[ad_1]
شاكيل أونيل مع أنس بوخش «قمة اللطافة»
حلقة من «ABTalks» ترفع قيمة الامتنان
الجمعة – 26 شهر ربيع الأول 1444 هـ – 21 أكتوبر 2022 مـ
شاكيل أونيل مع أنس بوخش
بيروت: فاطمة عبد الله
لم يُرد أسطورة كرة السلة الأميركية شاكيل أونيل امتلاك كل هذا الطول؛ مترين و16 سنتيمتراً. وُصف بالعملاق منذ الصغر، بنبرة غيرة وتنمّر. وكنموذج في التجاوز، رأى أنّ كل سلبي يمكن أن يتحوّل إلى إيجابي. في أبوظبي، على مسافة من شواطئ يشيد بمياهها الصافية، التقاه أنس بوخش. سجّلا حلقة من «ABTalks» («يوتيوب»، «نتفليكس») ترفع عالياً قيم التقدير والامتنان.
بدأ كل شيء من مستشفى عسكري في الولايات المتحدة، حيث اعتاد «شاك» زيارة الجنود المصابين العائدين من الحرب. لم تظهر التعاسة على هيئة رجل بلا ذراعين ورجلين. اقترب منه فرآه «أسعد ما يكون». ولمح اكتفاء لا يحظى به «الأسوياء». حدّثه الجندي المبتور عن ترقّبه وضع رجلين وذراعين اصطناعية ليعود إلى الساحات، ويدافع مجدداً عن الأرض. لم يقل: «أوه، لماذا أنا؟». التقطا الصور بابتسامة. عندها فكّر زائره: «أنا أجني الكثير من المال وفي كل مرة أُصاب خلال مباراة، أشكو. لن أفعل بعد اليوم».
يمكن للحلقة تعديل نظرة الإنسان إلى ذاته. ما يريده شاكيل أونيل ليس أن يُقال: «لقد أنجز واستثمر. أريدهم أن يقولوا: لقد كان لطيفاً». رجل من مجد وثروة، يتحدث عن اللطف كأنبل القيم البشرية. يرفع شأنه بما لا يبلغه المال والرفاهية. وأمام النجومية الزائفة، يختار قدره: «لا تلقّبوني بالنجم. النجوم بغالبيتهم مجانين. أريد أن أكون رجلاً عادياً».
حديثه ليس مثالياً؛ فالعِبَر تخرج ممن يتحمّل مسؤولية سعادة عائلته. ما ينطق به «شاك» هو قراره بالتعامل مع الحياة، وخياره بمواجهة المشكلات: «كان يمكن أن تكون الأمور أسوأ». ينطلق من القناعة لفك الصعب وتبسيط المُعقّد. خلاصته أنه يعيش بشكل رائع، ولو أنّ الأشياء لم تكن جميعها رائعة. تعلَّم.
يسأله أنس أحب الأسئلة إليه: «مَن تكون وكيف تصف نفسك؟». حدّثه في بداية الحوار عن قاعدة أساسية يتبعها: «استمع إلى والدك ووالدتك. أقول للآخرين دائماً: حتى تصبحوا عظماء، يجب أن تستمعوا». يشاء «شاك» أن يردّ الجميل بالأجمل. «هذا أنا. الناس يعاملونني باحترام، لذا ينبغي التصرّف بالمثل». لا يتذمّر من معجب، ولا يصدّ متلهّفاً لتوقيعه. أما المزاج حين يتحكم بصاحبه، فيمكث في البيت. لا يخرج للعبوس في الوجوه.
خبّأ الصرامة للملاعب ولإصراره ألا يتفوّق أحد عليه. أصغى منذ الطفولة لتشجيع الجدة والأم ولتصفيق زوجها «فيل» له. لقّنتاه حلم الوصول، فصدّقه وسعى من أجله. انفصلت أمه عن والده البيولوجي لإنقاذه من جوّ مشحون، بعدما زُجّ في السجن عقاباً على تجارة المخدرات. زواجها الثاني عوّضه يداً تُطبطب على كتفه، ولساناً يمنحه الدعم المعنوي. احتواه بقلبه كابنه.
الحوار شلال تتدفق منه مياه تروي العطش. وهو عطش حيال فهم الحياة ومصالحتها. «شاك» يراها بسيطة… «نحن، سكان الأرض، فقط نصعّبها للغاية». يرسم وجهاً مبتسماً، لو قُدّر له ملء صفحة بيضاء بما يعبّر عنه. ويرفقه بجملته، مُهوّنة الهَم: «الأمور أمكن أن تسوء».
سمّته أمه شاكيل تيمّناً بالمحارب الصغير شاكيل راشون. ردّدت دائماً أنه سيصبح محاربها، ولن يفترقا أبداً. يلمحها في كل خطأ يوشك على ارتكابه، فيرتدع. أمه ضميره. يروي لأنس بوخش، المُستَمع الجيد، ماذا يعني له السلام وماذا علّمه السفر. ينظر إلى نفسه، فيفاخر بها. ليس بسبب الثروة و«البزنس»، ولا الاسم الكبير على اتساع الأرض. بل «لتمسكي بمبدأ الاحترام ورفضي إدانة الآخرين».
على نقيض ما يملأ «السوشيال ميديا» الخاصة بمشاهير، لا يريد أن يكون الشخص الذي يقول: «أنا على يخت في أبوظبي» أو «انظروا إلى تلك الفيلا!». «هذا ليس أنا»، يشدّد مَن يمقت أن يتحوّل شخصاً يتباهى بامتلاكه الأشياء أمام مَن لا يمتلكون شيئاً.
يجيب مُحاوره عن سؤال «أفضل اللحظات»، بالقول إنّ الحياة بأسرها لحظة مفضلة، والشكوى ممنوعة. «حتى النظام القاسي أعتبره مفضلاً، فقد علمني القوة». طيفا الأم وزوجها يمنحان الحلقة دفئاً إنسانياً، فـ«شاك» وفيّ لمن صنع منه قائداً، وعلّمه ألا يكتفي. أراد اسمه في القمة؛ فكثّف العمل بجهد، آمن بالأحلام، وصدّق قدراته. في مرحلة ما من أفلام الكاراتيه التي نشأ على مشاهدتها، يجدر بالطالب أن يقتل المعلم ليصبح معلماً. شاكيل أونيل قتل الأسى. حتى الموت، إن خطف أحبّته، فتلك سنّة الوجود: «الشيء المؤكد أنه بعد أن نولد، سنموت. ذلك سيحصل ولا مجال لردعه. حينها لا بدّ من التكيّف».
يبلغ الخمسين «فلِمَ أشكو مما حصل في الطفولة؟ لن أفعل ذلك، وأكره مَن يفعلون. لا أملك أصعب اللحظات، فكل الأمور حدثت لسبب». يحبّ الأطفال، ولديه ستة يحملون أسماء عربية متشابهة «لأنها تعني شيئاً». يلمح في الصغار جمال الحرية، فهم «ليست لديهم مشكلات، يستيقظون ويرتدون ملابسهم، يلعبون ويكتفون بذلك». نصيحته لهم: «كونوا قادة، لا تختاروا التبعية». على عكسهم، يغرق البالغون في القلق وتبتلع الضغوط سكينتهم: «فواتير، أبناء، عمل، وعلاقات معقّدة… الأطفال أحرار والبالغون مجانين. ولا أريد لشيء أن يجعلني مجنوناً».
أميركا
منوعات
كرة السلة
[ad_2]
Source link