[ad_1]
وزير المالية السعودي يؤكد أن بلاده تحشد طاقات مؤسسات التنمية المتعددة الأطراف لضمان الدعم لدول المنطقة
شدد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أن العالم يشهد تحديات عديدة في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن تلك التحديات تتمثل في التمويل وارتفاع معدلات الفائدة والتضخم وضغوط الديون على بعض الدول.
وقال الوزير الجدعان إن السعودية مضت ضمن خططها واستراتيجياتها لمواجهة الأيام الصعبة كالتي نعيشها حالياً، وحشدت طاقاتها والمنظمات الدولية كمجموعة العشرين والمنظمات التنموية الأخرى، وهو ما مكنها من الوصول لوضع أفضل بكثير مما يعانيه العالم.
وقال في جلسة حملت عنوان «التمويل والقرارات المؤثرة عالمياً» ضمن جلسات اليوم الثاني لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار إن المملكة عملت على الاستعداد والتأهب منذ سنوات عدة لمثل هذه الأوضاع التي يشهدها العالم، وهو ما مكنها من الوصول لحالة أفضل بكثير مما تعانيه الكثير من الدول، مؤكداً على أهمية التعاون الدولي بين الدول والمنظمات الدولية ومجموعة العشرين الدولية لمساعدة الدول في مواجهة الظروف الحالية وتقديم الدعم اللازم لها.
ظروف صعبة
وبين وزير المالية السعودي: «نشهد على المستوى العالمي ظروفاً صعبة، وعلى المستوى الإقليمي فإن دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية هي في وضع أفضل لمواجهة تلك الظروف وذلك خلال السنوات الست القادمة، بيد أن هناك دولاً أخرى قد تحتاج للتعاون والدعم لتجاوز تبعات الظروف الاقتصادية الحالية».
وأكد أن العالم الآن بات يدفع ثمن تقليله من المخاطر التي يشهدها ويدفع تكاليفه المرتفعة، مبيناً أن السعودية سبق وحذرت من خطورة الأوضاع التي تحيط بالاقتصاد العالمي في ظل تبعات جائحة كورونا، وتراجع معدلات الاستثمار في عدة مجالات وما حدث بعدها وأهمية التعاون الدولي لمواجهتها.
ويأتي حديث الوزير السعودي في وقت تشهد أعمال النسخة الحالية من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار مشاركة 6 آلاف مشارك، فيما بلغ عدد المتحدثين 500 متحدث في جلساتها التي يبلغ عددها 180 جلسة، تعقد بشكل متزامن على مدى ثلاثة أيام وتستمر اليوم الخميس، إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة.
وتناقش الجلسات مواضيع عدة من بينها موازنة النجاح مع الاستدامة والصعود الجيواقتصادي والمساواة في عالم غير متساوٍ وما يواجه قادة العالم في محاولتهم لإعادة العالم لما كان عليه قبل جائحة كورونا، وما يواجهه من تحديات مستعصية وغير متوقعة.
مخاوف الضغوط
وشهدت جلسات أمس عقد عدد من الجلسات، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين وقادة قطاع المال والأعمال، ونقاشات تضمنت التوقعات الاقتصادية والاستثمارية فيما تبقى من العام الحالي 2022، وتوقعات السنة القادمة 2023 في ظل المخاوف من الضغوط التضخمية وسلامة سلاسل الإمداد والتطورات الجيوسياسية في عدد من مناطق العالم، وتأثير ذلك على الاستثمار وقطاعاته العديدة.
ضرورة الاستثمار
وشدد وزير المالية السعودية على أن الدول باتت الآن بعدما شهدت خطورة الوضع الحالي حريصة على التعاون فيما بينها؛ لمواجهة المخاطر الحالية والمستقبلية والعمل بشكل أفضل، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة الاستثمار في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة ومواجهة مخاطر التغير المناخي وارتفاع الديون على الحكومات والدول التي نحث على الإسراع في تحييدها.
