استعرضت السعودية تستعرض تجربتها «الواقعية» التي تهدف إلى تحقيق الأهداف البيئية دون التخلي عن وتيرة إنتاج النفط التي تحقق الاستقرار في أسواق الطاقة.
وخلال جلسة حوارية أُقيمت في جناح المملكة في مؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب27» والتي تقام بمدينة شرم الشيخ المصرية، أكد مسؤولون سعوديون إمكانية التعاون بين القطاع المناخي وقطاع النفط والغاز، مستشهدين بمبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر».
وتجاهلت مسودة أولية للبيان الختامي للمؤتمر ملف «الوقود الأحفوري»، ما يشير -حسب خبراء- إلى أن «العالم غير مستعد لذلك الآن».
وشهدت الجلسة بجناح السعودية حضوراً مكثفاً ظَهَر في امتلاء كل مقاعد القاعة، فيما استعرض المتحدثون الرؤية السعودية لتحقيق «صافي صفر» من الانبعاثات، دون التخلي عن وتيرة الإنتاج التي تحقق الاستقرار في سوق الطاقة.
واستعاد خالد أبو الليف، كبير المفاوضين السعوديين لاتفاقيات المناخ، خلال الجلسة روح التحدي التي تحدث بها الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، خلال افتتاح مبادرة «السعودية الخضراء» في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما طالب العالم بمساءلة السعودية سنوياً عن أهدافها البيئية.
وقال أبو الليف، كبير المفاوضين السعوديين لاتفاقيات المناخ، بلهجة متحمسة: «نحن ماضون في تحقيق أهداف اتفاقية باريس، والتي تنشد في نهاية المطاف توازناً ما بين الانبعاثات وإزالتها، للوصول إلى هدف (صافي صفر) من الانبعاثات بحلول 2060»، موضحاً أن «المملكة تعمل على كل الحلول التي تحقق هذا الهدف، بحيث تضمن تحقيق الأهداف البيئية، دون أن يتأثر إنتاج النفط بشكل يؤثر على إمدادات النفط العالمية».
وبنفس اللهجة المتحمسة، قال فهد العجلان، رئيس مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، إنه إذا كان شعار قمة «كوب27»، هو التنفيذ، فإن ما تنتهجه السعودية هو ترجمة حقيقية لهذا الشعار، مستعرضاً جهودها لتنفيذ ما يطلق عليه «الاقتصاد الدائري الكربوني»، وذلك عبر تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، بما يسمح لاحقاً بإعادة تدويره لاستخلاص غازات تدخل في الصناعة من جديد.
واتخذت السعودية بالفعل خطوات في هذا الاتجاه، وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو»، أمين الناصر، خلال جلسات اليوم الأول من مبادرة «السعودية الخضراء» في 11 نوفمبر، عن إنشاء مركز لاستخلاص الكربون وتخزينه بقدرة تخزينية تصل إلى تسعة ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2027.
وأسس خالد نوح، الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع وخدمات الطاقة (طاقة)، لرابط «واقعيٍّ» يؤكد حقيقة أن قطاع النفط والغاز، يمكن أن يكون في خدمة العمل المناخي. وقال إن «ما تحققه المملكة حالياً، وتنوي تحقيقه خلال السنوات المقبلة هو ثورة حقيقية في العمل البيئي، تحتاج إلى تكنولوجيات معقدة واستثمارات كبيرة، ومن الصعب توفير ذلك، في حال تم التخلي عن إنتاج النفط».
واستعرض فهد الشريحي، نائب رئيس شركة (سابك)، لكفاءة الطاقة وإدارة الكربون، توجهات المملكة لتنويع مصادر الطاقة، عبر الاستثمار في مصادر الطاقة الخالية من الكربون مثل الهيدروجين الأخضر والأزرق والأمونيا الزرقاء، مضيفاً أن شركة «سابك»، تعاونت مع «أرامكو السعودية» والمعهد الياباني لاقتصاد الطاقة، لإنتاج أول شحنة من الأمونيا الزرقاء، من المملكة العربية السعودية، بلغت 40 طناً، وتم تصديرها لليابان، وذلك لاستخدامها في توليد الطاقة الخالية من الكربون.