كشف تقرير جديد نشرته مؤسسة «غالوب» للاستشارات والتحليلات عن أن معدل التعاسة العالمي وصل إلى مستوى قياسي؛ حيث أصبح الناس يشعرون بمزيد من الغضب والحزن والقلق والتوتر أكثر من أي وقت مضى.
وكتب جون كليفتون، الرئيس التنفيذي لـ«غالوب»، في مقتطفات من التقرير نشرت على موقع المؤسسة على الإنترنت: «يستخدم جميع المسؤولين والقادة حول العالم مؤشرات لقياس التقدم. وإذا سألت الرؤساء التنفيذيين للشركات عن المؤشرات التي يتبعونها عن كثب، فمن المحتمل أن يقولوا نمو الإيرادات أو سعر السهم. أما مع قادة العالم، فمن الصعب معرفة ذلك ولكنهم يمكن أن يقولوا إن هذه المؤشرات هي الناتج المحلي الإجمالي أو البطالة أو معدل الفقر. وأعتقد أنه ليس هناك أي قائد سيعتبر السعادة أحد هذه المؤشرات».
وأضاف: «نتيجة لذلك، لا يعرف أي منهم مدى التعاسة الموجودة في العالم اليوم. وهذا مقلق لأن التعاسة وصلت الآن إلى مستوى قياسي؛ حيث يشعر الناس بمزيد من الغضب والحزن والألم والقلق والتوتر أكثر من أي وقت مضى».
ولفت التقرير إلى أن وباء «كورونا» كان له تأثير كبير على زيادة معدلات التعاسة، لكنه أشار إلى أننا لا يمكننا أن نلوم الوباء وحده على ارتفاع هذه المعدلات، مؤكداً أن السعادة بدأت في الانخفاض بشدة منذ عقد من الزمن، نظراً لعدم التفات قادة العالم إليها وعدم اعتبارها عاملاً من عوامل تقدم الدول.
وجاءت نتائج التقرير بعد إجراء استطلاعات ضخمة منذ عام 2006، شارك فيها أكثر من 5 ملايين شخص.
ولفت التقرير إلى أنه في عام 2006، قال 1.6 في المائة من المشاركين في الاستطلاعات فقط إنهم يعيشون في تعاسة بالغة، في حين ارتفعت هذه النسبة خلال العام الماضي إلى 7.6 في المائة، أي بأكثر من أربعة أضعاف.
وأوضح 20 في المائة من الأشخاص الذين يقولون إنهم يعيشون في تعاسة إنهم ليس لديهم وظيفة جيدة، أو أن دخلهم لا يكفي لشراء أبسط متطلباتهم، أو يعيشون في مجتمعات محطمة، أو جائعون أو يعانون من سوء التغذية، وليس لديهم أي شخص في حياتهم يمكنهم الاعتماد عليه للحصول على المساعدة، وفقاً للتقرير.
وتم نشر تفاصيل هذا التقرير في كتاب نشرته «غالوب» مؤخراً يحمل عنوان «النقطة العمياء: الصعود العالمي للتعاسة وكيف لم يلتفت إليه القادة».