[ad_1]
الموسم الخامس من «ذا كراون» مبلل بدموع الملكة
طاقم جديد من الممثلين تزينه الأميرة ديانا والمصري سليم ضو بدور محمد الفايد
الأحد – 19 شهر ربيع الثاني 1444 هـ – 13 نوفمبر 2022 مـ

ملصق الموسم 5 من «ذا كراون» (نتفليكس)

بيروت: كريستين حبيب
في المشهد الأخير من الموسم الرابع من مسلسل «ذا كراون»، أُسدلت الستارة على دمعة هاربة من عين الأميرة ديانا. كانت تقف إلى جانب العائلة المالكة لالتقاط الصورة التذكارية لعيد الميلاد عام 1990، واحدة منهم وغريبة عنهم.
في الموسم الخامس الذي بدأ بثه على منصة «نتفليكس» قبل أيام، تُبلل السطرَ الأخيرَ دمعةُ الملكة إليزابيث الثانية. كانت تودع اليخت الملكي المتهالك، الذي أمضت على متنه أجمل لحظات حياتها.
ما كان المُشاهد ليتخيل أن ملكة مثلها قد تبكي، فهي قضت أربعة مواسم جافة العينَين، صلبة القلب، نادراً ما يرف لها شعور. أما في الموسم الجديد، فتكاد لا تخلو حلقة من الحلقات العشر، من لحظة تأثر تهز إليزابيث التي تخطت الـ65 من عمرها، والتي تؤدي دورها الممثلة إميلدا ستونتون.
تتمة المسلسل المحبوب والآتية بعد سنتَين من الغياب، حافلة بما هو كفيل ليس بتحريك جفون الملكة فحسب، بل بزعزعة عرشها.
تمتد أحداث الموسم الجديد من «ذا كراون» (التاج) بين عامَي 1991 و1997 عشية يوبيلها الأربعين، لا تبدو الملكة ممسكة بزمام الأمور كما في السابق، وكثيرة هي الأحداث التي تستدعي ذرف الدموع. بريطانيا الخارجة للتو من حُكم ثاتشر الحديدي، تطرح علامات استفهام حول جدوى استمرارية النظام الملكي في عالم ذاهبٍ نحو الحداثة. ملامح المؤامرة على التاج تلوح في الأفق، وليس قائدها سوى ولي العهد نفسه، الأمير تشارلز. الأمير فيليب (يؤدي الدور الممثل جوناثان برايس) يبحث عن الحب خارج أسوار قصر باكنغهام. الطلاق يهز بيوت أولاد الملكة: تشارلز، آن، وأندرو. وألسنة النار تلتهم قصر وندسور.
كانت الـ1992 سنة مريعة فعلاً، على ما سمتها إليزابيث في خطاب الذكرى الأربعين لاعتلائها العرش: «Annus Horribilis». يمكن القول إن الحلقة الرابعة التي تحمل هذا العنوان، هي الحلقة المحورية في الموسم، فما بعد تلك السنة «المريعة» لن يكون كما قبلها.
تنزلق بعض حلقات الموسم الخامس في مشاهد مملة وطويلة ولا فحوى واضحة لها، مثل الاستفاضة في سردية اليخت الملكي «بريتانيا»، رغم رمزيته المهمة. أما هواية الأمير فيليب المستجدة، سباق عربات الخيل، فتستغرق أكثر مما ينبغي. هو الباحث عن العاطفة إلى جانب امرأة غير الملكة، يظهر للمرة الأولى كصاحب كلمة وقرار داخل القصر. تصمت الملكة عندما يتكلم، ويخفض تشارلز رأسه حين يؤنبه.
وحدها الأميرة ديانا تتمرد على الإذعان، على حساب أمنها وسلامتها أحياناً… تخرج عن صمتها وتفضح عبر الكتب والمقابلات التلفزيونية، زواجها المتصدع ومعاناتها النفسية التي أودت بها إلى اضطرابات في الطعام ومحاولات انتحار. بأداءٍ ساحر تقدم الممثلة إليزابيث ديبيكي شخصية ديانا، مستعينة بملامح شبيهة إلى حدٍ كبيرٍ بالأميرة الراحلة.
يمكن القول إن اختيار ديبيكي كان من أكثر القرارات صوابية في هذا الموسم. تتفوق الممثلة أداءً وإقناعاً وشبَهاً على زملائها. ففيما يتعلق بالملكة وبالأمير تشارلز الذي أدى دوره الممثل دومينيك وست، لم تأتِ الملامح متقاربة.
