسون ماونت، فهل يعني هذا أنه يتعين عليه أن يستبعد فودين أو راشفورد من التشكيلة الأساسية أمام السنغال بعد المستوى الرائع الذي قدمه كل منهما أمام ويلز؟ وهل سيلعب بيلينغهام في مركز صانع الألعاب؟ من شبه المؤكد أن إنجلترا تغير طريقة اللعب أمام المنتخبات القوية لتعتمد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، على أن يتحرك الظهيران للأمام بحرية أكبر. لكن ما فعله ساوثغيت أمام ويلز يُظهر أن لديه خططاً أخرى وطرقاً أخرى تساعده في تحقيق الفوز.
وإذا أرادت إنجلترا الذهاب بعيداً في هذه البطولة، فيتعين عليها بالفعل تغيير طرق اللعب وفقاً لنقاط قوة وضعف المنافسين. لم يكن أمام ساوثغيت كثير من الوقت لإعداد لاعبيه للبطولة، كما أنه لا يملك لاعباً من الطراز العالمي مثل كيليان مبابي أو ليونيل ميسي، لذا يتعين عليه بكل بساطة أن يغير طرق اللعب بشكل مستمر ويجري بعض التغييرات في التشكيلة الأساسية من مباراة لأخرى حتى لا يعرف المنافسون ما الذي يفكر فيه ساوثغيت عند مواجهتهم. ورغم أن المنتخب الإنجليزي لعب ثلاث مباريات حتى الآن، يبدو أن ساوثغيت لا يعرف حتى الآن ما التشكيلة المثلى لفريقه، وهو ما يراه البعض نقطة ضعف واضحة، لكن وجهة النظر المتفائلة تشير إلى أن هذه قد تكون نقطة قوة بسبب تعدد الخيارات والبدائل المتاحة أمامه!
من جانب آخر، ربما يتسبب إخفاق كين في تسجيل أي هدف بدور المجموعات مع إنجلترا بكأس العالم، في أن تتوقع الجماهير الأسوأ، لكن على العكس من ذلك فهناك مشاعر تفاؤل قبل مباراة فريق ساوثغيت أمام السنغال في دور الـ16 غداً. ولم ينجح كين، الذي سجل 51 هدفاً مع إنجلترا ويتأخر بهدفين فقط عن واين روني الهداف التاريخي لبلاده، في هز الشباك بعد في قطر ولم يهدد حتى مرمى المنافسين تقريباً في أول ثلاث جولات.
وتعرض كين لكدمة في القدم خلال الفوز في الجولة الافتتاحية على إيران، لكن إخفاق هداف كأس العالم 2018 برصيد ستة أهداف في التسجيل بصفة عامة، لم يؤثر على صعود إنجلترا بسهولة إلى الدور الثاني. وفي الواقع، فإن فشل كين في هز الشباك قد يصبح إيجابياً. وبتمكن إنجلترا من تسجيل 9 أهداف، فإنها تتقاسم أقوى هجوم في المسابقة، مع تألق لاعبين آخرين منهم راشفورد الذي يتقاسم صدارة الهدافين برصيد 3 أهداف.
ونجح فودين وستيرلينغ وساكا أيضاً في التسجيل لإنجلترا، ما ترك ساوثغيت في معضلة ممتعة لاختيار التشكيلة قبل مواجهة السنغال، على الرغم من أنه من غير المنطقي ألا يكون كين في التشكيلة الأساسية ضمن ثلاثي هجومي. واجتازت إنجلترا بسهولة منافسات الدور الأول، لكن كما يقول المدرب ساوثغيت فإن العمل الجاد قد بدأ لتوه.
وأحرزت السنغال لقب كأس الأمم الأفريقية هذا العام، ورغم وصولها إلى قطر من دون نجمها المصاب ساديو ماني، فإن المنتخب المعروف بلقب «أسود التيرانغا» يملك تشكيلة قوية تضم كثيراً من اللاعبين أصحاب الخبرة وبقيادة المدرب أليو سيسي. ولن يحتاج ساوثغيت إلى أي تذكير جديد بالمفاجآت المدوية في البطولة الجارية، لذا سيتعين على المنتخب الإنجليزي اللعب بتركيز كبير حتى إذا كان التاريخ يقف بجانبه. وخاضت إنجلترا سبع مباريات أمام منتخبات أفريقية في كأس العالم ولم تتعرض لأي خسارة، رغم أنها واجهت بعض المعاناة، ومنها أمام الكاميرون في 1990 حيث تأخرت في النتيجة قبل الفوز 3 – 2 بصعوبة في دور الثمانية.
يعتقد جلين هودل مدرب إنجلترا السابق أن فريق ساوثغيت يملك كفاءات فنية أكبر من السنغال التي افتتحت مشوارها بالخسارة أمام هولندا قبل أن تهزم قطر والإكوادور وتبلغ دور الـ16. وقال هودل عن أول مواجهة على الإطلاق بين إنجلترا والسنغال: «لا أعتقد أن السنغال تعرضت لضغط قوي مثل الذي ستفرضه إنجلترا».
وخسرت المنتخبات الأفريقية 8 مرات في 9 مباريات بالأدوار الإقصائية بكأس العالم أمام المنتخبات الأوروبية، رغم أن النجاح الوحيد الذي تحقق في 2002 كان من نصيب السنغال بقيادة سيسي على حساب السويد لتبلغ آنذاك دور الثمانية. في تلك البطولة، حققت السنغال مفاجأة مدوية بالفوز على فرنسا حاملة اللقب آنذاك، وسيستغل المدرب سيسي بلا شك هذا الإنجاز الذي حدث قبل 20 عاماً لإلهام لاعبيه خلال مواجهة إنجلترا.
وإذا أرادت السنغال تحقيق مفاجأة جديدة، فستكون مطالبة بأن تفعل ذلك ليس فقط من دون الغائب ماني، لكن أيضاً من دون لاعب الوسط إدريسا جانا جي الموقوف بعد حصوله على بطاقة صفراء ثانية أمام الإكوادور. وفي الوقت الذي من المتوقع أن تبلغ فيه إنجلترا دور الثمانية، مع مواجهة محتملة أمام فرنسا، فإن ساوثغيت يدرك أن أي مشوار يشهد كثيراً من العقبات، وأنه سيتعامل مع السنغال بكل احترام. وقال ساوثغيت: «السنغال ستكون صعبة… إنه فريق منظم جداً، ولديه كثير من اللاعبين الجيدين في كبرى البطولات الأوروبية، وسترتفع طموحاته الآن».
* خدمة الغاردين الرياضي
قطر
كأس العالم
[ad_2]
Source link