ودعا وزير المالية إلى عدم النظر إلى العالم المعاصر من جانب واحد، بل لا بد النظر إليه وللمستقبل بنظرة تفاؤلية من خلال التخطيط واتخاذ القرارات، والتأهب للأوقات الصعبة ليكون العالم قادراً على التكيف مع الظروف الصعبة كالتي نشهدها الآن، وذلك عبر التكاتف والتعاون الدولي.
حشد الطاقات
وأفاد الجدعان بأن السعودية تقوم بحشد طاقات مؤسسات التنمية متعددة الأطراف، لكي نضمن الدعم للدول في المنطقة، كما تعمل مع الرئاسة الإندونيسية لمجموعة العشرين على تقديم الدعم للعالم أجمع، وأيضاً للشركات منخفضة الدخل وما يتعلق بالطاقة والغذاء والاستثمار في مبادرات التغير المناخي كالسعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، التي تحتاج لجهود دولية لأنها قضية عالمية، كما أن علينا في المنطقة القيام بالكثير من الإصلاحات عبر الخطط الموضوعة.
اقتصاديات الخليج
من جهته، قال الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني في البحرين إن اقتصاد دول الخليج مقارنة باقتصاد العالم يعد إيجابياً بسبب الخطط الاستراتيجية الواضحة، التي يتم تنفيذها مثل رؤية المملكة 2030 والرؤى المتشابهة لدول الخليج العربية، كما أن السعودية والبحرين ركزتا على النمو غير النفطي الذي سيدعم النمو الاقتصادي.
وأكد أن العالم يشهد تحديات عديدة من أهمها التضخم والاضطرابات في سلسلة الإمدادات بسبب جائحة كورونا، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وذلك بسبب التوترات الجيوسياسية وسلاسل الإمدادات التي تلعب دوراً محورياً في المجالات الصناعية الإنتاجية.
وشدد وزير المالية والاقتصاد البحريني على أن مبادرة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي لإطلاق مبادرة سلاسل الإمداد العالمية، تعد مهمة لكل الدول حول العالم للمشاركة فيها والتأكد من تعزيز جهود دعم سلاسل الإمداد والتوريد في هذه الدول والمنطقة.
وأوضح أن التباطؤ في الأنشطة الاقتصادية في أجزاء كثيرة من العالم، يضاعف الكثير من المشكلات خاصة على الدول التي تعاني من نقص مالي بسبب تبعات جائحة كورونا، مشيراً إلى أن البحرين وضعت خطة لتعاملها مع الجائحة وفرت لها الموارد المطلوبة والدعم.
وشدد الشيخ سلمان على أن بلاده تواصل تعزيز مساعيها الهادفة إلى تنويع قاعدتها الاقتصادية والانتقال من اقتصاد مستهلك يستورد إلى اقتصاد منتج يصدر في مختلف القطاعات الحيوية.
وأشار إلى أن الاستثمار في تطوير المهارات والخبرات مستمرٌ لبلوغ كل التطلعات والطموحات بما يسهم في مواصلة تنمية الاقتصاد وخلق الفرص الواعدة للمواطنين تحقيقاً لأهداف المسيرة التنموية الشاملة.
نجاح العالم
وصف ستيفن منوشين الشريك الإداري لـ«ليبرتي ستراتيجيك كابيتال» ضمن الجلسة الحوارية أن التعامل مع تداعيات جائحة كورونا كان قصة نجاح لاجتماع العالم وتعاونه، مشيراً إلى أن العالم يحتاج لمثل هذا التعاون لمواجهة المصاعب الحالية الناجمة عن المخاطر الجيوسياسية.
وتطرق منوشين خلال الجلسة التي عقدت أمس في مبادرة مستقبل الاستثمار إلى الخطوات التي قامت بها دول الخليج العربية في مجال الإصلاح الاقتصادي منذ فترة طويلة، والتي مكنتها من الوصول لمعدلات تنموية جيدة وجعلت من التعامل مع الأوضاع الاقتصادية الحالية سهلاً نتيجة للتأهب والاستعداد المبكر.
[ad_2]
Source link