[ad_1]
لا ضرورة للذعر من متحورات «كورونا» الجديدة
باحث في أكسفورد لـ«الشرق الأوسط»: تفشي العدوى لا يعني زيادة الخطورة
الاثنين – 22 شهر ربيع الأول 1444 هـ – 17 أكتوبر 2022 مـ
القاهرة: حازم بدر
لم يكد ياسر فوزي يشعر ببعض الارتياح، بعد أن أعطته تصريحات منظمة الصحة العالمية الأخيرة بشأن انحسار جائحة «كوفيد-19» بعض الاطمئنان، حتى عاد يشعر بالقلق من جديد، بعد تقارير تحدثت عن متغير حديث من عائلة «أوميكرون»، يسمى «XBB»، يبدو أكثر قدرة على الانتشار من متغيرات العائلة الأخرى.
فوزي ابن الأربعين عاماً الذي يعمل مهندساً للاتصالات في إحدى الشركات العالمية بمصر، يعاني داء «وسواس النظافة»، وهو نوع من القلق المفرط، والخوف من الإصابة بالأمراض، وتأثر عمله كثيراً خلال الجائحة، بسبب خوفه من الإصابة، وما إن بدأ يشعر ببعض الطمأنينة بعد التصريحات الأخيرة للصحة العالمية، حتى أعادته أخبار المتحور الجديد «XBB» إلى مربع القلق المفرط من جديد.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بمؤتمر صحافي عُقد بمقر المنظمة بجينيف في 14 سبتمبر (أيلول) الماضي، إن نهاية الجائحة باتت وشيكة.
وتحدث مدير إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، في مؤتمر صحافي افتراضي عقد في 13 أكتوبر (تشرين الأول) عن الاستعداد لمرحلة ما بعد «كوفيد-19»؛ لكن التقارير حول المتغير الجديد جاءت لتلقي ببعض من الشكوك حول هذا الاتجاه المتفائل؛ حيث تشير إلى أنه بدأ ينتشر في عدد من البلدان، لا سيما في سنغافورة وهونغ كونغ، وأنه أسرع في الانتشار من المتغير الفرعي «BA2» الذي نتج عنه. فخلال أسبوعين من تسجيل أول إصابة به، أصبح يمثل الآن نصف حالات الإصابة في سنغافورة.
وعلى الرغم من هذا الانتشار، فإن أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد «إدوارد جينر» في جامعة أكسفورد، لا يجد ما يدعو إلى قلق فوزي أو غيره. ولا تزال تصريحات الصحة العالمية المطمئنة، في رأيه: «هي التوصيف الدقيق للوضع حالياً، على الرغم من ظهور هذا المتحور الجديد، ولكن شريطة الالتزام بأهم أدوات الوقاية، وهي اللقاحات».
ويقول سالمان لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المتحور هو الثالث من عائلة (أوميكرون) الأصلي (BA1)؛ حيث نتج عن (أوميكرون) الأصلي متحور (BA2)، وأنتج الأخير متحور (BA2.75)، لينتج عن هذا المتحور الثاني المتحور الجديد (XBB)».
وظهور متحور جديد مع دخول فصل الشتاء، أمر ليس مفاجئاً؛ لكن ربما ما لفت الانتباه لهذا المتحور هو أنه سريع في الانتشار، وهذا في حد ذاته ليس مقلقاً، كما يؤكد سالمان.
ويذكّر سالمان بظهور متغير «أوميكرون» الذي انحدرت منه هذه المتحورات الفرعية، قبل نحو عام؛ حيث أثار حينها الفزع، لقدرته الواسعة على الانتشار، مقارنه بسلفه «متغير دلتا»، ثم تبين لاحقاً أنه يسبب أعراضاً خفيفة لمن يصاب بالعدوى، فكان ظهوره مساعداً على نشر المناعة المجتمعية التي كانت سبباً في انخفاض أعداد الوفيات بسبب الفيروس.
يقول سالمان: «بسبب ظهور (أوميكرون)، أعتقد أنه لا يوجد شخص على وجه الكره الأرضية لم يصب بـ(كورونا)، وهذا أدى بدوره إلى ما نسميه (المناعة المجتمعية)»؛ لكنه عاد وشدد على أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا اللقاحات التي ساعدت بدورها على التخفيف من شدة الإصابة بالفيروس. فأصبح الشخص الذي يصاب بالفيروس -على الرغم من حصوله على اللقاح- صاحب مناعة فائقة، تقيه في المستقبل.
وأكدت دراسة أميركية لباحثين من «جامعة أوريغون للصحة والعلوم»، نُشرت في 28 سبتمبر (أيلول) بدورية «Med»، ما أشار إليه سالمان؛ حيث وجدت تلك الدراسة بعد تحليل عينات دم 99 شخصاً، لتوصيف الاستجابة المناعية للفيروس، أن أولئك الذين أصيبوا بالفيروس بعد الحصول على اللقاح أصبحت لديهم مناعة كبيرة ضد «كوفيد-19».
ويقول سالمان: «في بداية الوباء، كانت مثل هذه الأخبار الخاصة بالمتغيرات الجديدة تبعث على القلق، ولكن الآن لم يعد فيروس (كورونا) جديداً على مناعتنا، وتم الحصول على مناعة ناتجة عن التلقيح أو الإصابة أو كليهما، ما يعني أن المتحور الجديد سيواجه استجابة مناعية أكثر فاعلية».
ومن أجل مزيد من الاطمئنان، ينصح سالمان بالحصول على الجرعات المعززة من اللقاحات، ويفضل الحصول على النسخة المحدثة من اللقاحات التي تم تصميمها وفق تركيب المتحور (BA2) فهي الأقرب لتركيب أي متحور جديد سيظهر، وإذا لم توجد النسخ المحدثة، فلا يوجد ما يمنع من الحصول على النسخ القديمة من اللقاحات، فلا تزال فعالة في إعطاء قدر من الحماية.
ويختم سالمان بالإشارة إلى أن «الشيء الوحيد المقلق ليس له علاقة بالمتحور، ولكن بتوقيت ظهوره مع حلول فصل الشتاء»، وقال: «الأمراض التنفسية بشكل عام تكون صعبة في فصل الشتاء، أياً كان سببها».
مصر
منوعات
[ad_2]
Source link