دشّن الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لـ«رابطة العالم الإسلامي» رئيس «هيئة العلماء المسلمين»، من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حملة الرابطة الإغاثية العاجلة للشعب الباكستاني، التي تستهدف تأمين الاحتياجات الغذائية والإيوائية والصحية لعشرات الآلاف من المتضررين من الفيضانات، في عددٍ من الأقاليم الباكستانية.
ورحب شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، باحتفاء بالغ بالأمين العام للرابطة والوفد المرافق له خلال استقباله له في مقر رئاسة الوزراء بإسلام آباد، مقدراً تقديراً عالياً مجيء الرابطة في هذا «الظرف العصيب» الذي تعيشه بلاده جراء الفيضانات.
وأثنى شريف على جهود العيسى «الكبيرة في نشر ثقافة التسامح والسلام والمحبة، والتي تعكس الصورة الحقيقية للإسلام»، مشيراً إلى متابعته بكل فخر واعتزاز «جهود الأمين العام للرابطة في ترسيخ الوئام الديني»، مقدماً له الشكر على «دوره الكبير في جمع كلمة علماء الأمة الإسلامية وإبراز الوجه الحقيقي للإسلام».
من جانبه، قدَّم العيسى شكرَه وتقديرَه لرئيس الوزراء الباكستاني، مؤكدًا اعتزاز رابطة العالم الاسلامي بـ«أداء واجبها الإسلامي والإنساني نحو إخوان لهم، والذي يمثل تراحم المسلمين وتوادهم فيما بينهم، ويأتي من جهة ثانية في إطار عمل الرابطة الإنساني الشامل، الذي يقدم إسهاماته للجميع على مستوى العالم».
وفي سياق زيارته لباكستان، التقى العيسى، في مقر إقامته في إسلام آباد، وزير الشؤون الدينية والوئام بين الأديان المفتي عبد الشكور سردار خان، وبحثا «جملةً من القضايا ذات العلاقة بالشأن الإسلامي والعمل الإنساني في المنطقة، وآفاق التعاون الثنائي حيالها».
وأكَّد سردار خان على «الدور الكبير الذي تضطلع به رابطة العالم الإسلامي في خدمة القضايا الإسلامية، وقضايا الأقليات المسلمة حول العالم، ومحورية جهودها في تعزيز وحدة الصف في الداخل الإسلامي، وتمثيل رسالة الإسلام الحقيقية في خارجه». وقال: «نحن نعتز بقيادة رابطة العالم الإسلامي في الشأن الشرعي للأمة الإسلامية»، مشيداً بـ«الخطوة التاريخية لوثيقة مكة المكرمة وكذلك الوجود المحوري للرابطة حول العالم والذي وصفه بالقوي والمؤثر والمشرف لأبناء الأمة الإسلامية حيث أبرز بالتفاصيل حقيقة ديننا الإسلامي الذي حاول التطرف اختطافه وتشويه صورته، وسعى لنشر الوعي لدى أبناء الأمة الإسلامية من خلال أنشطة وبرامج لا يمكننا إلا أن نُقدرها ونثني عليها».
ووصل الشيخ العيسى إلى إسلام أباد أول من أمس على رأس وفد رفيع من رابطة العالم الإسلامي إلى باكستان، في جولةٍ مُوسَّعةٍ تشمل عددًا من المدن والقرى، يقف خلالها على أوضاع المتضررين من الفيضانات، والالتقاء بالقيادة الباكستانية وكبار المسؤولين، وإلقاء خُطَب الجمعة في عددٍ من الجوامع.