[ad_1]
في تصريحاتها لمجلس الأمن اليوم الخميس، سلطت السيدة بوبي الضوء على الانخراط المتجدد في العملية السياسية لحل قضية أبيي والنزاع الحدودي بين السودان وجنوب السودان، مشيرة إلى أن هذا التقدم لم ينعكس بعد على حياة وحقوق الناس الذين يعيشون هناك.
وأعربت عن تشجيعها حيال الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع بين مسؤولين سودانيين وجنوب سودانيين لتعزيز التعاون المشترك بشأن القضايا المتعلقة بالوضع النهائي لأبيي واستعداد الطرفين في استئناف اجتماعات لجنة الرقابة المشتركة، التي لم تجتمع منذ عام 2017.
وقالت مساعدة الأمين العام، على الرغم من أن الوضع في المنطقة الإدارية ظل هادئاً في الغالب، إلا أن هناك بعض التحول في ديناميكيات الصراع التي شوهدت في السنوات الماضية. وعلى الرغم من استمرار نقص الثقة بين مجتمعات المسيرية والدينكا، فقد انخفض العنف بين المجتمعين إلى حد ما خلال عام 2022.
وقالت إن قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونسفا) نجحت في تسهيل مؤتمر السلام المشترك للزعماء التقليديين في إنتيبي بأوغندا في أيار /مايو الماضي والذي جمع قادة كلا المجتمعين وأدى إلى بيان مشترك أعادوا فيه الالتزام بالسلام مع الإشارة إلى نقاط الخلاف المتبقية.
وشددت السيدة بوبي على أن مشاركة المرأة أمر بالغ الأهمية لنجاح جهود حل النزاعات، والتي كانت مفقودة حتى الآن. وأشارت إلى الجهود التي تبذلها قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي لضمان دمج جدول أعمال المرأة والسلام والأمن في نتائج المشاورات كأداة حيوية لتعزيز السلام.
ليست جميع الأخبار سارة
شهد عام 2022 ظهور صراع جديد بين مجتمعات دينكا نقوك ودينكا تويج في جنوب أبيي. ومنذ اندلاع الاشتباكات في شباط / فبراير، ارتبط معظم أعمال العنف القبلي في المنطقة الإدارية بهذا الصراع، مما أدى إلى خسائر في الأرواح على الجانبين وتشريد آلاف المدنيين.
وقالت مساعدة الأمين العام إن يونسفا كثفت دورياتها في المنطقة لردع العنف، على الرغم من تحديات في التنقل بسبب الفيضانات خلال موسم الأمطار. كما وفرت الحماية للنازحين، وقدمت الخدمات الطبية للجرحى. وأكدت أن البعثة تتواصل مع السلطات المحلية وقادة المجتمع لاستعادة الهدوء وتوفير بيئة آمنة للعائلات النازحة للعودة إلى ديارها.
وأشارت السيدة بوبي إلى أن الاشتباكات بين المجتمعين استؤنفت في أواخر أيلول/ سبتمبر بعد فترة هدوء خلال موسم الأمطار. وأضافت: “من المحتمل أن ينذر هذا التطور المقلق بمزيد من العنف خلال موسم الجفاف المقبل مع تحسن ظروف التنقل. وفي هذا الصدد، حافظت يونسفا، بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، على اتصال وثيق مع حكومة جنوب السودان لدعم جهود الوساطة والخطط لعقد مؤتمر سلام تيسره حكومة جنوب السودان.”
كما أعربت مساعدة الأمين العام عن قلقها بشكل خاص إزاء الهجمات والتهديدات ضد أفراد حفظ السلام التابعين للبعثة وموظفيها والمتعاقدين معها، بما في ذلك سبع هجمات على حفظة السلام خلال الفترة المشمولة بالتقرير ومظاهرة للمطالبة بإبعاد موظفين من الدينكا تويج وبعض الموظفين الدوليين من مقر البعثة. وشددت على أن سلامة وأمن حفظة السلام والموظفين والمتعاقدين هي أولوية قصوى، وحثت حكومة جنوب السودان على مواصلة التعامل مع المجتمع المحلي لضمان عدم تكرار مثل هذه التهديدات.
التحديات الداخلية
قالت هنا سيروا تيتيه، المبعوثة الخاصة للأمين العام للقرن الأفريقي، إن السودان وجنوب السودان ما زالا يتمتعان بتحسن العلاقات والزيارات رفيعة المستوى، لكنها شددت على أن أولوية كل بلد “يبدو أنها تركز على التحديات الداخلية.”
وأشارت إلى أن الأطراف في السودان لم تتفق بعد على المسار لاستعادة الانتقال الديمقراطي بعد انقلاب 25 تشرين الأول / أكتوبر 2021، في حين استمرت حالة الجمود في المحادثات بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. أما بالنسبة لجنوب السودان، فقالت إن البلاد شهدت بعض التقدم في عملية السلام، حيث تم تخرج القوات الموحدة الضرورية مؤخراً في 30 آب / أغسطس، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من إكمال تدريبهم.
