[ad_1]
غرينوود… الموهبة التي ضلت الطريق قبل أن تبدأ
المهاجم الشاب الذي كان ينظر إليه على أنه مستقبل يونايتد ومنتخب إنجلترا بات يواجه السجن
الخميس – 25 شهر ربيع الأول 1444 هـ – 20 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [
16032]
غرينوود ومصير مجهول مع عالم كرة القدم (أ.ف.ب)
لندن: هاني عبد السلام
كان ينظر إليه على أنه الموهبة الجديدة المتفجرة التي بإمكانها تعزيز مكانة الكرة الإنجليزية، لكن على ما يبدو أن مهاجم مانشستر يونايتد الصاعد ميسون غرينوود، ضل طريقه، وبدلاً من انتهاز الفرصة للانضمام إلى كوكبة النجوم، بات مستقبله مهدداً والسجن ينتظره.
ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي يخوض اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً معركة بائسة من أجل أن يبرئ ساحته من اتهامات بمحاولة اغتصاب والاعتداء على فتاة (صديقته)، ومَثُل أول من أمس أمام محكمة في مانشستر حيث أعيد إلى الحبس الاحتياطي، قبل الإفراج عنه أمس بكفالة في محكمة أخرى.
وسيمثل غرينوود مجدداً أمام المحكمة في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لانتظار الفصل الأخير من قصة نجم كان ينظر إليه على أنه موهبة جيله.
ومنذ خروج إعلان الاتهام استبعد غرينوود من تدريبات مانشستر يونايتد، كما أعلنت شركة «نايكي» للمستلزمات الرياضية إنهاء عقد رعايتها للاعب. وخاض غرينوود 129 مباراة في صفوف مانشستر يونايتد سجل خلالها 35 هدفاً وقام بتجديد عقده في فبراير (شباط) 2021 ليبقى في صفوف النادي حتى 30 يونيو (حزيران) 2025. لكن على ما يبدو أن مستقبله بات يتوقف على قرار المحكمة الأخير.
إن مشاهدة لاعب مراهق وهو يبني اسمه بين نجوم كبار في مجال لا يعرف الرحمة كان يثير في النفس مشاعر الإعجاب والحسد معاً، لكن غرينوود الذي كان يصول ويجول ويحرز أهدافاً كما لو كان رجلاً كبيراً، غشته الأضواء، وأفسدته الأموال الكثيرة التي انهالت عليه، فوقع فريسة للأهواء، لينهي مسيرته قبل أن يبدأ. غالباً ما يسعى اللاعبون الصغار بدأب وراء انتهاز الفرص ويحاولون بذل كل ما بإمكانهم لإثبات أنفسهم في خضم بحر هائج من المهارات المتنوعة، وكان غرينوود الذي شهد له المقربون في مانشستر يونايتد بأنه شاب صافي الذهن وهادئ الطباع، ينظر إليه على أنه نجم المستقبل للفريق ومنتخب بلاده، إلى أنه انجرف لعالم الانحراف، مفتقداً القدوة التي تعينه في هذه السن الصغيرة على تصويب بوصلته.
في الحياة، عندما نواجه أموراً جديدة عادة ما نعمل على تقييمها بمقارنتها بالأخرى القديمة، وهنا تبدو نقاط المقارنة المتعلقة بغرينوود واضحة، فمن الناحية المهارية كان ينظر إليه على أنه الأقرب إلى الهولندي روبين فإن بيرسي، فأداؤه سلس وأنيق ودقيق وقيد السيطرة، لكنه يتمتع بميزة أن ساقه اليمنى بذات الدقة التي تتميز بها الأخرى اليسرى. وخططياً يبدو غرينوود أكثر شبهاً بالنرويجي أولى غونار سولسكاير مهاجم يونايتد ومدربه السابق، فهو قادر على استغلال أي فرص أمام المرمى تحت أي ظرف تقريباً. ومن حيث الأسلوب، يبدو الأداء شديد الشبه ببول سكولز، رغم أنه يؤدي المهمة الموكلة إليه على نحو مختلف، وربما يفعل شيئاً أكثر تعقيداً. وعلى المستوى الإنساني كان كل من حول غرينوود يرونه الشاب المرح الممتع العمل معه، إلى أن جاءت الصدمة الأولى التي أظهرت الجانب الآخر من شخصيته عندما اختير للمرة الأولى للمنتخب الإنجليزي.
في سبتمبر (أيلول) 2020 خلال وجود المنتخب الإنجليزي في آيسلندا لخوض مباراة في بطولة دوري الأمم الأوروبية، اتهم غرينوود وزميله الذي يقاربه بالعمر فيل فودين بجلبهما فتيات لمعسكر الفريق، وهو ما أجبر المدرب غاريث ساوثغيت عن استبعادهما بعد ذلك.
لقد كانت هذه هي اللحظة الهامة لتصحيح المسار أو الانجراف لعالم الانحراف الذي لا رجعة منه دون خسائر. لقد نجح فودين (21 عاماً حالياً) بفضل إدارة مانشستر سيتي الصارمة، وأيضاً رقابة أسرته في العودة للمسار الصحيح وتعلم الدرس، فأصبح ركيزة لا غنى عنها في فريق وفي منتخب إنجلترا الذي يستعد لخوض مونديال قطر الشهر المقبل. أما غرينوود فقد ضل الطريق ولم يجد من يقومه سواء بمانشستر يونايتد أو داخل عائلته. ويتردد أنه منذ أن وقع غرينوود وهو في عمر التاسعة عشرة على عقده «المحسن» مع يونايتد الذي يضمن له 50 ألف جنيه إسترليني، لم يعد أحداً ممن حوله يستطيع أن يقول له لا تفعل هذا وتوقف عن ذلك! ووقع في المحظور عندما اتُهم بمحاولة الاغتصاب مرة جديدة والاعتداء على صديقته بطريقة وحشية. وعلى خلاف الحال مع زميله ماركوس راشفورد (22 عاماً) الذي انطلق أيضاً بسرعة الصاروخ إلى عالم النجومية ونال التقدير على المستوى المهني والسياسي أيضاً لأدواره الإنسانية في مساعدة الأطفال الفقراء، تعالى غرينوود على واقعه رغم بدايته في أسرة متواضعة.
مدرب فريق الناشئين لدى مانشستر يونايتد جيمي ميرفي الذي دائماً ما يصف اللاعبين الذين تولى رعاية مواهبهم بثمار التفاح في بستانه، وأخرج سكولز وريان غيغز وديفيد بيكهام، لا بد أنه يشعر بالصدمة وهو يرى الموهبة التي كان يدعهما دائماً ويثير في الجماهير مشاعر أمل، بات يقف وراء القضبان في تهم مسيئة للسمعة… ولا يعرف إلى أين سينتهي مصير غرينوود.
رياضة
[ad_2]
Source link