الطبيعة الخلابة تجمع بين أعمال فوتوغرافية مصرية ومكسيكية

الطبيعة الخلابة تجمع بين أعمال فوتوغرافية مصرية ومكسيكية

[ad_1]

الطبيعة الخلابة تجمع بين أعمال فوتوغرافية مصرية ومكسيكية

معرض بالقاهرة يضم أعمال 6 مصورين


السبت – 28 صفر 1444 هـ – 24 سبتمبر 2022 مـ


من أعمال روبرتو هيرنانديز

القاهرة: نادية عبد الحليم

هو معرض فني مختلف، فإذا كنا قد اعتدنا خلال الآونة الأخيرة على إقامة فعاليات في إطار التبادل الثقافي بين البلدان، فقد جاء هذا المعرض الذي تم افتتاحه مساء الجمعة، بالمتحف القومي للحضارة المصرية، بعنوان «المكسيك ومصر من الأعلى… منظور فريد» ليحمل جديداً للجمهور وحتى بالنسبة للفنانين الشغوفين بالفوتوغرافيا، حيث تم الدمج بين أعمال المصور المكسيكي الشهير روبرتو هيرنانديز، الذي قام بتصوير أراضي بلده عبر تقنية التصوير الجوي اعتماداً على «الطائرة المسيّرة»، وفوتوغرافيا خمس مصورين مصريين استخدموا التقنية نفسها في تصوير مصر ليتنقل الزوار ما بين مشاهد تحبس الأنفاس من فرط جمال الأمكنة التي تم تجسيدها ولدقة وحداثة التقنية المستخدمة.
برغم المسافة الجغرافية الهائلة بين مصر والمكسيك فإن المعرض المستمر حتى 29 سبتمبر (أيلول) الحالي، بتنظيم من السفارة المكسيكية بالقاهرة كشف عن الكثير من أوجه التشابه بين البلدين، ومن خلال منظور غير مألوف، فالأعمال الفوتوغرافية التي يحتضنها وعددها نحو 15 عملاً جاءت لتحمل مفاجآت بصرية للزائر وكأنها تعيد رؤيته للبلدين وتعمق معرفة كل طرف بالآخر.
يقول الفنان روبرتو هيرنانديز لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذا المعرض من أفضل التجارب الفنية التي خضتها، لأنها تنطوي على مزيج بين ثقافاتنا، لقد فوجئت بوجود صور تتشابه إلى حد مذهل بين أعمالي وبعض المصورين، وهو ما يؤكد أنه مهما بعدت المسافات أو اختلفت الحضارات فإن الإنسانية تتحقق».
ويتابع: «إن المعرض كان مدهشاً ومفاجئاً بالنسبة لي، وقد رأيت الإعجاب كذلك في عيون زائري المعرض أمام الصور التي تم التقاطها لأماكن بعيدة جداً من هنا، وبرغم ذلك فثمة أفكار متماثلة في الطبيعة والهندسة المعمارية وانفعالات الناس وأفعالهم واحتفالاتهم بالصور، وقد جعلني هذا أشعر بحب أكبر لمصر لتشابهها مع بلدي، وأن أصبح مغرماً بالقاهرة خصوصاً».
وأبدى الفنان المكسيكي إعجابه الشديد باختيار مكان المعرض قائلاً: «انبهرت بمتحف الحضارة، وأعتبره أحد أفضل المتاحف في العالم، إنه لأمر مذهل أن يتم عرض الأعمال في نفس المبنى الذي يقف فيه رمسيس الثاني بشموخ وعظمة، كما أن المكان يتلاءم تماماً مع فكرة الحدث الفني، وهو تلاقٍ بين الحضارات واستمرارها».
وبشأن التقنية المستخدمة في المعرض والتي اشتهر بها عالمياً قال روبرتو هيرنانديز في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «ربطني حبي للتصوير الفوتوغرافي بعالم الطائرات من دون طيار، لأكثر من 20 عاماً وحرصت على استخدام هذه التقنية بطريقة طبيعية بعيدة عن أي تصنع أو مبالغات في التصوير».
ويتابع: «لقد ألهمتني إمكانية وحرية تحريك الكاميرا عبر السماء على مر السنين لإنشاء صور فريدة، وكانت التلقائية والتماثل والطبيعة هي بعض المكونات التي أبحث عنها في كل مرة أقوم فيه بتصوير الأرض».
