بينما يواصل المسؤولون والمقيمون في ولاية فلوريدا الأميركية عملية مسح الأضرار التي سببها إعصار «إيان» وتقييمها، يكتشف الخبراء أن العاصفة حولت بعض المركبات الكهربائية إلى «أجهزة متفجرة» وقنابل موقوتة على الطرق ومواقف السيارات.
اشتعلت النيران في السيارات الكهربائية التي غمرتها المياه، وتضررت بسبب العاصفة دون سابق إنذار في حوادث بجميع أنحاء المناطق الأكثر تضرراً في الولاية، وفقاً لمسؤول في قسم الإطفاء بالولاية جيمي باترونيس، الذي أخبر شبكة «إيه بي سي نيوز» أن فريقه أحصى تسعة حوادث على الأقل من هذا القبيل.
في بعض الحالات، تشتعل النيران في المركبات الكهربائية، وتظل مشتعلة، لتنفجر بعد ساعات.
وحذرت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) من أن المركبات الكهربائية يمكن أن تشتعل بعد أسابيع من ملامستها للمياه المالحة.
مع ازدياد ضراوة العواصف، وزيادة مبيعات المركبات الكهربائية في جميع أنحاء العالم، فمن المرجح أن نرى المزيد من هذه الحوادث، حسب ما يقول إريك فريدريكسون من «كال تو ريسايكل»، وهي منظمة غير ربحية متخصصة في نقل بطاريات أيونات الليثيوم إلى مرافق إعادة التدوير.
وأوضح: «جزء مما نتعامل معه الآن هو أن هذه هي أول عاصفة كبيرة نمر بها في منطقة شهدت اختراقاً كبيراً للسيارات الكهربائية. لذلك نشهد هذه الحرائق بكثرة».
وقال جيمس هاموند، مساعد رئيس العمليات المرتبطة بمكافحة الحرائق والإنقاذ في شمال مقاطعة كوليير، «إنه أيضاً تحدٍ لرجال الإطفاء الذين يتعين عليهم استخدام ما بين 8 آلاف إلى 12 ألف غالون من المياه لإخماد الحرائق، أي أكثر من 10 أضعاف ما تحتاجه المركبات التي تعمل بمحركات الغاز».
أوضح هاموند لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «إنه مجرد تدفق مستمر يحاول تبريدها وإيقاف البطارية».
وتابع هاموند أن فرقه كانت تقضي عادة ساعة في إخماد سيارة تقليدية تعمل بالغاز، لكنها أمضت خمس أو ست ساعات في إخماد النيران المشتعلة بالسيارات الكهربائية.
تعد فيضانات المياه المالحة العامل الرئيسي وراء هذه الحرائق، وفقاً للإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة. وقالت الوكالة إن الفيضانات تخلق تفاعلاً متسلسلاً في المحرك والبطاريات مما يجعل الأجزاء أكثر عرضة للاشتعال.
وأكبر المخاوف، وفقاً لرجال الإطفاء وخبراء السلامة، هو أنه لا يزال من غير المعروف ما الذي يمكن أن يشعل الحريق في المقام الأول. قال الخبراء إن شيئاً بسيطاً مثل تحريك العجلة بعد التعرض للمياه المالحة يمكن أن يؤدي إلى اندلاع الحريق في السيارة.
أحد الحلول هو «التثقيف»، حسب فريدريكسون. وقال «سنشهد بالتأكيد المزيد من السيارات تغمرها المياه المالحة إذا لم نتخذ خطوات لتثقيف المستهلكين حول عواقب السيارة الكهربائية التي تغمرها المياه المالحة وأخطارها».
أوضح فريدريكسون أن أبسط طريقة لتجنب حريق سيارة كهربائية هي تحريك السيارة بعيداً عن منطقة الفيضانات المحتملة قبل عاصفة كبيرة. وإذا غُمرت السيارة في المياه المالحة، فقد يكون فصلها عن أداة الشحن قبل استعادة التيار الكهربائي هو المفتاح لمنع انفجارها وتطاير ألسنة اللهب.
وهناك مصدر للقلق، وفقاً لبوبي شنايدر من وكالة أمن الطاقة، وهي شركة تم التعاقد معها للمساعدة في التخفيف من حرائق السيارات الكهربائية. وقال إنه لا يزال هناك مئات من المركبات الكهربائية المخزنة في مواقف فلوريدا، التي يمكن أن تتحول إلى أخطار ترتبط بحرائق محتملة بمجرد إعادة الكهرباء إلى الشبكة.
قال شنايدر، إنه مع زيادة استخدام المركبات الكهربائية، فإن الآلاف من أقسام مكافحة الحرائق في جميع أنحاء الولايات المتحدة بحاجة إلى التدريب على «تفرد وتفاصيل المركبات الهجينة والكهربائية».