يركز الاجتماع السنوي الرابع للتحالف العالمي للمستثمرين من أجل التنمية المستدامة (GISD)، على دعم البلدان النامية نحو مسار تحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

وقد عُقد الاجتماع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في خضم تدهور التوقعات الاقتصادية العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا وتغير المناخ وجائحة كـوفيد-19 والتي تمثل كلها عوامل تهدد الاستثمار طويل الأجل، حسبما جاء في بيان صحفي صادر عن التحالف العالمي.

ما من وقت لنضيعه

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “يجب أن تحفز فجوة التمويل الكبيرة والمستمرة في أهداف التنمية المستدامة جهودنا الجماعية لتوسيع نطاق التمويل والاستثمار المعنيين بأهداف التنمية المستدامة”.

وأكد على أنه ليس ثمة وقت لنضيعه. “لا يمكننا السماح لأهداف التنمية المستدامة أن تنزلق بعيدا عن متناول أيدينا”.

وقد قامت الأمم المتحدة بتأسيس “التحالف العالمي للمستثمرين من أجل التنمية المستدامة” في عام 2019 كجزء من استراتيجية الأمين العام لتمويل خطة التنمية المستدامة.

التحالف يضم وكالات الأمم المتحدة مع كبار مديري وقادة المؤسسات المالية والشركات الكبرى من جميع أنحاء العالم، ويهدف إلى الاستفادة من أفكار قادة القطاع الخاص في تنفيذ الحلول الممكنة لإزالة العوائق التي تقف أمام تعبئة الموارد المالية والاستثمارية من أجل التنمية المستدامة.

تكثيف التمويل

يسعى التحالف إلى مواءمة وتوسيع وتسريع التمويل والاستثمار للأهداف السبعة عشر.

ويقود التحالف العالمي الرئيسان المشاركان ليلى فوريي، الرئيسة التنفيذية لبورصة جوهانسبرغ، وخوسيه فينالس، رئيس مجموعة ستاندرد شارترد.

وقالت السيدة فوري: “ركز التحالف خلال العام الماضي على تهيئة الظروف لتوسيع نطاق التمويل الخاص طويل الأجل للاستثمار في التنمية المستدامة. تم تحقيق ذلك من خلال تطوير تعريف موثوق به لمعايير التنمية المستدامة، ومقاييس متوافقة مع أهداف التنمية المستدامة، وتفويض نموذجي للمساعدة في تطوير استراتيجيات الاستثمار في التنمية المستدامة… وخارطة طريق للإصلاحات الضرورية للبنك متعدد الأطراف”.

مبادرات جديدة

وقال السيد فينالس إن التحالف سيواصل خلال الأشهر الاثني عشر القادمة، تكثيف هذه الجهود والشروع في مبادرات جديدة، وإطلاق منصة تمويل مختلطة تحولية ستسمح بالاستثمار المشترك في مشاريع البنية التحتية المستدامة.

“سنواصل أيضا انخراطنا مع أصحاب المصلحة العالميين لدفع الإصلاحات اللازمة لإطلاق التمويل والاستثمار من أجل التنمية المستدامة بهدف دعم أهداف التنمية المستدامة.”

وفي سبيل تسهيل تدفق الاستثمارات إلى البلدان النامية، يدعو التحالف إلى حشد رأس المال الخاص من قبل بنوك التنمية متعددة الأطراف ونظام التنمية الدولي الشامل.

قدم أعضاء التحالف توصيات بشأن التغييرات في نماذج الحوكمة والأعمال لبنوك التنمية والهياكل المالية المحسنة.

معايير جديدة

منذ إطلاقه، طور التحالف معايير وأدوات لمواءمة محافظ الاستثمار مع أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك تعريف موحد للاستثمار في التنمية المستدامة ومقاييس قطاعية متوافقة مع أهداف التنمية المستدامة تعزز الإبلاغ وتمكن من إجراء مقارنة موثوقة لأداء أهداف التنمية المستدامة داخل وبين الصناعات المختلفة.

سلط التحالف الضوء على حالة Aware Super، وهو صندوق معاشات تقاعد مقره في أستراليا بأصول قيمتها 150 مليار دولار أسترالي، والذي أدرج الآن تعريف الاستثمار في التنمية المستدامة كجزء من العناية الواجبة للاستثمار.

في الآونة الأخيرة، وبالتعاون مع الشبكة الدولية لحوكمة الشركات (ICGN)، أطلق التحالف نموذج التفويض، الذي يوفر إرشادات حول العلاقات التعاقدية بين مالكي الأصول ومديري الأصول، مع التركيز على تشجيع الاستثمارات طويلة الأجل التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.

الاستثمار المشترك للمستقبل

قدم التحالف أيضا استجابة جماعية للمشاورة العامة لمجلس معايير الاستدامة الدولية، الذي تم إنشاؤه في قمة المناخ في غلاسكو COP26 بهدف تطوير خط أساس عالمي شامل لإفصاحات الاستدامة لأسواق رأس المال.

بالإضافة إلى ذلك، يتجه التحالف نحو إطلاق منصة الاستثمار المستدامة في البنية التحتية والتي ستسمح للعديد من بنوك التنمية متعددة الأطراف والمستثمرين المؤسسيين بالاستثمار المشترك في البنية التحتية المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة وتوسيع نطاق الاستثمارات في الأسواق الناشئة.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة التحالف لإيجاد حلول معنية بحشد الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة كجزء من تنفيذ استراتيجيته لتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

ويمتلك أعضاء هذا التحالف مجتمعين أصول مالية تبلغ نحو 16 مليار دولار ويعملون في حوالي 160 دولة حول العالم.