[ad_1]
ريتشارليسون: أصحاب البشرة السمراء يعيشون في وقت عصيب
لاعب المنتخب البرازيلي يتحدث عن تعرضه للتمييز العنصري عندما كان صغيراً وحملته لمكافحة الفقر
الاثنين – 6 شهر ربيع الثاني 1444 هـ – 31 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [
16043]
تعرض ريتشارليسون لهتافات وتصرفات عنصرية خلال مباراة المنتخب البرازيلي الودية مع نظيره التونسي (أ.ف.ب)
لندن: نيك أميس
شعر ريتشارليسون وزملاؤه في منتخب البرازيل بإمكانية حدوث شيء غير سار، بمجرد عزف النشيد الوطني للمنتخب البرازيلي في ملعب «حديقة الأمراء»، خلال المباراة الودية ضد تونس الشهر الماضي. لقد شعروا بأن حجم العداء من مشجعي الفريق المنافس قد زاد بشكل غريب. ويقول مهاجم توتنهام عن ذلك: «لقد بدأوا في إطلاق صافرات الاستهجان وترديد الشتائم، لذلك شعرنا بأن شيئاً أسوأ قد يحدث بالفعل».
وثبت بعد ذلك أن اللاعبين كانوا محقين تماماً، فبينما كان ريتشارليسون يحتفل بالهدف الثاني للبرازيل في المباراة التي انتهت بفوز راقصي السامبا بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، أُلقي عليه عديد من الأشياء على أرض الملعب، وكان من بينها موزة سقطت أمامه من أعلى المدرجات.
يقول المهاجم البرازيلي: «يجب أن تكون العقوبة أشد قسوة. عندما رمى ذلك الشخص الموزة هناك، تركتها جانباً، وواصلت الاحتفال بالهدف مع زملائي في الفريق. لقد تركتها هناك وواصلت تركيزي على أرضية الملعب. لكن -وكما قلت من قبل- يجب أن تكون هناك عقوبة رادعة لمن يقوم بمثل هذه الأشياء، حتى لا يفعل الآخرون الشيء نفسه».
إنها صورة تقشعر لها الأبدان، تم التقاطها بوضوح من خلال الكاميرات الموجودة داخل الملعب، وتعكس بوضوح الحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة للقضاء على مثل هذه الأعمال الوحشية الطائشة. يقول ريتشارليسون: «إننا نعيش في عالم صعب، وفي عصر صعب؛ حيث لا يحترم الناس العرق أو الدين أو السياسة، أو أي شيء آخر».
ويأتي هذا الحادث في تناقض صارخ مع ما قام به منتخب البرازيل قبل المباراة، عندما رفع لافتة كُتب عليها: «من دون لاعبينا أصحاب البشرة السمراء ما كان بإمكاننا وضع نجوم البطولات على قمصاننا». لكن تلك النيات الحسنة لم تؤدِّ إلى عواقب سعيدة في نهاية المباراة، حتى لو حاولت كرة القدم نفسها ذلك.
وقد أُجري هذا الحوار مع ريتشارليسون قبل جولة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي كانت الجولة الثانية من جولتين مخصصتين لحملة «لا مكان للعنصرية» في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الشهر. وقد انحنى لاعبو توتنهام وإيفرتون على الركبة قبل بداية المباراة التي جمعت الفريقين في الجولة 11 من المسابقة، وهناك أمل في أن تستمر مثل هذه الإجراءات المؤثرة المناهضة للعنصرية.
لقد كان لمثل هذه الإجراءات صدى كبير على الساحة العالمية؛ لكن للأسف فإن اللحظات المروعة التي عاشها ريتشارليسون مع منتخب بلاده ضد تونس كان لها أثر كبير أيضاً. وكان من بين الذين شاهدوا تلك اللحظات الصعبة فينيسيوس، وهو مشجع لتوتنهام يبلغ من العمر 25 عاماً من السلفادور، والذي كتب رسالة دعم خصيصاً لريتشارليسون. لقد كان من الرائع أن نسمع ريتشارليسون وهو يقرأ بصوت عالٍ تلك الكلمات التي كتبها فينيسيوس لمواساته ودعمه.
لقد كتب فينيسيوس في رسالته يقول: «طوال حياتي كنت أشعر بالخوف من المعاناة مما عانيت منه في باريس. إن فكرة العنصرية أبقتني مستيقظاً خلال الليل، كما جعلتني طوال فترة طويلة من طفولتي أتجنب الخروج من المنزل. لقد فهمت أشياء معينة عن العنصرية منذ سن مبكرة. فأثناء وجود عدد من الأشخاص البيض، كنت أشعر بأنني الأكثر بشاعة والأكثر عجزاً من بين الجميع. لقد كنت أشعر بالنقص». ويصف فينيسيوس كيف كان ينتظر خارج مراكز التسوق بينما كان أصدقاؤه البيض الذين لم يكونوا يشعرون بالخوف من أن يجرهم حراس الأمن، يدخلون مراكز التسوق لارتداء وشراء الملابس. إنها إحدى العقبات التي تؤثر على حياة كثير من الأشخاص، وهو الأمر الذي يعرفه ريتشارليسون جيداً.