يذكر أن هيرنانديز بجانب فنه وإقامة معارض محلية ودولية عمل لأكثر من 17 عاماً كمدير فني في مشاريع التصميم والتصوير التجاري لعلامات تجارية معروفة.
ورغم بعض الصعوبات التقنية واللوجيستية التي تقابل المصورين المصريين، فإن بعض أعمال الفنانين المشاركين بالمعرض تبرز نضج موهبتهم وتمكنهم في هذا المجال، وهو ما يعني أنه تم البحث الدقيق عنهم، واختيارهم بعناية، بحسب مروة أبو ليلة مديرة مؤسسة «فوتوبيا» التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت حكاية المعرض حين تواصل معنا مسؤولو المتحف لإبلاغنا برغبة سفارة المكسيك في إقامة معرض للفنان روبرتو هيرنانديز بمناسبة زيارته لمصر، وإنهم يودون ترشيح فنانين محليين متخصصين في هذا النوع من التصوير في إطار التبادل الثقافي بين البلدين، فرحبنا بالتعاون من دون أي مقابل لإعجابنا بالفكرة وبقيمة هذا الفنان المعروف، لكن كانت المهمة صعبة»، وتابعت: «خضنا رحلة طويلة للبحث عنهم وحين توصلنا إليهم كنا حلقة الوصل بينهم وبين المتحف والسفارة».
وترى مروة أبو ليلة أن للمعرض جانب آخر مهم وهو أن إقامته في هذا المكان يثبت أن مصر ليست فقط الفراعنة أو الحضارات القديمة عموماً لكنها الحداثة ومواكبة كل ما هو جديد أيضاً رغم أي صعوبات.
ونجح المتحف في تقديم عرض واع للأعمال أبرزت الهدف من إقامة المعرض، فمن اللافت أنه تم تنسيق الصور المتشابهة بين الطرفين بجوار بعضهما البعض حتى أنها بدت عن بعد كما لو كانت لفنان واحد وفي بلد واحد، يقول الفنان أحمد عماد لـ«الشرق الأوسط»: «شاركت بصورتين الأولى لصلاة العيد والمدهش أن لهيرنانديز لقطة مشابهة لها لكن لمنظر يجسد توجه الآلاف لكنيسة (السيدة غوادالوبي)، وهو طقس يقومون به كل عام لغناء أغنية (لاس مانانيتاس) للعذراء، وهو مشهد يشابه صلاة العيد في مصر، والصورة الأخرى تجسد بحيرة مصرية تشابهت أيضاً إلى حد كبير مع تصويره لبحيرة في بلده».
من أكثر المشاهد التي جذبت الجمهور كانت لصورتين تجسدان حقول الملح الأولى التقطها تيمور عثمان في سيوة، والأخرى لهيرنانديز تصور بحيرة في المكسيك، وتشتركان في سحر الألوان للحقول وتظهران العديد من الأشكال والألوان المتنوعة والرائعة ومنها الأزرق بدرجاته، والوردي والأخضر، والأبيض، كما عكست أيضاً صورتان أخريان للفنانين التشابه الشديد في المحتوى والتقنية والزوايا والألوان، إذ أبرزت صورة لتيمور التقطها بواسطة كاميرا الدرون لمعسكر تخييم في الساحل الشمالي روعة اصطدام المياه بالرمل وعكست صورة لهيرنانديز منظر ارتطام الموج بالصخور.
يقول تيمور عثمان لـ«الشرق الأوسط»: «إن الصور الجوية بواسطة كاميرات التحكم عن بعد تقنية غير منتشرة في مصر، لكنها مهمة للغاية، لأنها تتيح للمصور أن يجعل الناس تشاهد لقطات جديدة لم يروها من قبل، تتميز باتساع الكادرات وامتداد المنظر، وكأنها لوحات بانورامية ساحرة للأمكنة تحقق الصفاء الذهني والتواصل مع الطبيعة الخلابة ومعرفة ثقافات البلدان وتبادلها عن قرب، وذلك ما أتاحه هذا المعرض للجمهور».



مصر


أخبار مصر



[ad_2]

Source link

Leave a Reply