لافروف يتهم الدول الغربية بخرق اتفاقيات دولية بشأن الحيادية، قائلا ذلك يمنعها من الادعاء بإنها ليست طرفا في الصراع

لافروف يتهم الدول الغربية بخرق اتفاقيات دولية بشأن الحيادية، قائلا ذلك يمنعها من الادعاء بإنها ليست طرفا في الصراع

[ad_1]

جاء مؤتمر السيد لافروف مباشرة بعد أن ألقى خطابا خلال المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين في الجمعية العامة. وقبل أن يتلقّى أسئلة الصحفيين، قال تعقيبا على إجراء الاستفتاءات في بعض المناطق الأوكرانية إن “نوبة الهستيريا التي رأيناها تقول الكثير.” 

وعزا سبب لجوء بلاده إلى الاستفتاء إلى أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال في آب/أغسطس 2021 في إحدى المقابلات إنه في شرقي أوكرانيا لا يوجد أشخاص (بشر) ولكنهم كائنات. ولو كان أحد في أوكرانيا يشعر بأنه روسي- أي يتحدث الروسية- إذا، فمن أجل مستقبل أطفالهم وأحفادهم فإنه يوصي بشدة أن يغادر هؤلاء الأشخاص ويتوجهوا إلى روسيا.

هو الذي بدأ عملية جعلت الوجود الإثني الروسي في أوكرانيا أمرا لا يطاق، وفي نهاية المطاف أدى ذلك إلى إعلان استفتاء في الأوبلاست بشأن الوحدة مع الاتحاد الروسي.”

وشدد على أنه كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “سنحترم بلا اشتراطات نتائج هذه العملية الديمقراطية.”

ماذا بعد الاستفتاء؟

ردّا على أسئلة الصحفيين، بشأن اليوم الذي سيعقب الاستفتاء، وهل ستعتبر روسيا الأراضي الخاضعة للحكومة الأوكرانية هناك بأنها خاضعة للاحتلال؟ قال لافروف إنه تم إجراء الاستفتاء على أساس قرار سلطات حكومية محلية.

بعد تلك الاستفتاءات، “كما قلت ستحترم روسيا بالطبع التعبير عن رغبة هؤلاء الناس الذين عانوا لسنوات من إساءة معاملة نظام النازيين الجدد.”

وطُلب من السيد لافروف توضيح موقف حكومته من الأسلحة النووية. فقال: “أود أن أستذكر الآتي: إنه من العصري للغاية الآن استخدام ما يُسمّى بـ ’إلغاء الثقافة‘ في محاولة لإلغاء الثقافة.” مشيرا إلى أنه أمر يستخدمه الغرب، وليس فقط فيما يتعلق ببعض الدول والسياسيين، ولكن أيضا ببعض الأحداث التاريخية.

وتابع يقول: “في عام 2014، قال لنا الزملاء في الغرب إننا لا نقبل ضمّ القرم، وقلنا لهم فكّروا ثانية، لم لا تتذكرون ما حدث قبل ذلك؟ كان هناك انقلاب وقُتل عدد كبير من الناس.

وأضاف أنه جرت مكافحة اللغة الروسية، وكانت هناك مطالب لمغادرة شبه جزيرة القرم. 

وفيما يتعلق بالأسلحة النووية، قال لافرورف إن أحدا لا يتذكر أنه في كانون الثاني/يناير من هذا العام، أعلن زيلينسكي قبل شنّ العملية العسكرية الخاصة في أحد بياناته أن أوكرانيا ارتكبت خطأ كبيرا في التخلي عن الأسلحة النووية، عندما كان الاتحاد السوفيتي ينهار. 

وتابع يقول: “وبالنسبة للاتحاد الروسي، وقد تحدثتُ عن ذلك، وتحدث الرئيس أيضا وممثلون آخرون من الكرملين، لدينا مبادئ تتعلق بالأمن النووي وهي وثيقة متاحة، وكل شيء فيها محدد بوضوح،” داعيا الصحفيين للاطلاع عليها.

وشدد لافروف على أن جميع أراضي الاتحاد الروسي والمنصوص عليها في دستور روسيا تخضع للحماية الكاملة للدولة، وجميع القوانين والمبادئ والاستراتيجيات تنطبق على كافة أراضيها.

تهديد بتوجيه ضربة لروسيا

وجّه أحد الصحفيين سؤالا إلى لافروف بشأن تهديد الولايات المتحدة بتوجيه ضربة إلى روسيا إذا ما تم تبني نتائج الاستفتاء.

