[ad_1]
وفي نيويورك، تحدثت مع الصحفيين مندوبة الهند الدائمة لدى الأمم المتحدة، راتشيرا كامبوج، وهي أول سيّدة تشغل هذا المنصب ممثلة عن بلدها، وقالت إن الهند خلال العامين الماضيين تحمّلت المسؤولية بشكل جيد، وبذلت الجهود لضمان أن يتحدث المجلس بصوت واحد بقدر الإمكان حول القضايا المتنوعة. “سنجلب نفس الروح خلال شهر كانون الأول/ديسمبر.”
تمثال غاندي هدية من الهند
يعقد مجلس الأمن العديد من الاجتماعات الروتينية خلال الشهر، لكن سيكون البرنامج حافلا مع حلول الأعياد، إلا أنه سيترك مساحة لأي أمور طارئة.
وستعقد الهند حدثين مميزين الأول يتعلق بـ “بناء توجه جديد نحو التعددية بعد إصلاحها”، والثاني هو “النهج العالمي لمكافحة الإرهاب والمضي قدما.“
وأوضحت المسؤولة الهندية أن الأمم المتحدة اليوم بعيدة كل البعد عن كونها تعكس التنوع الحقيقي لعضوية الأمم المتحدة الأوسع. “بعد 22 عاما من دعوة قادة العالم إلى إجراء إصلاحات شاملة في مجلس الأمن، لم نتحرك بوصة واحدة، وحتة أن هناك نقصا في وجود نص تفاوضي.”
وبشكل مماثل، أضافت أن هيكل التنمية العالمية خارج الأمم المتحدة مشوّه بنفس القدر، ويتطلب جهودا مكثفة لتعزيز تماسك واتّساق الأنظمة النقدية والمالية والتجارية الدولية.
وقالت: “من الواضح أن الأزمات متعددة الأبعاد التي تواجه العالم اليوم تتطلب هيكلا تمثيليا متعدد الأطراف، يعكس الواقع العالمي المعاصر ويكون مجهزا على نحو جيّد لمواجهة التحديات الناشئة، ويجب أن تكون الأمم المتحدة مناسبة لهذا الغرض.”
وسيرأس وزير خارجية الهند المناقشة المفتوحة في مجلس الأمن في 14 كانون الأول/ديسمبر “نأمل في أن يشجع ذلك الدول الأعضاء على تبادل الأفكار بشأن القضايا الرئيسية، وخاصة كيفية بثّ الحياة في التعددية لضمان أن تكون الأدوات المتاحة لدينا اليوم مناسبة لمعالجة تحديات المستقبل.”
وفي 15 كانون الأول/ديسمبرـ سيرأس وزير الشؤون الخارجية جلسة في مجلس الأمن بشأن النهج العالمي لمكافحة الإرهاب، وخاصة تبادل الآراء حول المبادئ وكيفية المضي قدما.
وتابعت تقول: “إن تهديد الإرهاب خطير وعالمي، وهو عابر للحدود بطبيعته. وقد تتفقون معي أن هناك تجدد للإرهاب في الآونة الأخيرة، وهناك مخاطر متزايدة تتعلق باستغلال الإرهابيين لانتشار الرقمنة، ولطرق الاتصال الجديدة والناشئة وتمويل التكنولوجيا.”
وأشارت إلى أن التهديدات القائمة والناشئة تدعو إلى نهج جماعي متجدد لمواجهة الإرهاب.
وأكدت أن هذا الحدث الرفيع في مجلس الأمن سيوفر فرصة للأعضاء للتقييم وللبناء على النقاشات الأخيرة التي جرت خلال اجتماع لجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب الذي عُقد في الهند (رئيسة اللجنة) في تشرين الأول/أكتوبر.
إضافة إلى ذلك، سيكون هناك حدثان جانبيان يتزامنان مع رئاسة الهند، الأول يمثل وصول تمثال المهاتما غاندي إلى الأمم المتحدة في 14 كانون الأول/ديسمبر بمراسيم بسيطة. حيث سيتم تقديم التمثال النصفي، هدية من الهند، وسيكون أول منحوتة لغاندي يتم وضعها في مقرّ الأمم المتحدة.
أما الحدث الجانبي الثاني فسيشهد إطلاق مجموعة الأصدقاء للمساءلة عن الجرائم ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وستسلط مجموعة الأصدقاء الضوء على قضية أساسية ووجودية لمهمة حفظة السلام، على حد قولها.
رئاسة مجموعة العشرين
وبدءا من اليوم، تسلّمت الهند أيضا رئاسة مجموعة العشرين، “إنه لشرف لنا أن نقود مجموعة تمثل 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و75 في المائة من التجارة العالمية.”
واقتبست عن رئيس الوزراء الهندي قوله إن “رئاسة مجموعة العشرين ستكون طموحة وحاسمة وشاملة، ترتكز على فكرة أرض واحدة، أسرة واحدة، ومستقبل واحد.“
وأضافت أن الرئاستين مسؤولية جديدة تقع على عاتق الهند، وستسعى جاهدة لضمان تحقيق آمال وتوقعات المجتمع الدولي.
وردّا على سؤال يتعلق بالطريقة التي تأمل بها الهند الاستفادة من الرئاستين للعمل على إيجاد حلول للتحديات الجيوسياسية، قالت المندوبة الهندية إنه فيما يتعلق بمجموعة العشرين، ستُعقد القمة في نيودلهي في 9 و10 أيلول/سبتمبر.
