في رسالة فيديو مسجلة، أعرب الرئيس زيلينسكي عن امتنانه للمنظمة الأممية للجهود التي قادتها في أوكرانيا بموجب ولايتها، ودعا إلى “توسيع الجهود المشتركة” لحماية التراث الثقافي للبلاد.

وكانت اليونسكو قد تلقت رسمياً ملف الترشيح هذا الصباح من وفد برئاسة السفير فاديم أوميلشينكو، المندوب الدائم لأوكرانيا لدى المنظمة، وهينادي تروخانوف، عمدة أوديسا. وستتم مراجعة الملف من قبل الهيئات الاستشارية ودراسته في الدورة القادمة للجنة التراث العالمي، حيث ستتخذ الدول الأعضاء فيها – البالغ عددها 21 دولة – القرار بشأن الترشيح.

شددت المديرة العامة للمنظمة، أودري أزولاي، عند استلام الطلب، على أن “هذه المبادرة تدل على الثقة في آليات الحماية التابعة لليونسكو“.

وأضافت: “لقد بني مركز مدينة أوديسا الساحلية بفضل التأثيرات المتعددة، وهو بوتقة للتبادل والهجرة. ويحمل هذا المركز إرثاً ويضم تاريخاً يتردد صداهما في العالم، وهما يحملان رمزية ذات أهمية.”

تمشيا مع الإجراءات المعمول بها، وبدعم ملحوظ من إيطاليا واليونان، حشدت اليونسكو خبراء دوليين لتزويد السلطات الأوكرانية بالمساعدة الفنية في إعداد ملف الطلب، في ضوء التهديدات المرتبطة بالحرب المستمرة.

أكثر من مجرد عمل رمزي

وفي بيان صدر اليوم، قالت منظمة اليونسكو إن إدراج المركز التاريخي لمدينة أوديسا على قائمة التراث العالمي بمثابة اعتراف بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع وبواجب حمايته الملقى على كاهل البشرية جمعاء.

فمن الناحية القانونية، ستنشئ منطقة حماية موسعة بموجب اتفاقية اليونسكو لعام 1972 لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، والتي صدقت عليها كل من أوكرانيا وروسيا. ويتعهد الموقعون بالمساعدة في حماية المواقع المدرجة ويلتزمون بالامتناع عن اتخاذ أي تدابير متعمدة قد تضر بشكل مباشر أو غير مباشر بالتراث العالمي.

وقالت اليونسكو إن إدراج الموقع في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر من شأنه أن يتيح إمكانية الوصول إلى آليات المساعدة الدولية الطارئة، الفنية والمالية على حد سواء، لتعزيز حماية الممتلكات والمساعدة في إعادة تأهيلها.

حتى الآن، لم يتم قصف أي من المواقع الثقافية الأوكرانية المستفيدة من حماية اليونسكو بموجب إدراجها في قائمة التراث العالمي.

امرأة تعبر شارعا في وسط أوديسا في أوكرانيا.

الدعم المستمر لأوكرانيا

منذ بداية الحرب، دأبت اليونسكو على اتخاذ تدابير طارئة لدعم أوكرانيا بموجب ولايتها للتعليم والثقافة والعلوم والمعلومات والاتصالات. وقالت المنظمة إنها جمعت بالفعل أكثر من 18 مليون دولار أمريكي لهذا الغرض، والتي تضمنت تسليم معدات لتأمين المتاحف والأعمال الفنية في الأماكن العامة، وتوزيع 50 ألف جهاز كمبيوتر بالاشتراك مع Google على المعلمين الأوكرانيين، وتوفير أكثر من 600 مجموعة من السترات والخوذات الواقية من الرصاص لحماية الصحفيين على الأرض.

 في الأسابيع الأخيرة، عززت اليونسكو دعمها لأوديسا من خلال توفير التمويل لإصلاح الأضرار التي لحقت بمتحف أوديسا للفنون الجميلة ومتحف أوديسا للفن الحديث. وقالت اليونسكو إنها ستغطي أيضاً تكلفة تعيين موظفين إضافيين لحماية مجموعاتها.

وقدمت المنظمة المعدات التقنية اللازمة لدعم رقمنة ما لا يقل عن ألف عمل فني في أوديسا ومجموعة وثائقية في محفوظات ولاية أوديسا.

كما سلمت معدات جديدة إلى الإدارة الإقليمية في أوديسا لحماية الممتلكات الثقافية، بما في ذلك الألواح الواقية وأكياس الرمل وطفايات الحريق والأقمشة المقاومة للحريق وأقنعة للوقاية من الغاز إلى وزارة الثقافة والدين وحماية التراث المعماري.