وعن ذلك قال لافروف: “لم أسمع بعد أن الولايات المتحدة شرعت بالتهديد بتوجيه ضربات، سمعت الرئيس (الأميركي) بايدن يقول إذا تم إجراء الاستفتاء واعتُمدت النتائج فستواجَه روسيا بعقوبات إضافية.” 

وأوضح أن الأسلحة تتدفق إلى أوكرانيا، ويطلب زيلينسكي أسلحة “كل يوم” من ألمانيا أو إسرائيل، وينتقد إسرائيل بسبب عدم تقديم أسلحة بالكميات التي تطلبها أوكرانيا.

ما هذا إذاً إنْ لم يكن تدخلا مباشرا في استخدام الأسلحة الفتّاكة والمشاركة في الحرب؟

وقال: “يتم (أيضا) توفير معلومات استخباراتية، ومعطيات بالأقمار الصناعية،” مشيرا إلى أن أحد قادة القوات المسلحة في أوكرانيا علّق قبل مدة على استخدام الأسلحة الأميركية في أرض المعركة، وقال إن للأميركيين الحق في الاعتراض على الأهداف التي نختارها. 

وتساءل لافروف قائلا: “ما (معنى) هذا إذاً إنْ لم يكن تدخلا مباشرا في استخدام الأسلحة الفتّاكة والمشاركة في الحرب؟ وإذا نظرنا إلى الجانب القانوني من الأمور، فإن الأميركيين وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي يقولون إنهم ليسوا طرفا في الصراع.

وتابع يقول إنه إذا كان هذا الأمر صحيحا، فهناك اتفاقيات مطبّقة، مثل اتفاقية لاهاي في 1907 المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب، والتي لا تزال سارية ، ولم يلغها أحد وتتعلق بالتزامات القوى المحايدة.

وأوضح أن الدول المحايدة هنا المقصود بها أي دولة ليست طرفا في صراع مسلح، “لم تعلن الولايات المتحدة أو أوروبا أنهما طرفان فيما يحدث في أوكرانيا.

وشدد على أن البند السادس من الاتفاقية يحظر الإمداد بالسلاح أو العتاد من قبل دول محايدة لأي من الأطراف المتحاربة.

وتابع يقول: “في تقديم الإمدادات إلى كييف، فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لا يمكنها أن تدّعي أن لديها صفة الحيادية. لا يمكنها أن تقول إنها لا تشارك في الصراع.

وعلاوة على ذلك، فإن إحدى الاتفاقيات الأخرى تحظر إقامة نقاط تجنيد على أراضي الدول المحايدة، “وتعلمون جميعا كيف أن السفارات والقنصليات الأوكرانية في أوروبا ودول أخرى تنشر بشكل علني على صفحاتها على الإنترنت دعوات للانضمام للحرب المقدسة ضد روسيا. هذا يعني أنها تضطلع بشكل مباشر بأنشطة لجمع المرتزقة.

لذا فإن الدول الغربية التي تسمح بحدوث ذلك على أراضيها “أيضا تخرق الاتفاقيات المتعلقة بالدول المحايدة وبفعل ذلك أثبتت أنها ليست مراقبة بل مشاركة بشكل مباشر في الصراع.”


أشخاص يقفون خارج مبنى تعرّض للتدبير في مارينكا، أوكرانيا (من الأرشيف).

© UNICEF/Ashley Gilbertson VII Photo

أشخاص يقفون خارج مبنى تعرّض للتدبير في مارينكا، أوكرانيا (من الأرشيف).

هل تخرق روسيا مبادئ ميثاق الأمم المتحدة؟

وفيما يتعلق باتهام روسيا بأنها تخرق ميثاق الأم المتحدة، قال لافروف إن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة تنص على احترام سيادة وسلامة أراضي الدول، وفي نفس الوقت فإنها تنص على احترام حق الأشخاص في تقرير المصير، “التناقض بين هذين المفهومين كانا محل الكثير من المفاوضات لمدة طويلة بعد تأسيس الأمم المتحدة. بدأت عملية لتطوير مفهوم جميع مبادئ الميثاق.”

وأشار إلى أنه في عام 1970 توصلت الجمعية العامة إلى نتيجة فيما يتعلق بتفسير ميثاق الأمم المتحدة وهي أنه على جميع الدول التزامات باحترام سيادة وسلامة الدول لأي دول تحترم حكوماتها مبدأ تقرير المصير للأشخاص، وحكوماتها تمثل جميع الأشخاص الموجودين في أراضيها.

وأضاف أن النظام في أوكرانيا فشل في تمثيل الأشخاص الذين يشعرون أنهم ينتمون إلى الثقافة الروسية ويتحدثون اللغة الروسية.

“دكتاتورية” الاتحاد الأوروبي

قال وزير خارجية الاتحاد الروسي إن الاتحاد الأوروبي يتحول إلى كيان سلطوي ودكتاتوري، وكل عام على هامش الجمعية العامة تُعقد اجتماعات ثنائية وهذا العام، كما في الأعوام الماضية، كان هناك اجتماع مزمع عقده مع رئيس قبرص، وقد تمت إضافته للجدول بطلب منه وحسبما كان وقته يسمح، وقبل ساعة من موعد الاجتماع.. “أبلِغنا أن الاتحاد الأوروبي لم يسمح له بإجراء اللقاء. هذا ما قالوه لنا حرفيا.”

كما أن دولتين من دول الاتحاد الأوروبي ودولة عضو في حلف شمال الأطلسي، كانت تود اللقاء بوزير الخارجية الروسي، “ولكننا لم نسمع منها بعد ذلك.”

الهدف النهائي لروسيا

ردّا على عدة أسئلة تتعلق بالهدف النهائي التي ترنو إليه روسيا، أوضح المسؤول الروسي أنه تم الحديث عن أهداف العملية العسكرية الخاصة منذ شباط/فبراير. “لسنوات طويلة، سياسة القضاء على كل ما هو روسي لم تجذب انتباه الإعلام في الغرب، وليس فقط الإعلام. كنا نعرض هذه القضية وندعو إلى اتخاذ إجراءات.” 

واتهم الجيران في الغرب بأنهم يتمتعون “بغريزة عنصرية” فيما يتعلق بروسيا كدولة وكشعب. 

إجابتي بسيطة، لا تحاولوا إصدار الحكم من مقاعدكم، اذهبوا إلى القرم، تحدثوا مع الناس. لا أحد يفعل ذلك سوى بعض السياسيين الشجعان.”

الحبوب الأوكرانية والسماد الروسي

كشف لافروف عن أنه جرت عدة لقاءات مع العديد من القادة الأفارقة وتم بحث العلاقات الثنائية، والتجارة الآن تتنامى. 

وقال: “الآفاق واعدة كثيرة لدينا العديد من المشاريع والخطط، ونعمل على بلورة اتفاق قوي للقمة الروسية-الأفريقية الثانية والتي ستُعقد في منتصف العام المقبل.”

وأكد أن الجميع يدعم جهود إسقاط الحواجز التي وضعها الاتحاد الأوروبي ولندن وواشنطن فيما يتعلق بتصدير الحبوب والأسمدة الروسية. 

وبشأن الجزئية المتعلقة بروسيا في مبادرة الأمين العام، فأكد أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يزيل العقبات. “اجتمعت بالأمين العام قبل يومين وأكد لي أن الكثير من العمل ينبغي أن يكتمل، وقال بشكل علني إنه لا تزال توجد عقبات. ولكنه يحصل على وعود منهم.”

طلب الوساطات

فيما يتعلق بالوساطة السعودية، قال لافروف إن الكثيرين حاولوا لعب دور الوساطة.

“تركيا لعبت دورا مفيدا جدا، عندما دعت ممثلين من روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة إلى إسطنبول لإبرام صفقة الحبوب.”

وأشار إلى أن نحو 300,000 طن من السماد الروسي عالق في الموانئ الأوروبية ولم يتم تحريرها منذ شهر ونصف. وأكد أن الشركات الروسية أعربت عن استعدادها للتخلي عن حقوقها في هذه الأسمدة من أجل إرسالها إلى الدول النامية التي تحتاجها إليها.

من يرفض المفاوضات يجب أن يفهم أنه كلما استمر الرفض، ازداد الأمر صعوبة للتوصل إلى اتفاق والتفاوض

وحث على إرسال الأسمدة إلى الدول الموجودة على قائمة برنامج الأغذية العالمي.

وفيما يتعلق بالوساطة السعودية، قال لافروف إنه كان هناك إعلان بأن ولي العهد، محمد بن سلمان، شارك في اتفاق بشأن التبادل (تبادل الأسرى).

لكنه أضاف يقول: “بدون وسطاء، في آذار/مارس من هذا العام، توصلنا إلى اتفاق مع الوفد الأوكراني على مبادئ تسوية، وهذه المبادئ التي وضعها الأوكرانيون أنفسهم قبلنا بها، ثم بعد يوم تغيّر (موقف أوكرانيا).”

وأشار إلى أن زيلينسكي قال في خطابه إنه يرفض التسويات رغم أن روسيا أبدت حسن نية، لكن كييف ترفض المفاوضات، “من يرفض المفاوضات يجب أن يفهم أنه كلما استمر الرفض، ازداد الأمر صعوبة للتوصل إلى اتفاق والتفاوض.”
 

[ad_2]

Source link

Leave a Reply