وأكدت أن الهند تعتقد بشدة أن العالم أسرة واحدة كبيرة، وستجلب بلادها حلولا تتمحور حول الإنسان إلى الطاولة وستواصل القيام بذلك خلال فترة الرئاسة.
علاقات جيدة مع روسيا والغرب
بعد توجيه سؤال لها يتعلق باتهامات روسيا للغرب بمحاولة ضمّ الهند إلى تحالف معادٍ لروسيا وللصين، قالت السيدة كامبوج إن الهند أكبر من ذلك وتقف شامخة. “في خضم الصراع في أوكرانيا كنا واضحين منذ البداية، وقلنا بصوت واحد إننا مع السلام، وفضّلنا الدبلوماسية والحوار.”
وأكدت أن الهند على تواصل مع الجانبين، “نحن من بين الدول القليلة التي تتحدث مع الجانبين.”
وأشارت إلى أن الهند كانت تضع في عين الاعتبار الوضع الإنساني في أوكرانيا، “قمنا بشحن 12 شحنة طبية إلى أوكرانيا، وقدمنا دعما ماليا لبناء المؤسسات التعليمية، وفي نفس الوقت لدينا علاقة مع روسيا، علاقة قوية مع روسيا. وفيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، فهي شراكة استراتيجية شاملة، لم تكن أقرب وأقوى وأكثر متانة مما هي عليه الآن.”
وأكدت أن بلادها ستواصل الانخراط مع جميع الأطراف، “أعتقد أنه أحد مصادر قوتنا أننا صوت الاعتدال وصوت العقل وبناء الجسور، ونقول ما نفعل ونفعل ما نقول خلال رئاسة المجلس.”
الهند تجلب الحلول إلى الطاولة
ردّا على أسئلة الصحفيين فيما يتعلق بالنهج الذي ستتبعه الهند للمساعدة في المضي قدما من أجل إصلاح مجلس الأمن، قالت المسؤولة الهندية إن الهند كانت خلال العامين الماضيين حاضرة بقوة على المسرح العالمي.
“لننظر إلى كوفيد، وفّرنا الدواء، المستلزمات الطبية، الفرق الطبية إلى الدول المحتاجة، استجابة للأزمة الإنسانية. قدّمنا 240 مليون جرعة من اللقاحات إلى أكثر من 100 دولة.“
وأوضحت أن كل ذلك وأكثر يشير إلى حقيقة أن الهند جاهزة لتأخذ مكانها على طاولة القمة العالمية، كدولة ترغب في جلب حلول إلى الطاولة ولتساهم بشكل إيجابي في الأجندة العالمية.
وأضافت أنه في الأشهر الأربعة الماضية وحدها، وفّرت الهند 1.4 مليون طن من المساعدة الإنسانية للدول المحتاجة، من أفغانستان إلى ميانمار والسودان واليمن وسري لانكا، وحتى أوكرانيا.
“نحن نقول ما نفعل، ونفعل ما نقول. وكما شددنا أكثر من مرة، فإن واحدة من المبادئ الأساسية لسياساتنا الخارجية محورها الإنسان، والبشر، وسيستمر الوضع على هذا الأساس.”
وحول ما إذا كان هناك أي تقدّم بهذا الشأن، أكدت السيدة كامبوج أن هذه المسألة هي واحدة من أكثر الإجراءات تعقيدا في منظومة الأمم المتحدة ولكن ثمّة شعاع من الأمل، فخلال الأسبوع رفيع المستوى (في الجمعية العامة) عبّرت عدة دول عن تفضيلها لإصلاح مجلس الأمن، “وسنعمل بشكل بنّاء خلال الدورة الحالية للجمعية العامة على تحريك العملية إلى الأمام بالتعاون الكامل مع جميع الدول الأعضاء.”
الهند “أكبر دولة ديمقراطية”
لدى سؤالها عن الانتقادات التي تتعرض لها الهند لا سيّما فيما يتعلق بحرية الصحافة، قالت المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة إن الهند ربما تكون أقدم الحضارات في العالم، ولكنّ الديمقراطية في الهند لها جذور تعود إلى 2500 عام.
“حتى في الوقت الحاضر، تتوفر لدينا كل أركان الديمقراطية: السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية والصحافة، ووسائل التواصل الاجتماعي.”
وتابعت تقول: “بلادنا أكبر ديمقراطية في العالم، كل خمسة أعوام نمارس أكبر عملية ديمقراطية في العالم وكل شخص حر في قول ما يرغب في قوله.“
دعم للمفاوضات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين
في 19 كانون الأول/ديسمبر سيعقد المجلس إحاطة حول المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين.
وردّت المندوبة الدائمة على سؤال يتعلق بتنفيذ قرار 2334 الذي صدر قبل ستة أعوام، فيما تم بناء المزيد من الوحدات السكنية في المستوطنات منذ ذلك الحين.
وقالت: “نعتقد بشدة أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين على جميع القضايا النهائية هي أفضل طريقة للتوصل إلى حل الدولتين. الهند دعمت دائما جهود المجتمع الدولي لتحقيق ذلك ونقف على أهبّة الاستعداد في المستقبل لمواصلة دعمنا للجهود الرامية إلى إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة والعملية السلمية.”
[ad_2]
Source link