وقالت السيدة تيتيه: “كان التقدم في تحسين العلاقات الثنائية بين السودان وجنوب السودان إيجابياً ونعتقد أنه سيكون له تأثير استقرار في النزاع بين البلدين. ومع ذلك، لا يمكن فصل الالتزام المتجدد فيما يتعلق بتنفيذ الترتيبات الانتقالية وحل النزاع حول الوضع النهائي لأبيي عن الأوضاع الداخلية الهشة في كلا البلدين.”
دور أساسي للمجتمع الدولي
من جهته، قال سفير جنوب السودان أكوي بونا مالوال إن المنطقة تواجه ديناميات أمنية صعبة، وشدد على أن انسحاب القوة متعددة الجنسيات إلى جنوب ديفرا عرّض مجتمع دينكا نقوك لهجمات عشوائية من “قبائل المسيرية الرحل في المنطقة.”
قال السيد مالوال إن الاشتباكات القبلية بين مجتمعي دينكا تويج ونغوك خلقت بيئة أكثر صعوبة لليونسفا للحفاظ على منطقة خالية من الأسلحة، وأشار إلى أن حكومة جنوب السودان تعمل على مدار الساعة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع بهدف استعادة وتعزيز الانسجام بين المجتمعين.
ودعا سفير جنوب السودان إلى إعادة تشكيل القوة متعددة الجنسيات، على الرغم من انتشارها غير المكتمل، للسماح بالاستجابة السريعة لأي وضع أمني قد ينشأ في ظل تغير التضاريس التي يمليها موسم الأمطار، حيث تكون بعض الطرق مقطوعة تماماً بسبب الفيضانات أو طين. كما شدد على ضرورة وضع نظام للإنذار المبكر لاستكمال الاستجابة السريعة المقترحة لنزع الفتيل ومنع الاشتباكات قبل وقوعها.
سلط السيد مالوال الضوء على الروح المتجددة للتعاون والمشاركة في قضية الوضع النهائي بين قيادتي السودان وجنوب السودان، وأشار إلى أن وفداً رفيع المستوى من بلاده كان في الخرطوم خلال الأيام القليلة الماضية في مهمة وحيدة، ألا وهي بدء المناقشات التي من شأنها أن تؤدي إلى قرار متفق عليه بشأن الوضع النهائي لأبيي.
ودعا سفير جنوب السودان مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي، وكذلك المجتمع الدولي الأوسع، إلى “لعب دوره الأساسي في تقديم الدعم والتشجيع لقيادة البلدين للحفاظ على روح الشراكة هذه للتوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين” بشأن الوضع النهائي لأبيي.
الالتزام بالمرجعيات
ومن جانبه قال السفير السوداني الحارث إدريس إن بلاده لا ترى بديلا للتقيد والتمسك وتنفيذ بنود المرجعيات السياسية والقانونية التي تؤطر وتحكم الوضع الحالي في أبيي والمدعومة من قبل الشرعية الأممية الدولية. وأكد التزام واستعداد السودان لإنشاء الآليات الإدارية والأمنية المؤقتة المنصوص عليها في اتفاق 20 حزيران / يونيو 2011 الموقع من الطرفين، وتقيده بترسيم الحدود في المنطقة. وشدد على أنه لا مجال لحل قضية أبيي إلا باتفاق بين الدولتين يحظى بقبول المكونات الاجتماعية وأصحاب المصلحة.
وعبر السيد إدريس عن القلق من الأحداث التي تقع في نطاق المنطقة مثل تلك التي أدت إلى سحب فريق الآلية المشتركة لمراقبة الحدود من بعض المواقع وإغلاقها، بالإضافة إلى التوترات والاشتباكات القبلية بين مجتمعي نقوك وتويج. وقال: “يدعو السودان إلى نزع فتيل التصعيد وخفض التوتر بالمنطقة، والامتناع عن القيام بأية أعمال قد تهدد الاستقرار في المنطقة وتؤثر على عمل بعثة يونسفا، ونشدد على ضرورة أن تكون أبيي منطقة خالية من مظاهر الوجود المسلح في المنطقة العازلة شمال وجنوب الخط الصفري، وذلك وفقا للاتفاقات الموقعة بين البلدين.”
وقال السفير السوداني إن بلاده لن تدخر جهدا لتمكين يونسفا من القيام بدورها على النحو المنصوص عليه في قرارات المجلس ورحب بتوصية الأمين العام في التجديد للبعثة لمدة عام حتى 15 تشرين الثاني / نوفمبر 2023.
وجدد السيد إدريس التزام حكومة السودان بتعزيز التعاون مع حكومة جنوب السودان بهدف تعزيز عمل الآلية السياسية والأمنية المشتركة واللجنة الإشرافية المشتركة في أبيي، فضلاً عن حرصه على إنشاء الآليات المشتركة بين البلدين، استنادا إلى بنود الموقعة بين الجانبين، وبما يفضي إلى التوصل إلى حل لقضايا الوضع النهائي في أبيي وفقا للمرجعيات المتفق عليها.
[ad_2]
Source link