في اختبار جديد ومبكر لرئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك فور إعلان انتخابه، أظهرت بيانات القطاع الخاص في المملكة المتحدة تعثراً يضاف إلى المشكلات الاقتصادية العويصة التي يتوجب عليه مواجهتها من إرث أسلافه على رأس الحكومات السابقة.
وأظهرت بيانات مؤسسة إس أند بي غلوبال يوم الاثنين انكماش القطاع الخاص في بريطانيا بوتيرة أسرع من المتوقع خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ويرجع ذلك بصورة كبيرة إلى تدهور قطاع الخدمات.
وقد تراجع مؤشر مديري المشتريات المجمع، الذي يضم قطاعي الصناعة والخدمات، إلى أدنى مستوى منذ 21 شهراً بلغ 47.2 نقطة، مقارنة بـ49.1 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وكان الاقتصاديون قد توقعوا أن يسجل المؤشر 48.1 نقطة. ويشار إلى أن تسجيل أي قراءة أقل من 50 يعني انكماش النشاط.
وانخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 47.5 نقطة، مقارنة بـ50.0 نقطة في سبتمبر الماضي، فيما يعد أسرع تراجع منذ يناير (كانون الثاني) عام 2021، وكان الاقتصاديون قد توقعوا أن يسجل المؤشر 49.6 نقطة.
وتراجع مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع إلى 45.8 نقطة، مقارنة بـ48.4 في سبتمبر الماضي. وتراجعت الطلبات الجديدة بأسرع وتيرة منذ يناير 2021 ما يظهر دلالات متزايدة على تراجع الطلب.
وبالتزامن، أصدرت الشركات المسجلة في بريطانيا، خلال الربع الثالث من العام، أكبر عدد من التحذيرات بشأن الأرباح منذ عام 2008 بفعل زيادة عبء التكاليف، بحسب تقرير أصدرته شركة «إي واي بارثينون» للاستشارات.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، يوم الاثنين، أن التقرير كشف عن أن الشركات أصدرت 86 تحذيراً بشأن الأرباح خلال الفترة بين يوليو (تموز) وسبتمبر الماضيين. ويزيد هذا العدد من التحذيرات بنسبة 69 في المائة على العدد الصادر خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، ويرتفع بنسبة 34 في المائة عن العدد المسجل في الربع الثاني من العام الحالي.
وقالت «إي واي بارثينون» إن تجار التجزئة وقطاعي السفر والترفيه ومنتجي المواد الغذائية أصدروا معظم التحذيرات بشأن الأرباح. وأشارت الشركات إلى أن ارتفاع التكاليف كان السبب وراء 57 في المائة من التحذيرات.
وتواجه الشركات والمستهلكون في بريطانيا تضخماً هو الأعلى منذ 40 عاماً، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع الطلب، بينما يستعدون أيضاً لاحتمال عودة التقشف الذي تفرضه الحكومة.
ولا يتوقف الأمر على معاناة الشركات، إذ إن الأسر تعاني أسوأ أوضاع في عقود نتيجة تراجع مستويات الدخل الحقيقي مع تضخم عنيف، إضافة إلى إضرابات متكررة في الشوارع والمواصلات اعتراضاً على الدخول.
وتعرض ركاب السكك الحديدية في بريطانيا يوم السبت لمعاناة جديدة خلال رحلاتهم، بسبب الإضراب الذي أثر على خدمات بعض أكثر الخطوط ازدحاماً في البلاد.
وفي مظهر جديد للاعتراض، قام آلاف المحتجين، يوم السبت، بمسيرة في وسط لندن لمطالبة بريطانيا بالانضمام مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي. وشهدت المسيرة مشاركة الآلاف من الأشخاص من شتى أنحاء بريطانيا، وساروا من بارك لين إلى ميدان البرلمان، وفقاً لوكالة الأنباء البريطانية بي إيه ميديا.
وشهدت حديقة ميدان البرلمان، وهي المحطة الأخيرة للمسيرة، تجمعاً حاشداً لأنصار العودة للاتحاد الأوروبي وهم يلوحون بأعلام الاتحاد باللونين الأزرق والأصفر. وكُتب على بعض اللافتات: «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن ينجح أبداً»، و«من أجل فواتير منخفضة # انضم مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي».