[ad_1]
وقد تسبب إعصار “إيان” في دمار غربي كوبا وازدادت قوته ونطاقه مع زحفه باتجاه ولاية فلوريدا الأميركية. واشتدت حدّة إعصار نورو قبل أن يضرب الفلبين وهو في طريقه للمرة الثانية إلى فييت نام.
ويأتي الإعصاران مباشرة بعد أعقاب إعصار فيونا، الذي تسبب في فيضانات مميتة في منطقة البحر الكاريبي وكان أقوى إعصار على الإطلاق يضرب كندا، والإعصار المداري “نانمادول” الذي دفع إلى إجلاء تسعة ملايين شخص في اليابان.
وقال سيريل أنوريه، مدير فرع الحد من مخاطر الكوارث والخدمات العامة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO): “في غضون أسبوعين، شهدنا أعاصير مدارية قوية متتالية مصحوبة برياح مدمرة وأمطار غزيرة وفيضانات في أجزاء مكتظة بالسكان من العالم.“
وأضاف أن الإنذارات المبكرة الدقيقة والعمل المبكر المنسق أثبتا أنهما أساسيان للحد من الخسائر وكان لذلك دور في إنقاذ العديد من الأرواح. “لكن الآثار البشرية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الأعاصير ستظل محسوسة لسنوات.”
زيادة نسبة الأعاصير المدارية
وفي بيان، أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأنها تتوقع أن يؤدي تغيّر المناخ إلى زيادة نسبة الأعاصير المدارية الرئيسية وزيادة هطول الأمطار الغزيرة المرتبطة بهذه الأحداث، بينما يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر والتنمية الساحلية إلى تفاقم تأثير الفيضانات الساحلية.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس: “أصبح علم المناخ قادرا بشكل متزايد على برهنة ارتفاع احتمالات حدوث العديد من الظواهر الجوية المتطرفة التي نمر بها وازدياد كثافتها بسبب تغيّر المناخ بفعل الإنسان.”
وأضاف أن ذلك شوهد مرارا وتكرارا هذا العام، وكان له تأثير مأساوي: “من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نوسّع نطاق العمل بشأن أنظمة الإنذار المبكر لبناء المرونة في مواجهة مخاطر المناخ الحالية والمستقبلية في المجتمعات المعرّضة للخطر.“
إعصار إيان: الأقوى منذ قرن
ضرب إعصار إيان المناطق الواقعة غربي كوبا في 27 أيلول/سبتمبر وبعد ذلك اشتد وازداد نطاقه بشكل كبير فوق المياه الدافئة لخليج المكسيك أثناء تحرّكه باتجاه فلوريدا. ومن المتوقع أن يصل إلى اليابسة بالقرب من فورت مايرز في مناطق سكنية مكتظة منخفضة عن سطح البحر، ويُخشى أن يكون هذا أقوى إعصار يضرب المنطقة منذ قرن.
وصل إعصار إيان إلى مقاطعة بينار ديل ريو الكوبية كإعصار من الفئة الثالثة، مع رياح مستمرة بلغت سرعتها 205 كيلومترات في الساعة، مع عواصف قوية، وبحسب تنبؤات مركز القياس الإقليمي المتخصص في ميامي التابع لمنظمة الأرصاد العالمية، سيتلقى غرب كوبا من 6 إلى 12 إنشا (152 إلى 304 ملم) من الأمطار، مع حد أقصى محلي يصل إلى 16 إنشا (406 ملم)، مما يؤدي إلى فيضانات وانزلاقات طينية.
“من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نوسّع نطاق العمل بشأن أنظمة الإنذار المبكر لبناء المرونة في مواجهة مخاطر المناخ الحالية والمستقبلية — بيتيري تالاس
وتشير التقديرات إلى تأثر أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وفقا لمكتب المنسقين الإقليميين للأمم المتحدة.
وكان الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، قد قال إن الأضرار التي خلّفها إعصار إيان من المحتمل أن تكون كبيرة على الرغم من إجراء تقييمات أولية فقط. وتُعدّ كوبا دولة رائدة على مستوى العالم من حيث الحد من مخاطر الكوارث ولديها خبرة طويلة في التعامل مع آثار الأعاصير والعواصف الاستوائية.
ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات، لكن لحقت أضرار جسيمة بالبينة التحتية والإسكان والزراعة والكهرباء وخدمات الاتصالات.
وتشتد حدّة إعصار إيان بسرعة وهو الآن إعصار قوي جدا من الفئة الرابعة (أقصى سرعة رياح مستدامة تقترب من 155 ميلا في الساعة أو 250 كيلومترا في الساعة) مع هبوب عواصف أعلى.
ومن المتوقع أن تحافظ على هذه الكثافة حتى تضرب اليابسة فوق الساحل الغربي لفلوريدا في وقت لاحق في 28 أيلول/سبتمبر. وقد حذر المركز في ميامي من العواصف التي تهدد الحياة والفيضانات الكارثية المرتبطة بهذا الإعصار كبير الحجم والخطير للغاية.
ومن المتوقع أن تُغمر المناطق الجافة بالقرب من الساحل عن طريق ارتفاع منسوب المياه التي تتحرك إلى اليابسة من الخط الساحلي. ويمكن أن يصل منسوب المياه بين 12 إلى 16 قدما (3.5 إلى 4.8 أمتار) في المناطق الأكثر تضررا.
ومن المتوقع حدوث فيضانات كارثية عبر أجزاء من وسط فلوريدا مع حدوث فيضانات كبيرة في شمال فلوريدا وجنوب شرق جورجيا وساحل نورث كارولينا. وقد أصدر حاكم فلوريدا أوامر إخلاء إجبارية للمناطق الأشد تضررا وتعبئة المراكز الطبية ومراكز الإيواء.
نورو: تأثر الملايين بسبب الإعصار
رفعت دائرة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا الوطنية الفلبينية مؤشر الرياح للأعاصير المدارية إلى رقم 5 – وهو أقوى مؤشر يمكن إصداره.
يعيش أكثر من مليوني شخص في المنطقة الأكثر تضررا وفقا لتحليل الكوارث، وتأثر ما يقرب من 430 ألف شخص بشكل مباشر. وعلى الرغم من ضيق الوقت نسبيا للتعبئة، فقد تم إجلاء آلاف الأشخاص، مما حدّ من الخسائر في الأرواح.
يشار إلى أنه في الفترة الواقعة بين 26-27 أيلول/سبتمبر، شق إعصار نورو طريقه باتجاه فييت نام، واشتد مرة أخرى.
وقد قامت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بتفعيل بروتوكولات العمل الاستباقي لحماية سبل العيش والأمن الغذائي. وقام فريق الفاو بتوزيع النقد والبراميل المضادة للماء لتخزين الأصول الغذائية والزراعية (مثل البذور والأدوات) على المجتمعات التي يُتوقع أن تتأثر. كما أنها تساعدهم في نقل مواشيهم إلى مواقع آمنة من الفيضانات الناجمة عن الأعاصير.
[ad_2]
Source link