كيف ينظر الليبيون إلى تركيا بعد توقيع «مذكرات التفاهم»؟

كيف ينظر الليبيون إلى تركيا بعد توقيع «مذكرات التفاهم»؟

[ad_1]

كيف ينظر الليبيون إلى تركيا بعد توقيع «مذكرات التفاهم»؟

بين من يعتبرها «حليفاً رئيسياً»… ومن يتخوفون من تكرار «ماضيها الاستعماري»


الأحد – 28 شهر ربيع الأول 1444 هـ – 23 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [
16035]


عبد الحميد الدبيبة في لقاء سابق مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (الحكومة)

القاهرة: جاكلين زاهر

(تحليل سياسي)
ينقسم قطاع كبير من الليبيين بخصوص تركيا ووجودها في البلاد، وبينما يرى البعض أن وجودها كحليف استراتيجي ضمانة لإحداث توازن في ميزان القوى، يعتبر آخرون أنها استغلت أزمة البلاد منذ سقوط النظام السابق.
في هذا السياق، يرى رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «التجمع الوطني الليبي»، أسعد زهيو، أن حالة الاصطفاف الحاد التي ظهرت قبل أعوام بين شرق ليبيا وغربها «كانت المحرك الأساسي في ظهور عدد من المؤيدين لأنقرة التي لا تزال تهيمن، إلى الآن، على مواقفهم وتحركاتهم».
وأوضح زهيو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة الغربية ترى في تركيا «الحليف الاستراتيجي الذي لا ينبغي التفريط فيه؛ لأن قواتها هي من ساعدت في وقف تقدم قوات الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر نحو العاصمة أبريل (نيسان) 2019، و«بالتالي فهي الأَولى بحصد النصيب الأكبر من عقد التحالفات ومذكرات التفاهم، مقارنة بدول أخرى في المنطقة وخارجها، كما أن هناك من يؤيد أنقرة كونها بالفعل راعية لتنظيم (الإخوان)، وبدرجة أقل لأنها نموذج للدولة القوية».
ورفض زهيو بشدة «أي محاولة لتخوين هؤلاء المؤيدين لتركيا، وإصدار الأحكام المطلقة بحقهم»، معتبراً أن «الطريق الصحيح للتعاطي معهم هو استقطابهم للتوحد حول ما يصب في صالح ليبيا، وتطمينهم بعدم وجود هجوم جديد سيستهدف العاصمة طرابلس… ولا بد من أن نقول لهم إن عهد المعارك العسكرية انتهى إلى غير رجعة، وأن يستشعروا أن الشرق الليبي أقرب إليهم من أنقرة»، منوهاً في المقابل «بمعارضة أصوات عديدة بالمنطقة الغربية للتدخل التركي في البلاد، ورفضها أيضاً لحكومة الدبيبة وللاتفاقيات الأخيرة التي عقدتها مع الأتراك».
من جهته، اعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة، سعد بن شرادة، أن «كثرة التدخلات في الساحة الليبية من دول غربية وعربية عرقلت (التيار الوطني) في استقطاب المؤيدين لتركيا ولدول أخرى بالمنطقة، ودعوتهم جميعاً للتركيز على المصلحة الليبية، فضلاً عن عدم امتلاك هذا التيار للإمكانات التي تدعم مواجهته لدول تتدخل في البلاد عسكرياً وإعلامياً، وهذا هو الأخطر».
ودعا بن شرادة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى ضرورة «تفهم المصالح الاقتصادية التي تربط قطاعاً كبيراً من رجال الأعمال الليبيين مع تركيا منذ عهد النظام السابق وحتى الآن، والذين لا ينحصرون فقط في غرب البلاد»، لافتاً إلى «تأثر فئات من الليبيين، ممن زاروا أنقرة -للعلاج أو الدراسة أو للتدريب من عناصر التشكيلات المسلحة- بالتقدم التركي في بعض المجالات، وهؤلاء جميعاً يرون أن التقارب مع دولة مثل تركيا، متقدمة عسكرياً واقتصادياً، قد يصب لمصلحة ليبيا، أو على أقل تقدير لن يضر بمصالحها».
أما عضو المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته)، عبد المنعم اليسير، فأكد أن «معارضة بعض الشخصيات الوطنية للتدخل التركي في ليبيا لم يتأسس بناء على دوافع شخصية، أو للتقرب من محاور ودول أخرى كما يروج البعض؛ بل انطلاقاً من ماضيها الاستعماري للبلاد، والذي تحاول إعادته حالياً بشكل محدّث، عبر اتفاقيات تعاون تصب لمصلحتها أكثر مما تصب في صالح البلاد، وتطيل أمد بقائها، فضلاً عن وجود قواتها في خمس قواعد عسكرية غرب البلاد».
وذهب اليسير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ارتفاع عدد المؤيدين لتركيا مؤخراً «لا يعود لغياب الوعي بحقيقة مخططاتها، بقدر ما يعود لشعور الأغلبية بالإحباط من تحسن الأحوال بالبلاد، وهذا الشعور دفع كثيرين -وخصوصاً بصفوف النخب- للتفكير في مصالحهم الضيقة، بما في ذلك أنصار النظام السابق، وبالتالي تحول الدفاع عن التحالف مع تركيا إلى طريق مختصر ومضمون للفوز بموقع قيادي».
ودعا اليسير إلى ضرورة التفكير في «مصير بعض فصائل المعارضة السورية المسلحة ممن أيدوا تركيا، فحولتهم في غضون سنوات قليلة إلى (مرتزقة) يقاتلون لحسابها في ليبيا ودول أخرى»؛ مشيراً إلى أن «تخوف بعض الدول من استقبال الليبيين بأراضيها جراء الاضطرابات التي صاحبت السنوات الأولى لثورة فبراير (شباط)، استُغل بذكاء من قبل تركيا، من خلال فتح المجال لهم، سواء للعمل والدراسة والاستثمار، كما تابعت مخططاتها الرئيسية التي بدأتها في عهد النظام السابق في الاختراق الناعم للمجتمع الليبي، عبر قنواتها الإعلامية والدرامية».
بالمقابل، دافع المحلل السياسي الليبي، عبد الله الكبير، عن تأييد تركيا من قبل «قطاعات غير هينة من المجتمع الليبي»، معتبراً إياه: «ضرورة فرضتها موازين القوى في ظل استمرار تدخل دول أخرى في الساحة الليبية، واستمرار تهديد العاصمة، وأيضاً في ظل وجود (الفاغنر) الروسية بالجهة الأخرى».
وانتقد الكبير دعايات البعض بأن التأييد لأنقرة بات مطلقاً، وأن القوات التركية لا تنوي مغادرة الأراضي الليبية، قائلاً إن «التأييد ليس شيكاً على بياض، ومغادرة القوات التركية مرتهن بخروج الروس وبقية (المرتزقة) الموجودين بالمنطقة الشرقية»؛ مبرزاً أن «إنهاء حالة الاستقطاب الراهنة يتوقف على إجراء الانتخابات، وإفرازها لشخصيات وطنية تعلي مصلحة البلاد».



ليبيا


أخبار ليبيا



[ad_2]

Source link

Leave a Reply