يقول النجم البرازيلي: «لقد ذهبت أنا أيضاً إلى مركز التسوق، وتتبعني الأمن أنا وأصدقائي. ولم يكن السبب الوحيد وراء ذلك هو أنه لم تكن لدينا ملابس باهظة الثمن أو لأننا كنا لصوص، مهما كانت الطريقة التي يفكر بها رجال الأمن. هذا أمر مؤلم للغاية؛ لأننا نشعر بأننا مختلفون عن الآخرين. هذا الأمر يسبب ألماً كبيراً داخل نفس الشخص».
يحاول ريتشارليسون تخفيف آلام الآخرين ومنحهم الأشياء التي يحتاجونها من أجل البقاء شامخين. ويقول: «أنا أعرف جيداً ما مررت به في طفولتي، فأنا لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب، لذلك فأنا أدرك تماماً أنني في مكان أفضل الآن، وأحاول تقديم المساعدة للآخرين قدر الإمكان، وخصوصاً للناس في البرازيل».
ويخصص ريتشارليسون 10 في المائة من راتبه للمساعدة في تمويل معهد في مدينة باريتوس بولاية ساو باولو البرازيلية، يساعد مرضى السرطان بمستشفى محلي. ويوفر المعهد الإقامة والطعام مجاناً لأولئك الذين يأتون إليه لتلقي العلاج، لكن لا يمكنهم تحمل النفقات. كما يساعد أكثر من 100 أسرة في مدينته، نوفا فينيسيا، من خلال نادي كرة القدم المحلي بالمدينة. يقول ريتشارليسون: «أنا لا أفعل هذا لأنني مضطر إلى القيام بذلك؛ بل أفعله لأنه شيء نابع من قلبي».
في الحقيقة، لا يستحق أحد أن يشعر بهذا القدر من الانزعاج والاغتراب الذي عانى منه ريتشارليسون في تلك المباراة في باريس، أو حول مراكز التسوق تلك في السلفادور؛ لكن النجم البرازيلي يشير إلى أنه لا يتعين علينا أن نفقد الأمل، ويقول: «أعتقد أننا نعيش في وقت صعب؛ لكنني ما زلت أحلم باليوم الذي تنتهي فيه العنصرية».
وكان الاتحاد التونسي لكرة القدم قد أدان الممارسات العنصرية ضد لاعب منتخب البرازيل؛ لكنه دعا لعدم المبالغة في رد الفعل. وأصدر الاتحاد البرازيلي بياناً جاء فيه: «حلقة أخرى من العنصرية في عالم كرة القدم». وقال إدنالدو رودريغيز رئيس الاتحاد البرازيلي: «يجب أن يحدث تغيير جوهري للقضاء على هذا النوع من الجرائم من على هذا الكوكب. أصر على القول إن العقوبات بحاجة إلى أن تكون أشد». ورد الاتحاد التونسي لكرة القدم في بيان: «ندين وبشدة أي ممارسة عنصرية قد تحدث في أي ملعب في العالم، وإن تأكد من خلال التثبت من هوية الشخص الذي قام برمي (الموزة) أنه تونسي الجنسية، فإننا نعتذر نيابة عنه، وباسم كل التونسيين الذين كانوا حاضرين في الملعب».
وأبدى الاتحاد التونسي استغرابه من عدم الإشادة بما وصفه «السلوك المثالي للأغلبية الساحقة من الجماهير التونسية الحاضرة، التي تجاوز عددها أمس 40 ألف متفرج. في المقابل تعمد البعض الإساءة إلى تونس من خلال الجزم بأن الشخص الذي ألقى (الموزة) تونسي الجنسية، وذلك في غياب أي دليل مادي. ندعو الجميع إلى أن يتعاملوا مع الجماهير التونسية بموضوعية دون تهويل أو تقزيم للأشياء الإيجابية والمتميزة التي تقوم بها، كما ندعو إلى أن يتم التعامل مع جماهيرنا مثل بقية الجماهير الأخرى في العالم، دون تحامل أو تمييز عنصري ضدها. نتحد مع الجميع من أجل مقاومة جميع أشكال التمييز العنصري والفئوي بجميع أشكاله في كافة أنحاء العالم». ودعا الاتحاد التونسي المشجعين إلى التعامل بمثالية وعدم التشويش على النشيد الوطني للفرق المنافسة؛ «خصوصاً ونحن على أبواب كأس العالم».
رياضة
[ad_2]
Source link