أحمد منصور كجسر بين النجم والعصر

أحمد منصور كجسر بين النجم والعصر

[ad_1]

أحمد منصور كجسر بين النجم والعصر

نقاش إدارة محتوى الفنانين وحماية الصورة


الخميس – 16 شهر ربيع الثاني 1444 هـ – 10 نوفمبر 2022 مـ


المخرج العراقي المقيم في الإمارات أحمد منصور

بيروت: فاطمة عبد الله

يبدو فنان بحجم عبد المجيد عبد الله مبحراً في عالمي «سناب شات» و«تيك توك»؛ والحقيقة أنه يختار مراكبه بعناية. يتشارك مع أسماء تلمع حذره من مجهول يدخل أروقته على مهل. لا يسير بلا منارة تُسهل التعرف إلى الدرب. المخرج العراقي المقيم في الإمارات منذ 20 عاماً أحمد منصور يخبر «الشرق الأوسط» عن دوره في إدارة المحتوى فلا تُمَس صورة النجم أو يُهان إرثه.
خلف حسابات فنانين، فريق يتبادل الأفكار ويضع الخطط. تسبق النشر عملية تتراءى معقدة يديرها متخصصون بإشراف النجم. أحمد منصور العامل في الشأن الإعلامي منذ 12 عاماً، ممن يتولون مَهمة يصفها بالمتعبة. دوره مد الجسور بين النجم والعصر. «سناب شات» و«تيك توك» يجعلانه طرفاً في معادلة الجذب، فيقنع النجوم بتغير الزمن، ومَن لا يواكب تفوته المراكب.
يمتهن هذه الصنعة منذ عام 2014. حينها، كانت «السوشيال ميديا» في بداياتها، والمعلن يغازل الفنان لتسويق منتجه. اتخذت البدايات شكل التنسيق بين الجانب الربحي وصورة المشاهير، فلا يقضم الأول الثانية. آنذاك، عمل مع الإعلامية السعودية لجين عمران، بحرص ألا يغلب الطابع التسويقي لحساباتها ما عداه. إقامته في دبي زودته بشِباك تخوله تصيد الفرص.
الهدف واحد وإن تبدلت الأسماء: «توجيه المحتوى بشكل يليق بالشخصية”. تفاصيل يظنها المتابع عابرة، توضع على طاولة البحث. لا شيء يمر من دون الـ«أوكي» من الفنان أو فريق عمله: «كيف نسوق لحفل، التفاعل مع الجمهور… شؤون تُناقش قبل ضغط زر النشر».
قامات رصينة تتخوف مما يؤخذ عليه الكثير اليوم، إذ يظهر البعض على منابره بصورة الساذج. برأي أحمد منصور، «تجب استشارة اختصاصيين، فتهدأ المخاوف». عمله مع فنانين أساسه ثابت: «الإضافة إلى مسيرتهم، لا الانتقاص من شأنها».
دراسته الإخراج في نيويورك ليست وحدها سبب إدراكه المتغيرات وتبدل الأولويات. ثورة التكنولوجيا أسدته نصيحة في ضرورة التكيف والمجاراة، لعلمه أن الفيديو كليبات التي يخرجها بجانب الوثائقيات، باتت لها نظرة أخرى. لم تعد هي مرآة الفنان الوحيدة. تتكاثر المرايا بتعدد المنابر؛ كلها تعكس صورته وتعطي لمحة عما يسكن في داخله. دور مديري المحتوى جعْل الانعكاس أشبه بصفحة ماء صافية، وأحمد منصور يرفض ظاهرة استجمام الطحالب في مستنقعات الوحل.
ألا تفرض هذه الإمبراطوريات شروطها؟ ألا تنتظر «سناب شات» أو «تيك توك» من النجم مقابلاً لإقامته في ضيافتها؟ «نعم»، يجيب، «ومَهمتي أن أقنع المنصات باستحالة الحصول على ما قد يمس صورة الفنان»، مقوياً حجته بغنى الإرث وعراقة التاريخ.
انضمام الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله إلى «سناب شات»، سبق التحاقه بـ«تيك توك» بعد مناقشات. منصور بين الطرفين في السعي إلى محتوى لا يكرر نفسه ولا يقع في الاستهلاك. فلا يقتصر على فيديوهات أو بث شهري، بل يشمل العرض المباشر كأن النجم في حفل جماهيري.
نجوم آخرون يسلمونه إدارة محتواهم: الممثل حبيب الحبيب من السعودية، والنجم السوري قصي خولي (سناب شات)، والنقاش يدور مع مواطنه النجم عابد فهد على المنصة نفسها. التواصل في بداياته مع ماجد المهندس وراشد الماجد، بقوله: «فيكون لهما حضور يليق». منصور ليس وحده، فللنجم مستشارون، يجتمعون لطرح الأفكار، «وهي دائماً معززة بأسباب، فيدرك الفنان أن الغاية جذب المشاهدات وإحداث التفاعل».
وفق تجربته، قد يعدل النجم المُقترحَ حتى يصل إلى الصيغة النهائية. صَدَف أن مَن تعاون منصور معهم «يأخذون ويعطون». وهو تعبير دارج، يعني أنهم يتقبلون الرأي وينفتحون على الأفكار. يأتيهم مشدداً على الحرص، وبعد التجربة، يمنحونه الثقة، أثمن العطاءات.
كيف يتعامل مع أمزجة الفنانين وتقلباتهم؟ هل يتحلى جميعهم بالسلاسة إزاء الواقع الجديد وخبرائه؟ الجواب مُتوقع: «العمل مُتعب. للفنانين خصوصيتهم، أحترمها وأقابلها بالحذر. تتيح الخبرة تصويب العلاقة بما يجعلها مبنية على فهم الطرفين. الخلافات واردة، أبقيها بعيدة عني».
يميز بين إدارة شؤون الفنان وإدارة محتواه في «السوشيال ميديا»: «مسألتان مختلفتان. الأولى تتعلق بالعقود والتنظيم؛ الثانية بالصورة. التعامل مع المحتوى يرغم على تحمل المسؤولية، ويشترط خبرة في التفهم. لذا، لا يجيدها الدخلاء. سرعان ما يتعثرون بالفشل فيغيرون الاتجاه».
يختار أحمد منصور أسماء تُسهل عمله عوض العرقلة والرفض وإقفال باب الحوار: «أعمل مع مَن أجد فيهم تقبلاً لتبادل الأفكار». برأيه، لا ينجح فنان يصغي إلى رأيه فقط: «النجاح مسيرة تبدأ بالانفتاح على الحداثة والإحاطة بأكثر من وجهة نظر. حين يعلم الفنان أن هدف إدارة المحتوى الطرح الجيد، حينها سيستمع إلى مَن حوله. انغلاقه إلا على نفسه، لا يفيد».
يقيم دورات في إعداد المحتوى وتطويره بين الإمارات والسعودية، لخلق «الاختلاف والتميز» في مجالات تلتقي بجعل «السوشيال ميديا» شرفتها: الفن، والطبخ، والسياحة، واللايف ستايل… لا ينعى التلفزيون أو يرسله إلى مثواه، «فحضوره لا يزال متوهجاً، والكادرات العاملة في البرامج تتحلى بخبرات عالية». المفارقة أن الهاتف بات «تلفزيوناً آخر، كاميرته عين المستقبل».



Beirut


Art



[ad_2]

Source link

Leave a Reply