بكاء فالكاو مسموع في ماليزيا – أخبار السعودية

بكاء فالكاو مسموع في ماليزيا – أخبار السعودية

[ad_1]

لدى كل كاتب أعتقد هناك إستراتيجية كتابية يرسمها لخطه الزمني وتقوم على فكرة ما يلتقي فيها مع القراء وهم مجموعة الأصدقاء الذين يستلطفون كتابته ويهتمون بما يطرحه، وحين يناقشني البعض حول ما أكتبه هنا «في الوقت الذي تعقد فيه مباريات كأس العالم 2022 وبشكل مباشر» وأبناء الجيل يتفاعلون معها، أرد عليهم عادة بأن كرة القدم ولدت بين الرياضة والثقافة؛ من الرياضة جوانب الإعداد البدني والذهني والشخصي، ومن الثقافة جوانب الفن والموسيقى والروايات الطويلة والقصص القصيرة والأفلام الوثائقية؛ فلا يمكن لكاتب عقلاني ما لم يكن محللاً فنياً «وقد قلت سابقاً لا يوجد برنامج تحليل فني تستلطفه الجماهير إلا بين شوطي مباراة» فمن غير المعقول الكتابة عن مباراة أو بطولة قائمة؛ فالمباريات مثل الأغاني تحتاج للكثير من الوقت في استرجاعها واسترجاع جوانب اللطف فيها لأنها تمتد لأكثر من 90 دقيقة ولأكثر من مجرد نتيجة.

أنا ساخط على كل ما يبث في وسائل الإعلام الرياضية العربية «ما لم يكن أيضاً مجرد تدريب يبث على الهواء»؛ لأنه استنساخ ناقص من الفكر والروح، إنه عمل مجرد من حقيقته، أدوات فارغة لا شغف ولا ابتكار وهو لا يختلف عن كرة القدم كثيراً؛ فهذه اللعبة بعد عام 1982 أضحت لعبة سطحية عمد فيها فيفا لتكثيف نشاطها أمام المقابل المادي وعجز فيه صناعها عن مجاراة قواعد اللعبة الأصلية.

يقول زيكو، الذي تنمر عليّ في حادثة الرياض: «لو فازت البرازيل على إيطاليا لكانت كرة القدم قد اختلفت عن يومنا هذا. هزيمة البرازيل تلك لم تكن مفيدة للعالم». ومن بين 35 مليون مسافر يمرون عبر مطار كوالالمبور الدولي تسلم ضابط الجوازات الماليزي جواز سفر أحد المسافرين ثم ألقى عدة نظرات بين الجواز والمسافر فقال «كيف خسرت البرازيل تلك المباراة؟»، لم يجد رداً ثم عاد وقال: «تلك التي كانت أمام إيطاليا 82؟». لم يعرف ماذا يقول المسافر، فالمسافر هذه المرة باولو روبرتو «فالكاو»، الذي اكتفى بالتبسم، لكن ضابط الجوازات تصرف كمحفز غير متوقع للمشاعر القديمة بقوله «تلك اللعبة.. آه من تلك اللعبة»، ولأنه منتخب عجيب لا يعتب عشاقهم أكثر من ذكرى اللعبة التي حددت مجموعة اللاعبين الأكثر تكريماً من نجوم كرة القدم البرازيلية منذ جيل بيليه، إلا أن البطولة لا تزال غير منتهية بالنسبة لفالكاو ولعشاق كرة القدم.

هز فالكاو رأسه وأخذ جواز سفره مختوماً وعادت عيناه تبرقان لعشرين عاماً مرت منذ نهائيات كأس العالم 1982، حيث يعتقد بأن البطولة لم تنته بعد.

كانت هذه القصة في الأسبوع الأخير من مايو 2002.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply