[ad_1]
اللاعبة الفنزويلية المنضمة حديثاً إلى الدوري الإنجليزي تروي كيف قاتلت لتحقيق حلمها في عالم كرة القدم
تُعرف دينا كاستيلانوس في وطنها فنزويلا باسم «الملكة دينا»، لكن بعد دقائق من هذه المقابلة الشخصية، تبخرت لديّ جميع المخاوف المزعجة من أن اللاعبة رقم «10» المنضمة حديثاً إلى «مانشستر سيتي» قد تكون صفقة مبالغاً في سعرها، أو لا ترتقي إلى مستوى التوقعات.
تعني كلمة «رينا» في اللغة الإسبانية «الملكة»، ومن ثم يبدو أن هناك تناغماً طبيعياً بينها وبين اسم «دينا»، التي أصبحت قائدة لمنتخب بلادها وهي في الحادية والعشرين من عمرها.
تبلغ دينا، التي انضمت خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة لـ«مانشستر سيتي» بقيادة المدير الفني غاريث تايلور قادمة من «أتلتيكو مدريد»، من العمر الآن 23 عاماً، لكنها تدرك تماماً أنه من دون الحصول على منحة جامعية لدراسة الصحافة وكرة القدم في ولاية فلوريدا، لما وصلت إلى ما هي عليه الآن.
تقول المهاجمة الفنزويلية المتواضعة التي نشأت في مدينة ماراكاي بالقرب من ساحل البحر الكاريبي: «الذهاب إلى الولايات المتحدة هو الخطوة التي غيرت حياتي». كانت دينا تنظر إلى اللاعبة البرازيلية مارتا على أنها المثل الأعلى بالنسبة لها، وكانت تقاتل من أجل تحقيق حلمها في عالم كرة القدم. وتقول عن ذلك: «لقد كانت هذه لحظة رائعة ومهمة للغاية في مسيرتي المهنية».
ويفسر هذا سبب قيام دينا بإنشاء مؤسسة تساعد – من بين أمور أخرى – في تقديم منح دراسية في مجال كرة القدم للفتيات الصغيرات من أميركا الجنوبية، ولماذا تحدثت بشغف شديد عن المساواة بين الجنسين، والتعليم و«تغيير العقليات» خلال تقديمها كلاعبة جديدة في صفوف «مانشستر سيتي».
وقالت اللاعبة الفنزويلية، التي تجيد اللعب كمهاجمة صريحة أو في خط الوسط المهاجم، والتي تلعب دوراً محورياً في خطط تايلور لإعادة بناء فريق «مانشستر سيتي» بعد صيف التغيير الجذري: «أريد أن أغير العالم قليلاً، وأن أقاتل من أجل المساواة».
ومع انتقال لوسي برونز وكيرا وولش إلى «برشلونة»، وانتقال جورجيا ستانواي إلى «بايرن ميونيخ»، ورحيل كارولين وير إلى «ريال مدريد»، واعتزال إلين وايت؛ تغيرت التشكيلة الأساسية لـ«مانشستر سيتي» كثيراً خلال الموسم الجاري. تقول دينا، التي سجلت 23 هدفاً في 59 مباراة مع «أتلتيكو مدريد»: «اللاعبات اللاتي رحلن عن الفريق كن نجمات بارزات ومهمات للغاية، لكننا جميعاً هنا سعيدات ومتحمسات للغاية للوجود في (مانشستر سيتي)، على الرغم من هطول الأمطار قليلاً في هذه المدينة الإنجليزية!».
بالإضافة إلى ذلك، ومع استمرار وجود اللاعبتين الإنجليزيتين لورين هيمب وكلوي كيلي، فإن الاستمرارية ليست غريبة تماماً، حيث يسعى تايلور لقيادة فريقه لتحقيق أول فوز في الموسم الحالي بالدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات عندما يستضيف «ليستر سيتي».
لم تكن هناك حالة توافق بين المدير الفني لـ«مانشستر سيتي» وبرونز المنتقلة لـ«الريال»، لكن دينا معجبة للغاية بمهاجم «ويلز» السابق، وتقول عن ذلك: «إنه شخص لطيف حقاً. إنه يحاول دائماً أن يعلمك ويجعلك أفضل، وهو أمر لا يفعله كل المديرين الفنيين. أعتقد أنني أستطيع أن أتطور كلاعبة هنا».
وتضيف: «كرة القدم الإنجليزية أسرع وأكثر اعتماداً على اللياقة البدنية والصراعات الهوائية بالمقارنة بإسبانيا، لكنها تعتمد على النواحي الفنية أيضاً، فهي مزيج رائع من الأساليب المختلفة. (مانشستر سيتي) يعتمد دائماً على تمرير الكرات واللعب الجماعي، وهذا شيء مهم للغاية. من المهم للغاية التحكم في المباريات من خلال السيطرة على الكرة».
ومن المؤكد أن البنية التحتية ذات الـ7 نجوم في «مانشستر سيتي» وملعب «الاتحاد»، بعيدة بسنوات ضوئية عن الحياة اليومية في فنزويلا. وتتمثل مهمة دينا في ضمان أن تكون كل فتاة صغيرة «ملكة على طريقتها الخاصة»، لكن إرث الانهيار الاقتصادي لبلدها بعد فشل ثورتها الاشتراكية يعني أن مجرد البقاء هو أقصى طموح للعديد من المواطنين.
ففي عام 2018، تحدث مواطنها سالومون روندون، الذي كان يلعب آنذاك في صفوف «نيوكاسل يونايتد» ويلعب الآن مع «إيفرتون»، عن إحباطه من الانهيار الاقتصادي لبلاده، ورسم صورة قاتمة لرفوف المحلات التجارية الفارغة، ونقص المياه على نطاق واسع، وندرة الأدوية الأساسية، والإلغاء الجماعي للعمليات الجراحية بالمستشفيات، في الوقت الذي تتسارع فيه معدلات أعمال العنف والخطف، ومعدلات التضخم.
وبعد 4 سنوات، تم تخفيف حالة الطوارئ بشكل طفيف، لكن العاصمة، كاراكاس، لا تزال تسجل أحد أعلى معدلات القتل في العالم. تقول دينا، التي لا تزال عائلتها تعيش في فنزويلا: «أعتقد الآن أن الوضع أفضل قليلاً مما كان عليه عندما أخبرك سالومون بذلك. هناك المزيد من الإمدادات الغذائية، وأصبحت إمكانية الوصول إلى الأدوية أفضل، لكن البلاد لا تزال في وضع سيئ. آمل أن يتغير ذلك».
وأعلنت دينا عن رغبتها في أن تصبح صحافية بعد اعتزالها كرة القدم، وأشارت إلى أنها استمتعت بالعمل كمحللة تلفزيونية بشكل أساسي مع «إن بي سي» و«تيليموندو»، في إسبانيا، وفي كأس العالم للسيدات 2019 في فرنسا. تقول دينا: «أشعر بالراحة حقاً أمام الكاميرا. وأقوم بالتحليل أو التعليق أو المقابلات بنفس الشغف الذي ألعب به كرة القدم».
وعلى الرغم من أنها لم تتعلم لغتها الثانية إلا بعد انتقالها إلى فلوريدا، فقد دربت نفسها على «التفكير باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى الإسبانية»، وتجيد الحديث بكلتا اللغتين بشكل مثير للإعجاب أمام الكاميرا. وبعد فشل فنزويلا في التأهل لنهائيات كأس العالم الصيف المقبل، يبدو أنها تتودد إلى شركات البث التلفزيوني قبل البطولة التي تقام في أستراليا ونيوزيلندا، لكي تقوم بتحليل المباريات على الشاشة. تقول دينا: «سيكون هذا شيئاً مذهلاً حقاً. تحسنت كل المنتخبات كثيراً، سواء من الناحية الفنية أو الناحية البدنية. كانت الولايات المتحدة هي التي تفوز دائماً، لكن الآن فازت إنجلترا ببطولة (اليورو)، ويمتلك المنتخب الإسباني أيضاً مستقبلاً مشرقاً للغاية».
يمكن أن تساعد البطولات النسائية الرائعة في إحداث تغيير اجتماعي، وقد شعرت دينا بسعادة غامرة عندما طالب المنتخب الأميركي للسيدات علناً بإقالة جميع مديري الأندية في أميركا الشمالية الذين غضوا الطرف عن ثقافة الاعتداء العاطفي والجنسي الممنهج في دورياتهم المحلية، التي كشفت عنها سالي ييتس أخيراً. تقول دينا: «إنهن شجاعات لأنهن تحدثن بصوت عالٍ عن أشياء مهمة. أنا فخورة بهن».
وعلى الرغم من أن ذلك يأتي في سياق مختلف تماماً، فإنها تحمل مشاعر مماثلة حول مجموعة من الرسومات الموجودة على جسدها. وتقول: «لديّ الكثير من الوشوم بالتأكيد. لست متأكدة من عددها بالضبط، لكن أعتقد أنها تصل لنحو 37. إنها مزيج من الكلمات والصور، لكن ليس لديّ وشم عن (مانشستر) حتى الآن. أعتقد أنه قد يشمل بعض الأمطار!».
[ad_2]
Source link