أما الحصان الرابح الآخر في الموسم الجديد فهو الثنائي محمد ودودي الفايد. لهما تُخصص الحلقة الثالثة بكاملها، التي تخرج عن السياق والمزاج العام، فتأخذ المُشاهد إلى الإسكندرية وتتوجه إليه باللهجة المصرية. نتعرف على الملياردير ونجله ورحلة صعودهما واختراقهما العائلة البريطانية المالكة. بين دودي والممثل المصري خالد عبد الله شبهٌ آسر، لكن الممثل سليم ضو يسرق الوهجَ كله بأدائه شخصية محمد الفايد.
في وقتٍ من الأوقات، تنزلق تلك الحلقة في الحشو والإسهاب، لكن اللحظات الإنسانية التي تجمع الفايد الأب بخادمه المميز «سيدني» تأتي لتُنقذ الموقف.
لعل الأنسنة هي من أبرز سِمات الموسم الخامس من «ذا كراون»، فالشخصيات كلها تطلق العنان لمشاعرها. يذوب جليد الصمت والبروتوكول، وتبلغ المصارحة ذروتها في الحلقة الرابعة. ينفجر قصر وندسور لهَباً في وجه الملكة الحزينة، وفي وجهها تنفجر كذلك قلوب أفراد عائلتها الملآنة غضباً ومرارة؛ بدءاً بشقيقتها مارغريت التي أضاعت العمر وحبيب العمر بسبب قسوة النظام الملكي، مروراً بابنها أندرو المصمم على الطلاق من سارة فرغسون، وليس انتهاءً بابنتها آن الساعية وراء زواجٍ ثانٍ.
يبقى أقسى ما تواجهه الملكة ذاك الصراع الخفي بينها وبين ابنها تشارلز. على مدى الحلقات العشر، نتابع يوميات ملكٍ مؤجل… لا تكفيه عواصف بيته الزوجي وانفصاله عن ديانا، ولا فضائح علاقته بكاميلا باركر بولز وحواراتهما الهاتفية «الساخنة» التي جرى تسريبها للرأي العام، بل هو يسعى للانقلاب على الحكم الملكي الذي بات بائداً بنظره.
ارتفعت الأصوات المعترضة على بعض فقرات الموسم. لطالما كان المسلسل مادة سجالية، لكن هذه المرة اتُهم من قِبَل مرجعيات بارزة مثل رئيسَي الحكومة السابقَين جون ميجور وتوني بلير، بتشويه الوقائع التاريخية. الأمر الذي اضطر «نتفليكس» إلى التوضيح للمرة الأولى أن المسلسل هو دراما تستند إلى وقائع تاريخية.
ويبدو أن الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال تشوشت بعض الشيء، عندما رسم المؤلف بيتر مورغان شخصية ولي العهد. مفاجئٌ فعلاً هذا الـ«تشارلز» النشيط والثائر، الذي لا ينقصه شيءٌ من الصوت المرتفع ولا الكاريزما. لا يتطابق كثيراً مع النسخة الحقيقية التي غالباً ما وقفت في ظل الملكة إليزابيث، أو سحقتها الأضواء المصوبة على ديانا.
يبقى تشارلز صلباً أمام الفضائح المنهمرة فوق رأسه، ومن أبرزها مقابلة ديانا التلفزيونية مع قناة «بي بي سي». على مدى حلقتَين، نراها تتهيأ للقائها الشهير مع الصحافي مارتن بشير. تتحدى أجهزة المراقبة والتنصت التي زُرعت حولها، وتجلس أمام الكاميرا لتعلن: «كنا ثلاثة في هذا الزواج، فكان المكان مزدحماً بعض الشيء». ثم تُلحق التصريح الصاعق بالقول: «أفضل أن أكون ملكة على قلوب الناس».
كلما دارت الأحداث حول ديانا وكلما حضرت داخل المشهد، كلما ازداد الموسم جاذبية. وبانتظار الموسم السادس والأخير الذي يجري تصويره حالياً، ينتهي هذا الجزء بابتسامة في المرآة لأميرة ويلز. تستعد لإجازة صيفية على متن يخت محمد الفايد، فيما تودع الملكة يختها بعينَين دامعتَين.
[ad_2]
Source link